«الرياض المركزى».. رقابة غائبة.. وقطط تجاور المرضى داخل غرف الحجز.. والعلاج على حساب المريض

كتب: شيماء عادل وسمر عبدالرحمن

«الرياض المركزى».. رقابة غائبة.. وقطط تجاور المرضى داخل غرف الحجز.. والعلاج على حساب المريض

«الرياض المركزى».. رقابة غائبة.. وقطط تجاور المرضى داخل غرف الحجز.. والعلاج على حساب المريض

وقف أمام كشك الولادة فى الطابق الأول لمستشفى الرياض المركزى، منتظراً رضيعته فى الحضانة والاطمئنان على زوجته، ثم أخبرته الممرضة بالدخول لحمل زوجته والصعود بها للطابق الثانى، فوقف الزوج لوهلة محاولاً استيعاب طلب الممرضة إلا أن طلبها الثانى له بضرورة وجود مساعد له لحمل المحلول المتصل بيد زوجته لحين وصولها للطابق الثانى جاء قاطعاً لمحاولة فهمه ما يدور حوله، ولم يكن أمام الرجل سوى الاستعانة بوالد الزوج ووالدة الزوجة لتنفيذ طلب الممرضة، فحملت الأم المحلول ووالد الزوج حمل حقيبة الملابس الخاصة بالزوجة فيما حمل الرجل زوجته وصعد.

{long_qoute_1}

لم يكن عدم وجود «تروللى» لنقل الزوجة هى المفاجأة الوحيدة للزوج، فالمفاجأة الثانية كانت عندما وصل بزوجته إلى غرفة الطابق الثانى، ليجد مريضاً مستلقياً على السرير المقابل لسرير زوجته، بخلاف المتبع فى جميع المستشفيات العامة والمركزية بوجود غرف خاصة للسيدات وأخرى للرجال، وقبل أن يفكر فيما يجرى، طلبت الممرضة من الزوج ضرورة الذهاب بسرعة وشراء علاج زوجته وطفلته من صيدلية خارج المستشفى. يقول عبدالسميع فؤاد عبدالعزيز، 65 عاماً، والد الزوج: «زوجة ابنى مروة محمد تم توليدها بكشك الولادة بالمستشفى ولم نجد وسيلة لنقلها من غرفة الولادة سوى حملها على إيدينا، مفيش سرير ولا تروللى علشان كده شلناها من دور للتانى، مش بس كده كمان طلبوا مننا نشترى لها دوا بـ250 جنيه ودفعنا 100 جنيه تحاليل داخل المستشفى». يضيف الرجل الستينى: «كل العلاج من الخارج والغلبان لو مش معاه فلوس بيسيب بطاقته فى الصيدلية وياخد العلاج أو يروح يستلف علشان الحالة، أنا جاى مستشفى حكومى فاكر كل حاجة ببلاش لقيت العكس مفيش مراعاة لمحدودى الدخل، أنا بدور عليه بقالى 65 سنة مش لاقى أى اهتمام بالفقراء، ولو معايا فلوس كنت كشفت برة، بالإضافة إلى أنهم بيحطوا المرضى فى الغرف مع بعض والناس غلابة وخدوا منى 10 جنيه لتصوير ورقة واحدة».

{long_qoute_2}

فى الغرفة المقابلة للغرفة التى توجد بها «مروة محمد»، كانت السيدة الخمسينية عطيات محمد عفيفى، ترقد على أحد الأسرّة، لا تقوى على الحركة، تأمل فى إيجاد علاج للألم الذى حلّ ضيفاً عليها ولا يأبى فراقها، فالحقنة التى أجبرها المستشفى على شرائها من الخارج مرتين يومياً بتكلفة 70 جنيهاً لم تتمكن من القضاء على ألم قدميها: «رجلى بتوجعنى ومش معايا فلوس أتعالج فجيت المستشفى من 15 يوم، حجزونى والدكتور مجاش غير مرة واحدة بص عليا طول الـ15 يوم، والتمرجية بتيجى تبص عليا وخلاص».

تضيف: «بنشترى كل حاجة من برة حتى السرنجات والمحلول، وزوجى نزل لمدير المستشفى علشان يشكى له قاله ده اللى عندنا والدكتور هييجى يبص عليها وماشفتوش، اللى ملوش حد ومعهوش فلوس بيموت وأنا عاوزة أتعالج»، على السرير المقابل للحجة عطيات، جلست السيدة الستينية سامية فتحى عبدالعزيز، المقيمة بقرية الضبعة، تشكى من عدم وجود رعاية: «عندى تيفود وسخونية وقرحة فى المعدة ومش معايا فلوس أتعالج وربنا العالم بيا وكشفت عند دكتور خارجى قالى لازم تتحجزى فى مستشفى جيت، التمرجيين هما اللى بيجوا يبصوا عليا وكل العلاج من برة وباخد العلاج ومش بتحسن».

الطابق الثانى صاحب الغرف المختلطة والقطط التى تتنقل من مكان إلى آخر لم يختلف كثيراً عن الطابق الأرضى المخصص لحالات الاستقبال والطوارئ، والذى يعانى من غياب الأطباء وقيام التمريض باستقبال الحالات والكشف عليهم، كانت من ضمنهم فتاة صغيرة أحضرتها والدتها بسبب وجود حرق فى قدميها وبعد علاجها وتغيير الجرح وتركها المستشفى، سأل أحد العاملين الممرضة هل أعطيتِ للطفلة دواء؟ أخبرته بالنفى، فطلب من فرد الأمن مناداة الأم لصرف دواء للصغيرة.


مواضيع متعلقة