سائق بدرجة "طالب هندسة".. أعاد محفظة بها "ذهب" لصاحبها: الحلال يكسب

كتب: سمر عبد الرحمن

سائق بدرجة "طالب هندسة".. أعاد محفظة بها "ذهب" لصاحبها: الحلال يكسب

سائق بدرجة "طالب هندسة".. أعاد محفظة بها "ذهب" لصاحبها: الحلال يكسب

يخرج في الصباح إلى عمله في مخزن تابع لإحدى شركات الأدوية بكفرالشيخ، ومنها إلى منزله جده الذي يقيم به وأسرته، في شارع جيهان بكفرالشيخ، يبدل ملابسه، ويتناول طعامه، ويخرج إلى عمله الثاني "سائق تاكسي"، ليتمكن من الإنفاق على أسرته الصغيرة، عقب وفاة والده، والإنفاق على دراسته بكلية الهندسة في جامعة كفرالشيخ.

رغم ضيق الحال، وظروفه المادية الصعبة، إلا أن "الصدفة" التي أوقعت "جنيهين ونصف من الذهب"، في طريق الشاب العشريني عمرو موسى، لم تغريه، فبعد انتهاء عمله على التاكسي، وجد محفظة بها "عملات ذهبية، مبلغ مالي، بطاقات ائتمان، بطاقة شخصية، رخصة قيادة، وإقامة سعودية"، لشاب سعودي يدعى يوسف مدحت يوسف. بحث عن صاحب المحفظة، لكن لم يجده.

في اليوم التالي، استيقظ عمرو مبكرا وذهب للبحث عن صاحب المحفظة مرة أخرى، لكن لم يجده، فتح المحفظة واستدل على العنوان وذهب إلى منزله، وأعطاه محفظته بمحتوياتها.

يقول عمرو: "تحملت المسؤولية بعد وفاة والدي، تركت منزلنا الذي كان نقيم فيه بالإيجار لضيق ذات اليد، وانتقلت ووالدتي وشقيقتاي، (سهر) الطالبة بكلية الزراعة، و(منة) الطالبة في الصف الثاني الإعدادي، إلى منزل جدي، وحاليا أعمل في شركة أدوية صباحا، وعلى تاكسي ليلا".

"الحمد لله ربنا بيكرمني، عشان ماشي بما يرضى الله، وعمري ما اقبل الحرام، لما لقيت المحفظة فضلت طول الليل أرجع المكان اللي صاحبها نزل فيه لكن ملقتهوش، وفضلت أدور عليه". قال عمرو، موضحا أنه اضطر لفتح المحفظة، للاستدلال على العنوان وتوصيل الأمانة.

تعمل والدة عمرو في عيادة طبيب للمساعدة في مصروفات المنزل، يقول: "الحمد لله مستورة، والشغل بيسندني، أبويا الله يرحمه رباني على الأمانة وتحمل المسؤولية، وعلمني مستناش حد يصرف عليّا، عشان كده اشتغل وانا بدرس".

والدة الشاب السعودي الذي كاد يقفد أوراقه لولا أمانة عمرو، أكدت أنها ستتكفل بمصروفات عمرو لحين انتهاء دراسته، تقديرا لأمانته: "ابني كان فقد الأمل وحزين، وقلتله استعوض ربنا، مكنتش متخيلة إن شاب يتيم بظروف عمرو ممكن يرجعها تاني، بس أمانته وتربيته خلته يدور لحد ما لقى صاحب المحفظة ورجعها".


مواضيع متعلقة