سفير مصر السابق فى الدوحة: «30 يونيو» أجهضت خطة قطر فى استخدام جماعات الإسلام السياسى لصالحها فى المنطقة

سفير مصر السابق فى الدوحة: «30 يونيو» أجهضت خطة قطر فى استخدام جماعات الإسلام السياسى لصالحها فى المنطقة
- أزمة عميقة
- أمير قطر
- إدارة الأزمة
- اتفاق الرياض
- استثمارات الخليج
- الأسرة الحاكمة فى قطر
- الإسلام السياسى
- الاتحاد الأوروبى
- البنك المركز
- أحداث
- أزمة عميقة
- أمير قطر
- إدارة الأزمة
- اتفاق الرياض
- استثمارات الخليج
- الأسرة الحاكمة فى قطر
- الإسلام السياسى
- الاتحاد الأوروبى
- البنك المركز
- أحداث
كشف السفير محمد مرسى، سفير مصر السابق فى قطر، الذى تولى منصبه وقت حكم الإخوان، عن كواليس العلاقات بين الدوحة والإخوان وكيف قضت ثورة 30 يونيو على خطة قطر فى استخدام جماعات الإسلام السياسى لصالحها فى المنطقة، وأكد أن قطر كانت حريصة على نجاح حكم الإخوان فى مصر وجمدت أى بوادر للخلافات هذه الفترة، ورغم عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى أرسلت قطر برقية تهنئة ورفضت التوقف عن إرسال 4 شحنات من الغاز لمصر، كان متفقاً عليها وقت حكم الإخوان، وظنت القيادة المصرية أنها بادرة لتطوير العلاقات إيجابياً إلا أنها تطورت بشكل سلبى.
{long_qoute_1}
وشدد السفير محمد مرسى، فى حوار خاص لـ«الوطن»، على أن الدول الأربع تدرس خطوات التصعيد بعناية، على عكس الأزمة فى عام 2014، لتكون مدروسة ومنسقة بينها،
وأكد أن رئيس الوزراء الأسبق، حمد بن جاسم، والأمير الوالد، حمد بن خليفة، صديقان منذ الطفولة ويديران الأزمة القطرية الآن ولهما وجود قوى وبصمات واضحة، موضحاً أن حمد بن جاسم هو مهندس التوجهات القطرية الخارجية منذ أن دعم أمير قطر السابق حمد بن خليفة للانقلاب على والده عام 1995، وهو مهندس العلاقات القطرية الإسرائيلية والعلاقات القطرية مع الجماعات المسلحة.. وإلى نص الحوار:
■ هل ترى أن الدول الأربع المقاطعة لقطر ترفض التصعيد فى الوقت الحالى والأزمة قد تطول الفترة المقبلة؟
- مسألة عدم التصعيد مطلب من مطالب الوسطاء، وكل الوسطاء يطلبون الهدوء وعدم التصعيد وضبط النفس وغير ذلك من مصطلحات تستخدم عادة فى مثل هذه الأحوال، وفيما يتعلق بالأزمة نفسها هى أزمة غير مسبوقة بأن تتعرض منطقة الخليج العربى لأزمة عميقة بهذه الدرجة وأن تخرج دولة على سياسات مجلس التعاون الخليجى وتفشل معها كل الجهود التى تستهدف إعادتها لسياسات المجلس والمواقف العامة لمجلس التعاون الخليجى، وبالتالى هذه الأزمة عميقة ولها تداعيات لم تقتصر على التعاون الخليجى فقط بل تشمل المنطقة بأكملها، مما دفع الدول الأربع لاتهام قطر بدعم الإرهاب وتقديم الدعم المادى واللوجيستى للإرهاب وتسخير منبر قناة الجزيرة للهجوم على الدول المختلفة، مما دفعها إلى تقديم المطالب المعلنة لعودة العلاقات، ودخلت على خط الأزمة دول دعم قطر وهى إيران وتركيا التى سارعت بإرسال قواتها والإسراع فى القاعدة العسكرية التركية، ودخلت على الخط الولايات المتحدة، والدول الأوروبية من مصلحتها الحفاظ على الاستقرار وبدأت فى التحرك للحفاظ على استثمارات الخليج بها، وبالتالى اتسمت الأزمة بطابع إقليمى ودولى. {left_qoute_1}
■ وما جذور الأزمة مع قطر؟ ولماذا دائماً تغرد خارج السرب العربى؟
- دولة قطر تتخذ منذ إنشائها قبل عدة عقود سياسات مستقلة تتعارض مع الدول الخليجية والعربية بصفة عامة، وظهر منذ سنوات طويلة بأن تغرد قطر خارج السرب العربى، ومنذ تولى حمد بن خليفة الحكم فى قطر ازدادت تلك السياسات، خاصة بعد ثورة الربيع العربى، لأسباب عديدة، ومنها أسباب شخصية وهى رؤية حكام قطر لبلدهم ويرون فى أنفسهم أن قطر دولة ذات إمكانيات تستطيع أن تلعب دوراً فى المنطقة وفى ملفات كثيرة متنوعة، بالإضافة إلى تخوف حكام قطر من دول الجوار مثل إيران والسعودية والعراق، كما يخشون من الدول الإقليمية الكبيرة أن تطمع فى دولتهم الغنية بالغاز، السبب الآخر سعى بعض الدول لتوظيف الطموح القطرى لمصالحها الخاصة، وسارعت الولايات المتحدة فى بناء القاعدة العسكرية وتأمين موارد النفط مقابل ذلك، وهناك سبب آخر هو حالة تزاوج المصالح لتوجهات حكام قطر مع جماعات الإسلام السياسى، التى وجدت ملاذاً مريحاً فى قطر تعمل من خلاله، ووجدت الدوحة فى تلك الجماعات أداة من أدوات تعظيم دورها بما يفوق حدود إمكانياتها كدولة، ولهذا نجد علاقات مباشرة بين قطر وكافة الجماعات المتطرفة، وكانت هناك جهود حثيثة لتغيير المنطقة العربية بصفة عامة من خلال جماعات الإسلام السياسى، التى قالت إنها قادرة على إدارة الشارع بعد ثورات الربيع العربى، إلا أن هذه الجهود تلقت ضربة فى الصميم ممثلة فى ثورة 30 يونيو، ولكن قطر ما زالت تعمل وفق هذه الفكرة التى انتهت، وهذه هى الأسباب التى جعلت قطر تغرد خارج السرب العربى، حيث ترى قطر أن ذلك ممارسة للسيادة، والعرب يرونه تدخلاً فى شئونهم الداخلية.
■ ولماذا انتظرت الدول المقاطعة لقطر كل هذه السنوات لاتخاذ قرارها الأخير؟
- حين كنت سفيراً لمصر فى قطر، فى الفترة ما بين 2012 وحتى عام 2015، منذ أن تم استدعائى، لم تغلق الدول العربية أى جهود للمصالحة مع قطر، وكانت هناك محاولات ضغط من السعودية والإمارات ومصر بالطبع لتعود قطر عن توجهاتها، وكان هناك اتفاق الرياض الذى وقعه أمير قطر شخصياً تميم بن حمد، وتضمن عدة بنود، وكان هناك رفض وقتها من دول الخليج وسحبت الدول الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) سفراءها من قطر احتجاجاً على سياستها، ومصر وقتها لم تخفض مستوى العلاقات على أمل تغيير السياسات، وتركت الباب موارباً لتحسين العلاقات وانطلقت بعدة مبادرات للفصل بين العلاقات السياسية والعلاقات الاقتصادية، وبين الشعوب والقيادة السياسية ومحاولة تخطى هذه الصعوبات، ولكن لم تأت بنتائج إيجابية ولم تنجح على مدار الثلاث سنوات الماضية وازداد التعنت القطرى ضد مصر ودول مجلس التعاون، وحين توافرت أدلة دامغة على دعم قطر للجماعات الإرهابية وفشل كل جهود التقارب اضطرت الدول الأربع لاتخاذ قرار المقاطعة مع قطر، ومصر مارست سياسات متدرجة للضغط على قطر ولكنها فشلت جميعاً، ولا نستطيع أن نقول لماذا صمدنا ثلاث سنوات ولكن الصبر كان مطلوباً لأن من مصلحة مصر والدول العربية أن تعود قطر للحضن العربى، وليس لنا مصلحة أن ترتمى قطر فى حضن دول أخرى تتعارض مع سياسات مصر.
■ ولماذا لم تقدم الدول الأربع هذه الأدلة ضد قطر أمام مجلس الأمن لاتخاذ قرارات بشأنها؟
- قدمت الدول الأربع أدلة فى مجلس الأمن من خلال رئاسة مصر لجنة مكافحة الإرهاب وشرحت المواقف بوضوح وقدمت أدلة بشكل مباشر للدول الكبرى، وهناك أدلة حُجبت لحين وقتها، ويجب أن تتم دراسة أى خطوة على المستوى الدولى، والدول الأربع تدرس التصعيد جيداً، ويختلف عما تم فى عام 2014 وهذه المرة هناك تنسيق تام بين الدول الأربع.
■ نريد معرفة طبيعة العلاقات بين قطر والإخوان وقت توليهم الحكم من خلال عملك سفيراً لمصر فى هذا التوقيت؟
- خلال فترة حكم الإخوان شهدت العلاقات هدوءاً وتحسناً، وقطر كانت داعمة فى عهد الإخوان وقدمت الودائع فى البنك المركزى المصرى والمساعدات المختلفة، وقطر كانت حريصة على نجاح حكم الإخوان فى مصر وجمدت أى بوادر للخلافات فى هذه الفترة، وخلافات مصر وقطر هيكلية تعود لرغبة الأسرة الحاكمة فى قطر لممارسة سياسات مختلفة عن باقى دول الخليج، وأيضاً ترى فيها استقلالاً ودعماً لدورها ونفوذها الإقليمى، وكانت الاتصالات متنوعة مع الإخوان وقوية للغاية، وهذا أمر طبيعى عندما توجد فترات تحسن وانعكس ذلك على الزيارات والنشاط الاقتصادى وشهدت نشاطاً كبيراً.
{long_qoute_2}
■ وكيف كانت العلاقات بين مصر وقطر بعد فترة 30 يونيو التى عزلت الرئيس الإخوانى محمد مرسى؟
- خلال فترة 30 يونيو كانت رسالتنا للمسئولين فى قطر ونقلت بنفسى رسائل لأمير قطر ووزير الخارجية بأن ما يحدث فى مصر شأن داخلى وعليكم احترام إرادة الشعب المصرى، فهو يقرر ما يريد وما يشاء، ووقتها أعلنت قطر احترام إرادة الشعب المصرى وأرسلت برقية تهنئة بعد 3 يوليو وعبرت عن احترامها لإرادة الشعب المصرى، وكانت هناك 4 شحنات من الغاز كان متفقاً عليها بين قطر ومصر وقت حكم الإخوان ثم اندلعت ثورة 30 يونيو وتحدثت بنفسى مع المسئولين القطريين عن وضع الشحنات فقالوا لا دخل لها بما يحدث فى مصر والتزمت قطر وأرسلت الشحنات الأربع فى موعدها بعد انتهاء عصر الإخوان، وكنا حريصين على تطوير العلاقات مع قطر بعد هذا الموقف واحتواء أى توتر فى العلاقات، وأكدنا لهم أن استثماراتهم فى مصر مصانة ورحبنا بذلك ولم ندرك أن الأمور ستتطور سلبياً بين الجانبين.
■ هل قرار الاستدعاء جاء بعد نفاد الصبر المصرى من ممارسات قطر؟
- قرار استدعائى جاء بعد التدخل القطرى فى الشأن المصرى واستنفاد كافة الرسائل المصرية ومن خلال الوسطاء عن الكف فى التدخل فى الشأن المصرى وبعدها تم اتخاذ قرار الاستدعاء.
■ وما رد القطريين وقتها على المطالبة بعدم التدخل فى الشأن المصرى؟
- نحن نحترم الشعب المصرى ولا نتدخل فى الشأن الداخلى ويرون فى تدخلهم جهداً من جانبهم لدعم مصر، وهذا غير حقيقى ونعتبره تدخلاً سافراً فى شئوننا، وعبرنا لهم بوضوح بأن هذا لا يمكن أن يستمر، ولكنهم أصروا على التدخل ودعم الجماعات المتطرفة، لذلك رصدنا الموقف الذى تلعبه قطر فى ليبيا من خلال دعم الجماعات المسلحة والمتطرفة، وهذه الجماعات تمثل تهديداً مباشراً ليس فقط لوحدة ليبيا ولكن تهديداً مباشراً للأمن القومى المصرى، وهناك حالات اختراق يومياً للحدود المصرية وضبطت العديد من الوقائع والأحداث، وقطر تتدخل أيضاً فى الشأن اليمنى بدعم الحوثيين، فهو أمر غير متصور أن تدعم الحوثيين وهى عضو فى التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن، وقطر تتدخل بشكل سافر فى الملف السورى، وتتدخل أيضاً فى الملف الفلسطينى ودعمت حماس على حساب السلطة الفلسطينية، تحت شعار توحيد الصف الفلسطينى، ولكنها مارست سياسة من شأنها شق الصف الفلسطينى، وتحافظ قطر على علاقات جيدة بإسرائيل، فهناك تناقض فى السياسة القطرية، وتدخلت قطر أيضاً فى شأن دول الخليج ذاتها، وبالتالى ممارسات قطر فجة وواضحة فى العديد من الملفات.
■ هل رصدت السفارة وقت حكم الإخوان زيارات غير معلنة من عناصر إخوانية ليس لها مناصب؟
- الإخوان كانوا وما زالوا موجودين فى قطر، وكانت هناك زيارات للعديد من الإخوان بشكل دورى تحت مسمى أنهم ينتمون لحزب الحرية والعدالة، وهو الحزب الحاكم فى إطار تبادل الزيارات وكانت زيارات معلنة، وتأتى باعتبارها تمثل حزباً سياسياً، وهو طبيعى ومنطقى ولكن كسفارة ما يعنينا هو العلاقات الرسمية والشعبية بمفهومها المعلن، وأى أشياء خارجة عن الأطر المعلنة طبيعى أن تحاط بسرية، ولكن العناصر التى ثبت تورطها فى جرائم إرهابية بعد 30 يونيو كنا نتابعها فى قطر وكنا نطلب تسليمهم لمصر وإعادتهم بعد أن صدرت ضدهم أحكام بالإدانة ووفقاً للقانون الدولى مطلوب عودتهم لمصر، حيث بمجرد عودتهم للبلاد يسقط الحكم عليهم ويأخذ جزاءه العادل، سواء بالعقاب أو البراءة، ويأخذ المتهم فرصته بالكامل للدفاع عن نفسه، وقطر لم تلتزم بذلك ولم ترد كل مطالبنا بتسليم المتهمين المصريين، وذلك عن طريق مذكرات رسمية للإنتربول وترسل للخارجية القطرية ويقولون إنه لا توجد عناصر إرهابية مقيمون فى قطر، وحين ضغطت السعودية على قطر فى عام 2014 غادرت بعض العناصر إلى تركيا ولندن ولكنها عادت مرة أخرى. {left_qoute_2}
■ هل ترى أن رئيس الوزراء القطرى الأسبق حمد بن جاسم وراء كل ما يحدث فى الأزمة الأخيرة؟
- رئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم والأمير الوالد حمد بن خليفة صديقان منذ الطفولة ويديران الأزمة القطرية الآن ولهما وجود قوى وبصمات واضحة، وحمد بن جاسم هو مهندس التوجهات القطرية الخارجية منذ أن دعم أمير قطر السابق حمد بن خليفة للانقلاب على والده عام 1995، وهو مهندس العلاقات القطرية الإسرائيلية، والعلاقات القطرية مع الجماعات المسلحة، وما يعنينا هو أن حمد بن جاسم هو عنصر رئيسى فى الدوحة، وهو والأمير الوالد يديران ملف الأزمة القطرية العربية.
■ هل تتوقع نقل القاعدة العسكرية الأمريكية من قطر لدولة أخرى؟
- القاعدة العسكرية الأمريكية لها اتفاقيات منشئة لهذه القواعد، ولا دخل لها بسياسات قطر، وعلى سبيل المثال هناك عناصر من الحرس الثورى الإيرانى فى الدوحة فكيف يستقيم الأمر مع وجود عناصر أمريكية فى الدوحة، ولكن تهديد ترامب بنقل القواعد هو تهديد حقيقى، وإذا تطورت الأمور تستطيع الولايات المتحدة نقل هذه القواعد، ولا تنس أن هذه القواعد كانت بالقرب من الحدود السعودية ومن السهل نقلها، ولا تنس أن تركيا عضو فى الناتو.
■ البعض يرى أن هناك ضغوطاً تمارس على الدول الأربع لعدم التصعيد ضد قطر هل ترى ذلك؟
- أود أن أقول إن هذه ليست معركة، وما يحدث الآن ليست مباراة بالمفهوم التقليدى، وفى كل جولة تعلن النتيجة وقطر تخطت الحدود المتعارف عليها وكان لزاماً على الدول الأربع اتخاذ هذا الموقف الخاص بقطع العلاقات مع قطر، وهناك خطوات تصعيدية فى الأزمة تنقسم لخطوات اقتصادية وسياسية، ووزير خارجية الإمارات لم يقل «الحرب» وإنما الانصياع للمطالب أو القطيعة، ولا ننتظر أن يتم التصعيد طوال الوقت وأن يتم ذلك وفقاً للخطوات المتفق عليها والأحداث، والدول تتخذ خطواتها فى مواعيدها المتفق عليها من قبل، ولا بأس أن تتخذ الدول خطوات إضافية إذا تطورت الأحداث، وأطالب الدول الأربع باستمرار التنسيق والتماسك فى المواقف والديناميكية فى إدارة الأزمة، وأن تكون على قدر كبير من المرونة والحراك للتعامل مع أى تحركات تقوم بها قطر، وإذا استمر هذا التماسك فهو وحده الذى يعمل على عودة قطر إلى رشدها، ولا أراهن على موقف الولايات المتحدة ولا أراهن على موقف أوروبا، فهذه الدول تتحرك من أجل مصالحها فقط، ولكنى أراهن على وضوح وقوة وموضوعية وتماسك الدول العربية الأربع، وهذا ما أراهن عليه، وأعتقد أن قطر ستعود لرشدها ولمحيطها العربى وعدم انفصالها، وأعتقد أن استمرار هذه المواقف القوية سوف تأتى نتيجتها قريباً، حيث لن تستطيع قطر أن تواصل هذا التعنت مع استمرار الموقف القوى من الدول الأربع، لأنها ببساطة تدفع فاتورة يومية مكلفة للغاية، وستدفع قطر إعادة النظر فى سياستها، وهناك تكلفة سياسية وأمنية، وتقول قطر إنها تملك استدعاء النفوذ التركى والإيرانى ولكنها لن تنجح فى ذلك، حيث لن تقف السعودية ومصر والإمارات والبحرين مكتوفى الأيدى أمام أى تصعيد.
■ لماذا يقول البعض إن قطر كانت تتخوف دائماً من السعودية وإن قاعدة العديد لحماية الدوحة من الرياض وليس من إيران؟
- قطر ترى أن وضعها الجغرافى، وأنها دولة صغيرة المساحة كثيرة الموارد، يضعها فى مطمع أمام الدول الإقليمية الكبرى، وهناك خلافات حدودية بين السعودية وقطر، وتعتقد الدوحة أنها تعرضت لضغوط سعودية فيها، وهناك نوع من التنافس والعداء المكتوم ولا نستطيع إنكاره، ولكن الرد على ذلك أن منظومة التعاون الخليجى تذيب الفوارق بين الدول الخليجية والحساسية التقليدية بين حكام الدول، وهو ما حدث داخل الاتحاد الأوروبى، وبالتالى قطر تشعر بالحساسية من السعودية وهو أمر غير معلن، والسعودية تدرك جيداً أوضاع الخليج العربى وتحرص على إزالة أى توترات فى الخليج وتسعى لممارسة سياسة احتواء كافة الخلافات فى دول الخليج.