بالفيديو| "ابن المعلم الزناتي" في عيون أصدقائه: "جدع وصاحب صاحبه"

06:14 م | الأحد 30 يوليو 2017

"موهوب ونادر وصاحب صاحبه وجدع" هكذا كان وصف زملائه في الوسط الفني له، فكان سعيد صالح علامة فارقة في حياة أصدقائه وممثلي الجيل الجديد، بدمه الخفيف وأدائه التمثيلي المميز، وعشقه لكل من حوله، ودائما ما يتذكرونه بالخير ويحكون عنه في لقاءاتهم التليفزيونية.

وقال عادل إمام عن صديق عمره سعيد صالح، المولود في 31 يوليو عام 1938، إنه صديق و"رفيق سلاح" مثلما يقُال، وممثل موهوب من الدرجة الأولى، ونادر، شارحا معني نادر بأنه مثل العملة الصعبة، متابعا: "يعني بخفة دمه بشكله و(ستايله) في الأداء"، ووصف أنهم يشبهون بعضهم في حياتهم قائلا: "إحنا الاتنين طبيعة واحدة والروح واحدة".

{long_qoute_2}

أما يونس شلبي ففي شدة مرضه، وفي الوقت الذي تجاهله الكثير في السؤال عنه والاطمئنان عليه، فحرص سعيد صالح على الاتصال به تليفونيا بشكل دائم للاطمئنان عليه وفقا لحديث شلبي في آخر لقائاته التلفزيونية.

{long_qoute_3}

ولم ينس محمد رمضان ما فعله معه "صالح"، قائلا: "أول إيد اتمدتلي"، حيث قرر أشهر كوميديان في تاريخ السينما المصرية، أن يجعل رمضان يمثل في مسرحية "قاعدين ليه" قبل فتح الستار بنحو 10 دقائق، عندما أصر "رمضانط على الدخول له دون علم الأمن، قائلا له: "أنا ممثل ولا شعري أصفر ولا عنية خضرا، أنا كل اللي طالبوا منك إني أمثل قدامك زي ما إنت قاعد كده"، وبالفعل وافق "صالح" على تقديم له مشهد.

وفي أثناء تقديمه لعدة شخصيات مختلفة، وخروح الممثلين ليشاهدونه لصوته العالي في الأداء، يقول "رمضان": "راح قايم واقف وقال عليا الطلاق الواد ده هيمثل معايا على المسرح"، ما دفع الجميع للاستغراب والتساؤل عن كيفية حدوث ذلك، وخصوصا أنهم مضوا 6 أشهر في بروفات، واتفقا سويا على مشهد "قولتلوا هعمل واحد صعيدي لسه جاي وانت واقف عند محطة الأتوبيس، وبسأل على معهد التمثيل".

وعلى جانب آخر، حُفر بداخل ذاكرة نادية شكري التي قامت بدور "سحر" في مسرحية "العيال كبرت"، موقف إنساني فعله سعيد صالح معها عندما قرر مصالحتها مع والدها، قائلة: "كان في زعل بيني وبين بابا وسعيد كان عارف واتفاجأت في يوم ببابا في المسرح في أول صف مع ناس عازمهم"، وعندما شعر "صالح" بتوتر "نادية" سألها وعلم بأن والدها موجود في المسرح، قرر في مشهد يحمل فيها العصايا بتوجيه له كلام وهو على خشبة المسرح، قائلا: "يا عم شكري بنتك دي بنتك".

وبعد انتهاء العرض، طرق "صالح" على باب غرفة "نادية"، ومسكها من إيديها وركضا حتى يصل إلى سيارة والدها، قائلة: "مش هنساله أبدًا أخدني جري من (كوليدر) المسرح راح جاري وقالوا خد بنتك في حضنك، وصالحني عليه، مهموش الناس، كان بيعمل حاجات صعب أي حد يعملها".

حبه الشديد لزميله يونس شلبي، جعله يقرر جمع أصدقائه للذهاب لحفل زفافه، لأن "يونس" لم يستطيع دعوة الجميع لميزانية حفل الزفاف القليلة، وتروي إسعاد يونس، قائلة: "قالنا سعيد يعني إيه مانروحش فرح يونس، قال نروح ومناكلش منكلفوش"، وجمع "صالح" نحو 400 شخص للذهاب إليه "في الأول فرح لما لاقينا اتنين تلاتة، بعدين لقينا كتير مظاهرة، قال إيه يخربيتكم مش قولنا محدش ييجي، مفيش أكل، قولناله مش جايين ناكل، ورقصنا وانبسطنا".

وتوفى الفنان سعيد صالح بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 76 عامًا في الأول من أغسطس 2014، وترك رصيدا كبيرا من الاحترام في نفوس كل من تعامل معه، يعادل ما تركه من رصيد فني كبير.