اتهامات بين أعضاء وفد الأحزاب في الصين بالتمويل بسبب 100 دولار

03:45 م | الثلاثاء 25 يوليو 2017

حصلت "الوطن" على التفاصيل الكاملة لزيارة أحزاب "المصريين الأحرار، ومستقبل وطن، وحماة الوطن، والحرية، والتجمع، والعربي الناصري، والوفد، والسلام الديمقراطي، والشعب الجمهوري، والمؤتمر" لدولة الصين للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر البريكس الذي سيعقد في سبتمبر المقبل.

وشارك في الاجتماعات دول البريكس وأبرزها "الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وروسيا"، كما شارك بعض الدول المطلة على طريق الحرير ومنها "المغرب ومصر".

وكانت البداية بوصول الوفد المصري يوم 6 يونيو الماضي للعاصمة الصينية بكين؛ حيث العاصمة الرسمية لجمهورية الصين الشعبية وهي الزيارة التي استمرت 13 يوما، واختارت الدولة الصينية حازم سليمان، رئيس حزب الشعب الجمهوري، رئيسا للوفد المصري لأنه رئيس حزب وحصل حزبه على 13 نائب في مجلس النواب.

وأثار اختيار "سليمان" غيرة وحفيظة الأحزاب الأخرى، لاسيما وأن رئيس البعثة يتنقل في الزيارات الرسمية بسيارة مصفحة منفردا بينما باقي الوفد ينتقل في اتوبيسات وعربات صغيرة، كما أنه يقيم في جناح كبير بالفندق بمفرده بعكس باقي أعضاء الوفد، كما ان بعض الاحزاب غضبت بسبب اختيار رئيس حزب الشعب الجمهوري لأنه حزب حديث النشأة كما أن أحزابهم، أقدم ولديها عدد نواب أكبر في مجلس النواب مثل حزب المصريين الأحرار والذي به 65 نائب في والوفد الذي لديه ما يقرب من 50 نائب.

ودبت الخلافات بين أعضاء الوفد المصري ورئيس حزب الشعب الجمهوري، بسبب البيان الذي كتبه الأخير، ليلقيه في مؤتمر لجميع الدول المشاركة تحدثوا خلاله عن رؤيتهم لمؤتمر البريكس القادم، وكانت المفاجأة أن هذا البيان لم يذكر أي شيء يتعلق بمؤتمر البريكس، ولكنه كان يذكر اتفاقيات أبرمتها مصر مع الصين، كما أنه كتب البيان باللغة الانجليزية وليس باللغة العربية، في حين أن كل الدول التي حضرت وألقت بياناتها بلغة بلدهم الرسمية، وهو الأمر الذي أغضب أعضاء البعثة المصرية واصروا على كتابة بيان جديد باللغة العربية وتوافقوا حوله ثم ارغموا رئيس البعثة المصرية على قراءته ووافق ممتعضا.

ولم تكن هذه الخلافات الوحيدة بين أعضاء البعثة حيث رفض رئيس حزب الشعب الجمهوري وحزبين آخرين قبول مبلغ 100 دولار بمثابة مصروف جيب لكل عضو حزب من الأحزاب ينفقونها خلال الجولات التي يقومون بها، واعتبروا هذا المبلغ بمثابة تمويل أجنبي، بينما وافق 70% من الأحزاب المشاركة على أخذ مبلغ 100 دولار وردوا على الأحزاب التي رفضت قائلين "إذا كان هذا المبلغ البسيط تمويل أجنبي فعلينا أن نعتبر أن تكاليف السفر والإقامة التي تحملتها دولة الصين بمثابة تمويل أجنبي ايضا وهذا غير صحيح كما ان زملائنا في الزيارات السابقة حصلوا على هذا المبلغ ونحن بهذا التصرف نهينهم ونزيد عليهم".

وعلمت "الوطن" أن وفد الأحزاب المصري عقد لقاء مغلق وسري مع وفد الأحزاب الأثيوبي، وقال محمد عارف، ممثل حزب التجمع في الزيارة للصين، إن هذا اللقاء تناول الحديث عن أزمة سد النهضة، مضيفا: "تحدثنا معهم على خطورة تأثير السد على مصر وحق مصر التاريخ في مياه النيل، وقال لنا الوفد الإثيوبي إنهم بيعشقوا مصر وتحدثوا عن عظمة الرئيس جمال عبدالناصر ودوره في تنمية إفريقيا وأنهم سيرفضوا أن يساهم سد النهضة في الإضرار بحصة مصر في مياه النيل وأكدوا أنهم يعارضون حكوماتهم لو تسببوا في الإضرار بحصة مصر".

وأضاف عارف، لـ"الوطن"، أنهم زاروا أربع مدن صينية وهي "بكين وفوجو وشنغهاي وجوانزو"، لافتا إلى أنهم اطلعوا على تجربة الحزب الشيوعي الصيني وكيفية إدارة الحزب بالكامل إلكترونيا، منوها الى ان كل عضو في الحزب له صفحة في هذا البرنامج الإلكتروني مكتوب عليها سنة ومعلومات شخصية كاملة عنه ودراسته وموهبته وخبراته وتاريخ عضويته في الحزب ومكان العضوية.

وتابع: "هذا الأمر يسهل على أعضاء الولايات انهم يدعوا زملائهم الخبراء في ندوات أو يستعينوا بهم في دراسات وكتابة ابحاث دون الرجوع لأمين التنظيم".

وأشار إلى أن المسؤولين الصينيين قالوا للوفد المصري أنهم لديهم قاعدة مهمة في محاربة الفساد وهي "بيحاربوا النمر والذبابة بنفس القوة" وهذا يعني أن من ارتكب فسادا بسيطا يحاسب نفس حساب من ارتكب فسادا كبيرا، لافتا إلى أن الوفد المصري تعرفوا على التنمية الاقتصادية التي حدثت في الصين خلال زيارتهم لمدينة شنغهاي، منوها إلى أنهم تحدثوا مع الجانب الصيني حول أهمية طريق الحرير والاستثمار بين مصر والصين.

وفى نفس السياق قال محمود فيصل، ممثل حزب حماة وطن في زيارة الأحزاب المصرية للصين، إن المسؤولين الصينيين قالوا للوفد المصري أن مصر قامت بأعظم ثلاث مشاريع وهم "قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق والكهرباء"، لافتا إلى أن المسؤولين الصينيين أكدوا لهم أن الصين عندما تحولت من مجتمع زراعي لمجتمع صناعي بدأوا بشبكة الطرق قبل بناء المصانع مثلما يفعل الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأضاف فيصل، أن المسؤولين الصينيين أكدوا أنهم يتطلعون لزيادة عدد السياح القادمين لمصر والذي بلغ عددهم لـ 9 مليون سائح، من أصل 300 مليون سائح صيني يسافرون لكل دول العالم.