الصهاينة يشعلون الأقصى بدعم «حماس» وقطر

ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها المسجد الأقصى الشريف وساحته للحصار والاعتداء والهدم وقتل المصلين ومنعهم من أداء الشعائر، التى تعرضت لمثلها كنيسة القيامة وساحتها وأحياء القدس القديمة وفلسطين كلها.. والمعتدى دائماً هم الصهاينة المحتلون لفلسطين الذين يقتلون البشر والشجر ويدمرون الحجر والتراث بلا خجل وبعنصرية مقيتة يرفضها حتى اليهود فى كل دول العالم، المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثانى الحرمين وبوابة المعراج إلى السماء عند المسلمين وملتقى الأنبياء والرسل فى كل الأديان يتعرض الآن لاعتداء عنيف ودموى وغير مبرر.. وقد جاء بعد أيام من إدانة عالمية وفضيحة واسعة للحكومة الصهيونية، حيث أصدرت لجنة التراث العالمى باليونيسكو مؤخراً قراراً يقضى بالحماية العالمية التراثية على «مدينة القدس القديمة وأسوارها»، الذى قدمته الأردن وفلسطين والمجموعة العربية.. والقرار الأخير أحيا تنفيذ (19) قراراً سابقاً للمجلس التنفيذى لليونيسكو أكدت بالوثائق الواقع التاريخى القائم فى القدس وتراثها قبل الاحتلال الصهيونى للقدس عام 1967.. ويدين القرار أعمال الحفر التى تقوم بها الحكومة الصهيونية والوقف الفورى لجميع أعمال الحفريات غير القانونية واعتبارها تدخلات صارخة ضد تراث القدس والأماكن المقدسة فى القدس القديمة ومحيطها.. وإلغاء كل القوانين والإجراءات التى أصدرتها إسرائيل فى هذا الشأن.. وإلغاء مشاريع التهويد مثل «بيت هليبا وبيت شتراوس» والمصاعد الكهربائية والتلفريك الهوائى والقطار الخفيف الذى يمر بمحازاة سور القدس.. وإلزام سلطات الاحتلال بإعادة الآثار المسروقة، وتزويد مركز التراث العالمى فى «اليونيسكو» بتوثيق واضح لما تمت إزالته أو تزوير تاريخه من آثار فى بلدة القدس القديمة ومحيطها، لأن «بلدة القدس القديمة وأسوارها» على قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر منذ عام 1981، كما أدان القرار أعمال الاقتحام والعنف التى يقوم بها المتطرفون من الصهاينة وقوات الاحتلال للمسجد الأقصى والكنائس فى محيطه وحماية المسجد كمكان عبادة للمسلمين فقط، وأن إدارته من حق الأوقاف الإسلامية الأردنية وفق الوضع التاريخى قبل 1967.. والسماح غير المشروط لخبراء الأوقاف الأردنية بالعمل للمحافظة على بلدة القدس القديمة وأسوارها من الداخل والخارج وترميم طريق باب المغاربة ومبنى باب الرحمة، وتعيين ممثل دائم لليونيسكو فى شرق القدس لكتابة تقارير دورية حول حالة الحفاظ على تراث مدينة القدس وأسوارها والمخالفات التى ترتكبها سلطات الاحتلال.

كان قرار اليونيسكو الحاسم بإجراءاته التنفيذية وراء غضب الصهاينة الذين استشعروا وقف مخططاتهم التدميرية للقدس والأقصى فاندفعوا فى عمليات التخريب للمدينة.. وأقاموا الحواجز ومنعوا المصلين من الوصول للمسجد لأداء حقهم الإنسانى فى ممارسة العبادات.. ونصبوا كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية بجنود مدججين بالسلاح وقتلوا المدنيين الأبرياء وتصدى لهم الفلسطينيون بشجاعة.. وأعلنت الحكومة الفلسطينية والفتحاوية وقف كافة أشكال الاتصال مع الحكومة الصهيونية.. وكالعادة استغل الصهاينة انشغال الدول العربية الأكبر فى المنطقة فى مواجهة الإرهابيين وقطر الداعمة لهم وتحالف الصهاينة مع حكومة قطر وحماس بأجر ضخم لإشعال النيران حول الأقصى لتشتيت الاهتمام العالمى بالمنطقة وتخفيف الحصار على قطر والإرهابيين.. وساعدهم قيادات حماس الذين حصلوا على تمويل مادى ضخم من قطر ليتحولوا بعملياتهم المسلحة من فلسطين إلى ممارسة الإرهاب فى مصر ودول الخليج وليبيا وغيرها.. وأصبح الأقصى وسيلة لتشتيت الاهتمام العالمى لتخفيف الضغط على قطر المحاصرة عربياً وعالمياً!!!

وانكشف المخطط الصهيونى بسرعة واندلعت مواجهات دموية قادها المقدسيون وواكبتها ردود فعل شعبية فى عدة عواصم كبرى أهمها عمان الأردنية، وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة بطلب مصر لمناقشة الموقف وتتصاعد المداهمات الصهيونية لبيوت المدنيين واعتقالهم وقتلهم وإصابتهم وهدم منازلهم.. وهو ما يجعلنا نتوقع تصاعد الغضب والصراعات الممتدة فى فلسطين وغيرها بسبب هذا الصلف الصهيونى الدموى ضد الفلسطينين فى الفترة المقبلة.

للأقصى رب يحميه وشعب يقاتل فى سبيله إلى ما لانهاية.. ولا بديل أمام قيادات العالم من العرب والمسلمين والمسيحيين واليهود إلا التدخل السريع لوقف العدوان عليه.. والله غالب.