«أولاد صقر».. 3 مستشفيات بلا خدمات.. و«المركز» ليس به صرف صحى.. والمخلفات تذهب إلى الترعة

«أولاد صقر».. 3 مستشفيات بلا خدمات.. و«المركز» ليس به صرف صحى.. والمخلفات تذهب إلى الترعة
- أفراد أمن
- أولاد صقر
- إهمال الموظفين
- الثامنة والنصف
- تصريحات صحفية
- شباك التذاكر
- صرف صحى
- عقارب الساعة
- عيادة الأطفال
- عيادة خاصة
- أفراد أمن
- أولاد صقر
- إهمال الموظفين
- الثامنة والنصف
- تصريحات صحفية
- شباك التذاكر
- صرف صحى
- عقارب الساعة
- عيادة الأطفال
- عيادة خاصة
فى وسط الزراعات وعلى بعد نحو كيلومتر من مركز أولاد صقر، تم تشييد مبنى ضخم كمستشفى لاستقبال المرضى فى هذه المنطقة البعيدة، على باب المستشفى جلس ثلاثة شباب يعملون كأفراد أمن، يسألون الداخلين عن وجهتهم وأى عيادة سيدخلون فيها، عقارب الساعة تقترب من الثامنة والنصف صباحاً، المرضى بأعداد هائلة يقفون فى طابور للحصول على التذاكر فى انتظار أن يأتى الموظف المسئول، الذى حضر فى حدود الساعة التاسعة والربع صباحاً.
{long_qoute_1}
أمام شباك التذاكر جلس محمد على، شاب عشرينى، ينتظر حضور دكتور الباطنة لعمل (بزل) لوالده الذى جاء به من قرية «تلراك» مبكراً، على أمل أن يستريح والده من هذا العذاب الأليم، لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يحاول فيها «محمد» أن يجرى عملية البزل لوالده، فمنذ ثلاثة أيام وهو يأتى إلى هنا لكن دون جدوى، لعدم وجود الدكتور المسئول عن الحالة، أمس حضر «محمد» ومعه والده، لكن الطبيب رفض إجراء العملية وأخبره بأن لديهم مستشفى فى قريتهم وعليه الذهاب إليه.
يتحدث «محمد» لـ«الوطن»: «بقالى 3 أيام وأنا باجى مستشفى أولاد صقر علشان أعمل عملية بزل لوالدى، لكن للأسف مرة مابيكونش الدكتور موجود ومرة تانية قالى انت عندك مستشفى فى بلدك روح اتعالج فيه، طيب أنا رحت مستشفى «تلراك» وبرضو ماكانش فيه أى حد خالص، غير شوية ممرضات مفيش معاهم دكتور».
وتابع «محمد»: «دى مش أول مرة آجى المستشفى والدكاترة يقولو لى كدا، فى مرة الدكتور مارضيش يبزل لوالدى، وجت دكتورة بنت حلال ربنا يكرمها هى اللى ساعدتنى، وعملت له البزل وقالت لو احتجت حاجة فى أى وقت أنا موجودة، بس أنا عايز أعرف هو إحنا علشان غلابة مفيش حد بيسأل عننا ولا إيه!».
على بعد خطوات من باب الاستقبال مدّد أحد الأشخاص جسده النحيل على الكراسى البلاستيكية المتهالكة، وضع رأسه على رجل زوجته، ينتظر أن يأتى الطبيب، تحدثت السيدة الأربعينية عن معاناة زوجها فى مستشفى أولاد صقر قائلة: «زوجى مريض وربنا يشفيه عنده أزمة صدرية وعنده مشكلة فى التنفس، كل لما نيجى هنا نعمل له جلسة أوكسجين مابنلاقيش حد يهتم بينا، ولو كلمنا الممرضة ممكن تتخانق معانا». أمام عيادة الأطفال جلست سيدة وعلى كتفها طفلها، درجة حرارته مرتفعة، ويبكى من الألم، عقارب الساعة تقترب من العاشرة صباحاً، الطبيب لم يأت بعد، تنظر السيدة إلى ابنها والدموع تنسال من عينيها، تحاول أن تسكته دون جدوى، تحمل ابنها وتمر فى الغرفة ذهاباً وإياباً، على أمل أن يستريح، تأتى الممرضة لتخبر الناس بأن الطبيب قد يتأخر إلى الساعة الحادية عشرة.. الجميع غاضب ويزمجر ولكن ماذا عساهم يفعلون!. تقول السيدة: «ابنى جسمه نار، وطول الليل بيعيط، أنا لو معايا فلوس هروح بيه عيادة خاصة، لكن حتى العيادة الخاصة هتكون قافلة برضو»، ويلتقط أحمد عبدالعال الجالس على الأرض هو وابنه، أطراف الحديث قائلاً: «ماهو برضو الدكتور اللى هتكشفى عنده فى العيادة هو نفس الدكتور اللى هتكشفى عنده هنا، فخليكى هنا أحسن وخلاص، بس طبعاً فى فرق، لما تدخل على الدكتور فى العيادة بيقوم يقابلك ويسلم عليك، ويقعدك على كرسى، لكن إحنا هنا قاعدين على الأرض، بس مش مشكلة أرض أرض، المهم الدكتور ييجى».
وتابع «عبدالعال»: «المستشفى دى مافيهاش كراسى نعرف نقعد عليها كلها كراسى متهالكة ومتكسرة، وعلى فكرة فى مركز أولاد صقر 3 مستشفيات، فى الصوفية وتلراك وهنا فى المركز، لكن وجودهم زى عدمه». وواصل حديثه: «تخيل أن المستشفى دى فيها وحدة غسيل كلوى ومرضى وناس كل يوم ييجوا بالآلاف ومافيهاش صرف صحى، دول كانوا بيصرفوا فى الترعة، بس ربنا سهل وعملوا خزان كبير كل يوم بييجوا يكسحوه بجرار الكسح، إزاى بقى ده يحصل؟!».
داخل غرفة كبيرة بها تكييف ومكتب فى مكان مرتفع، يقابله عدد من الكراسى الجلدية، جلس مدير مستشفى أولاد صقر الذى امتنع عن الإدلاء بأى تصريحات صحفية، يتحدث مع أحد الأطباء الموجودين داخل الغرفة المكيفة، دخلت عليه ممرضة تستأذنه فى أن يرسل معها طبيباً لمتابعة حالة أحد المرضى، وبجواره كان يجلس طبيب ثلاثينى، طلب منه مدير المستشفى أن يذهب لمتابعة الحالة، لم يرفض الطبيب الشاب لكنه استجاب على مهل. فى نفس مكتب مدير المستشفى كان يجلس 5 أطباء آخرين يتناولون «البسكويت والشاى».