بروفايل| "ذراع عبدالناصر".. محمد فايق شاهد حي على ثورة يوليو

كتب: سلمان إسماعيل

بروفايل| "ذراع عبدالناصر".. محمد فايق شاهد حي على ثورة يوليو

بروفايل| "ذراع عبدالناصر".. محمد فايق شاهد حي على ثورة يوليو

بمجرد أن ترى وجهه، تقرأ فيه سنوات النضال، وتجد في حديثه عبقٌ من تاريخ مضى، إلى جانب التجاعيد التي احتلت جميع ملامحه لتكشف عن 88 عاما قضاها محمد محمد فايق، في خدمة ثورة يوليو وخدمة جمال عبدالناصر.

شغل "فايق" منصب مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، للشئون الأفريقية، ثم مستشاره للشئون الأفريقية والآسيوية، قبل أن يعين وزيراً للدولة للشئون الخارجية عام 1970.

ذكريات ثورة يوليو، ووزارة الإرشاد القومي التي تولى مسئوليتها عام 1966 ما تزال تداعبه، سنوات طويلة قضاها في مبنى ماسبيرو، لم يتردد خلالها في العمل على تطوير منظومة الإعلام في مصر، وتكللت هذه المجهودات بإنشاء البرامج التعليمية بالتليفزيون، إيمانًا منه بأن التعليم حق لكل مصري، وبالدور الخدمي الواجب تقديمه من منظومة التليفزيون لطلاب العلم في مصر.

لم تكن ريادة محمد محمد فايق، المولود في المنصورة عام 1929 مقتصرة على مجهوداته في تطوير الإعلام المصري ليخدم مطالب الثورة التي قضت على الطبقية والإقطاع، وطردت المحتل الإنجليزي من مدن القناة فحسب، بل امتد دوره ليقود مهمة الاتصال مع حركات التحرر والاستقلال في القارة السمراء، فكان على اتصال دائم بقادة هذه الحركات ورموز النضال، منهم زعيم جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، وقائد حركة التحرير في غانا كواني نكروما، وقادة دول عدم الانحياز، أمثال فيدل كاسترو، وأرنستو جيفارا.

استمر "فايق" في منصبه الوزاري فترة حكم الرئيس أنور السادات، قبل أن يقدم استقالته في مايو 1971، احتجاجًا على طريقة الأخير في معالجة آثار العدوان الإسرائلي على مصر، ولكنه دفع ثمنًا باهظًا لقاءَ موقفه هذا عندما قضى 10 سنوات من حياته في المعتقل بتهمة المشاركة في محاولة قلب نظام الحكم.

لم تهزمه السنوات التي قضاها حبيس الجدران، فعكف على القراءة والإطلاع إلى أن وضع كتابه الشهير "عبدالناصر والثورة الإفريقية"، وأسس بعد خروجه من المعتقل دار نشر حملت اسم "دار المستقبل العربي" عام 1981، لتستمر دعوته ونضاله في الدعوة للحرية والديموقراطية، والتضامن العربي.

كما شارك في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان عام 1983، وانتُخب في هيئتها القيادية وحمل مسئولية أمانتها العامة في العام 1986، رغبة منه في الإسهام بجدية فى رفع المعاناة عن المظلومين في بلاد منطقتنا كافة، داعمًا قضايا الحرية، ومكافحة التعذيب، ورعاية المسجونين، إلى أن تولى رئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، في 22 أغسطس من العام 2013 وحتى الآن.


مواضيع متعلقة