"الإفتاء" تحذر من خطورة تنظيم دورات شرعية لمتشددين على مواقع التواصل

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

"الإفتاء" تحذر من خطورة تنظيم دورات شرعية لمتشددين على مواقع التواصل

"الإفتاء" تحذر من خطورة تنظيم دورات شرعية لمتشددين على مواقع التواصل

كشفت وحدة الرصد والمتابعة بمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، قيام الجماعات المتطرفة والإرهابية بعقد دورات تدريبية تحت اسم "دورات في العلوم الشرعية والتنمية البشرية في الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي" على مجموعات من طلبة الجامعات، يتم استقطابهم عن طريق عناصر منتمية لتلك الجماعات مندسة وسط الطلاب، إضافة إلى استغلال المجموعات الشبابية على الفيس بوك.

وقالت وحدة المتابعة بمرصد الإفتاء: إن تلك التيارات الدينية المتشددة اتخذت عدة أسماء لتلك الدورات تدور حول أسس العقيد الإسلامية وتنمية المهارات الذاتية والشرعية، وتقوم بتحصيل مبالغ مالية من الشباب مقابل حضورهم بهدف الاستعانة بتلك الحصيلة المادية في توسعة نشاطهم.

ورصد مرصد الإفتاء، مؤخرا، قيام بعض منتسبي الجماعات المتشددة بإطلاق دورات مدفوعة الأجر على مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبها أشارت وحدة التحليل والمتابعة بمرصد الإفتاء، إلى أن لجوء التيارات المتشددة لهذه الطريقة تأتي نتيجة فقدانهم السيطرة على المساجد التي كانوا يبثون من خلالها أفكارهم المتطرفة، فأطلقوا حملاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب مزيد من الشباب إلى صفوفهم، وإقناعهم بأفكارهم المتطرفة، موضحة أن التيارات المتطرفة تحرص على تغيير جلدها بين وقت وآخر، فبعدما كانت تستخدم الكتيبات والأشرطة المسجلة والأسطوانات المدمجة المحمل عليها دروس لبعض رموزها، وتبث من خلالها أفكارها، لجأت إلى عقد ما يسمى بالدورات التدريبية، التي تغيرت في شكلها لكن مضمونها ظل يحمل نفس الأفكار، وذلك لتتناسب وميول الشباب اليوم، فأطلقت دوراتها بما يشبه دورات التنمية البشرية لتوسيع دائرة الانتشار والتأثير في أكبر عدد ممكن من الشباب، وتحت عناوين مثل: "شباب أحلى" و"البرمجة والتدين وخطط الزواج" و"نفسك يكون لحياتك لازمة" وغيرها.

وأكدت وحدة التحليل، أن اختيار هذه التيارات للفضاء الإلكتروني وشريحة الشباب يمثل خطرا يجب التصدي له بقوة، لأن هذه الوسيلة الجديد التي تستخدمها هذه الجماعات المتطرفة تضمن لها مجموعة من الأمور، أولها بث الأفكار الهدامة لأكبر شريحة ممكنة من الشباب، الذين يمثلون العدد الأكبر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشارت أخر إحصائية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن 64% من مستخدمي هذه الوسائل في الدول العربية من شريحة الشباب دون الـ30 عاما، وتجنيد العدد الأكبر من الشباب، باعتبار أن هذه المنصات تمثل رافدا مهما لتجنيد الشباب، فوفقا لدراسة غربية خلصت مؤخرا إلى أن 80% من عمليات تجنيد الشباب في صفوف الجماعات المتطرفة تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي تمثل هذه الشبكات رافدا مهما جدا لهذه الجماعات في الدعاية والتجنيد.

والوسيلة الثالثة تتمثل في الحصول على التمويل المادي، إذ أن هذه الدورات تتم بمقابل أجر مادي يتم تحويله على حساب هذه الجماعات، وهذا يعطيها قبلة الحياة بعد أن فقدت الدعم المادي الذي كان يأتيها من الدول الراعية للإرهاب والتي أصبحت محاصرة اليوم وانكشفت للعالم أجمع.

وأخيرا، طالبت وحدة التحليل بمرصد الإفتاء الجهات المسؤولة بالتصدي لمثل هذه الدعوات لما تمثله من خطورة على الشباب في هذه المرحلة العمرية، ومجابهتها بدعوات أخرى مضادة لتفنيد هذه الأفكار وبيان سقمها، وللحيلولة دون تجنيد مزيد من الشباب.


مواضيع متعلقة