"إيكونومست": فك عملة قطر عن الدولار "مسألة وقت"

كتب: الوطن

"إيكونومست": فك عملة قطر عن الدولار "مسألة وقت"

"إيكونومست": فك عملة قطر عن الدولار "مسألة وقت"

أكد محمد عبدالمجيد، الخبير الاقتصادي في شؤون الشرق الأوسط في وحدة الأبحاث لدى "إيكونوميست"، أن فك الربط بين الريـال القطري والدولار الأمريكي مسألة وقت، ناصحا المستثمرين في قطر بتحويل بعض أصولهم إلى عملات أخرى.

وقال عبدالمجيد، في مقابلة من لندن مع قناة "العربية.نت"، إن مخاطر طول أمد المقاطعة مع قطر من الدول الأربع (مصر والسعودية والكويت والبحرين)، تنعكس بشكل مباشر ومؤثر بقوة مع "تحول صافي الأصول الأجنبية في القطاع البنكي القطري إلى السالب منذ فترة طويلة بقيمة سالبة تجاوزت 45 مليار دولار.

ووصف الخبير الاقتصادي، وهو محرر التقرير الصادر عن "إيكونوميست" بشأن اقتصاد قطر، مخاطر المقاطعة بأنها "تضعف ثقة المودعين بالبنوك القطرية، وفي حالة أن العقوبات الاقتصادية تشتد ويتخلى بعض المودعين ويقومون بسحب ودائعهم من قطر، فإن ذلك يشكل نوعا من الضغط على العملة، وبما أن الدوحة تسعى إلى تنويع الاقتصاد، فإنها ستفكر في فك ربط الريال القطري عن الدولار".

وأشار عبدالمجيد إلى أن "المخاطر محدودة على المدى القريب بحكم أن قطر قادرة على تصدير الغاز والبترول، وهذا هو العمود الفقري، لكنها على المدى البعيد ستواجه مشكلة كبيرة في ثقة المستثمر بالاقتصاد القطري، فكلما طالت الأزمة ضعفت ثقة المستثمر الأجنبي الذي بات يفكر كثيرا قبل الدخول إلى قطر أو يعيد حساباته قبل ضخ المزيد من الاستثمارات".

وحذر الخبير الاقتصادي من تحول درجة المقاطعة الاقتصادية إلى "منع السفن ومنع وصول السلع إلى قطر، ما يعني أن رجال الأعمال وأصحاب المصانع يبدأون بالتفكير في نقل بعض الأصول إلى الخارج، لأن نسبة المخاطر ستكون عالية، ورأس المال جبان ورجل الأعمال لا يتصرف بعشوائية، ويستطيع أن يتحمل مثل هذه الخسائر لوقت قصير فقط".

ونصح عبدالمجيد المستثمرين الأجانب بـ"التأكد في حال الدخول مع شريك قطري، من صحة القوانين القطرية خاصة إذا تعرضت قطر لنوع من المراقبة المالية"، مشددا على خطورة "التعرض للاقتراض من الأسواق المحلية القطرية، مع ارتفاع نسبة الإقراض إلى الودائع لأكثر من 100% وفي حال قامت الدول الأربع بسحب ودائع من الدوحة ستتأزم السيولة أكثر فأكثر داخل قطر".

كانت وحدة الأبحاث التابعة لـ"إيكونومست" توقعت في تقرير لها استمرار العقوبات الخليجية على قطر لفترة طويلة، والتي سيكون لها تداعيات على الاقتصاد القطري وتبعات موجعة على المواطنين القطريين من الناحية الاقتصادية، خاصة مع تشبث قطر بموقفها المتعنت.

وذكر التقرير أن الاقتصاد القطري يتكبد خسائر فادحة إذا استمرت المقاطعة الخليجية طويلا، موضحا أن المواطنين وسكان قطر يشعرون بتبعات "ثقيلة" جراء تعنت وتصلب الموقف القطري الذي سيخلق معه "مقاطعة اقتصادية أوسع من الدول الأربع".

وينصح التقرير الشركات الأجنبية في قطر، بضرورة التدقيق في سلامة ملفات شركائها داخل قطر في الفترة المقبلة، مع البحث عن قنوات توزيع جديدة علما أنها ستكون مكلفة.

كما نصح التقرير الشركات الأجنبية بالتحوط من سعر صرف الريـال القطري، تحسبا للتذبذب المتوقع للريـال مع استمرار المقاطعة، وأقر برفض العديد من المؤسسات المالية التعامل مع الريـال القطري.

وشملت نصائح وحدة الأبحاث في الإيكونومست للشركات الأجنبية العاملة في قطر، تجنب الاعتماد على التمويل المحلي في حال تفاقمت العقوبات.

في سياق آخر، حذر التقرير شركات التجزئة العاملة في قطاع الأغذية من انخفاض هوامش أرباحها، في حال اتبعت الحكومة سياسة مراقبة الأسعار لمواجهة ارتفاع التضخم، كما يعاني قطاع السياحة والفنادق من تداعيات الأزمة، فبحسب التقرير نصف السياح في قطر هم من مقيمي دول مجلس التعاون.

أما في ما يتعلق بالشركات العاملة في التشييد والبناء، خصوصا تلك العاملة في مشاريع مونديال 2022، ينصح التقرير هذه الشركات بأن تحذر قبل تطبيق أي اتفاق أو استثمار مبالغ كبيرة، وأن تتوقع تأخيرا في استلام الدفعات، لا سيما في حال واجهت الحكومة أزمة مالية.

وفي حال ثبوت تهم تمويل قطر للإرهاب، فإن هذا يهدد استضافة كأس العالم 2022.


مواضيع متعلقة