مقتل مواطن وإصابة 31 «شرطياً» فى اشتباكات «الإزالة» مع أهالى «الوراق»

مقتل مواطن وإصابة 31 «شرطياً» فى اشتباكات «الإزالة» مع أهالى «الوراق»

مقتل مواطن وإصابة 31 «شرطياً» فى اشتباكات «الإزالة» مع أهالى «الوراق»

قُتل مواطن وأصيب 36 آخرون من الأهالى والشرطة، من بنيهم اللواء رضا العمدة، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فى اشتباكات بين القوات وأهالى جزيرة الوراق، أثناء قيام القوات بتنفيذ قرارات إزالة المبانى المخالفة والتعديات على أراضى الدولة بالجزيرة. {left_qoute_1}

وقال بيان لوزارة الداخلية: إنه فى إطار الحملات المستمرة التى تقوم بها أجهزة الدولة لإزالة كل أنواع التعديات على أملاك الدولة، فقد قامت حملة مكبرة شاركت فيها الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بالتعاون مع قوات إنفاذ القانون والجهات المعنية لإزالة التعديات بجزيرة الوراق، وحال ذلك فوجئت القوات بقيام البعض من المتعدين بالتجمهر والاعتراض على تنفيذ قرارات الإزالة، وقاموا بالتعدى على القوات بإطلاق الأعيرة الخرطوش ورشقها بالحجارة، مما دفع القوات لإطلاق الغازات المسيلة للدموع، لتفريق المتجمعين والسيطرة على الموقف، نتج عن ذلك إصابة 31 من رجال الشرطة (8 ضباط و11 فرداً و12 مجنداً) بكدمات وجروح وطلقات خرطوش، وقد تم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج، حيث تمكنت القوات من السيطرة على الموقف، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

فيما أكدت مصدر قضائية أن مواطناً قُتل وأصيب 5 آخرون فى تلك الاشتباكات، وأضافت المصادر أنه تم تشكيل فريق من نيابة شمال الجيزة، تحت إشراف المستشار محمد عبدالسلام، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، لإجراء معاينة لمكان الاشتباكات ومناظرة جثة المتوفى، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

وتسببت الحملة فى «تسونامى» عنيف ضرب الجزيرة وسط حالة من الكر والفر بين قوات الأمن وعد كبير من الأهالى سكان الجزيرة الواقعة فى قلب النيل بمواجهة منطقة المظلات فى شبرا الخيمة، أمس، حيث شهدت الجزيرة اشتباكات عنيفة بين الأهالى وقوات الأمن بعد محاولات من قوات الأمن إخلاء المنازل وهدم بعضها دون سابق إنذار.

«الوطن» كانت فى قلب الحدث لرصد تفاصيل الأحداث المثيرة عن قرب.. فى البداية تحدث صابر بيومى، أحد السكان، بعد أن أزالت قوات الأمن جزءًا من منزله قائلاً: «كنت فى البيت الساعة 8 الصبح قوات الأمن ما اتكلمتش مع حد فوجئنا ببلدوزر بيهد البيت، بنتى طلعت عشان تشوف إيه اللى بيحصل برة زقوها وقعت على الأرض واتنقلت للمستشفى المركزى»، مضيفاً: «معانا ورق ملكية يثبت حقنا فى البيت مفيش حد يقدر يخلينا نسيب بيوتنا وما ينفعش نكون نايمين ويدخلوا علينا يموّتونا».. وتساءل صابر قائلاً: «إزاى نكون أصحاب بيوت ويرموا علينا قنابل غاز ويصيبوا ناس ملهمش أى ذنب غير أنهم عايشين فى بيوتهم.. مش هنسيب بيوتنا إلا على جثثنا».

وقالت «أم محمد» من سكان الجزيرة قائلة: «بنموت من ريحة القنابل من الصبح وكل لما حد يطلع يتكلم معاهم يضربونا بالطوب ولما جوزى طلع عشان يشوف الولاد ضربوه بالطوب ودماغه اتفتحت ولما أنا حاولت أطلع عشان أشوفه شتمونى بس مكانش فى إيدى حاجة أعملها غير أنى أجيب ولادى من الشارع». رواية «أم مالك» صاحبة عقار تم هدمه، لم تختلف كثيراً عن روايات غيرها من الأهالى حيث قالت: «قوات الأمن طرقوا الباب وقالوا لنا اطلعوا برة البيت عشان بنهده، قُلنا لهم مفيش مكان نقعد فيه، رموا القنابل جوه بيتى ومن وقتها العيال مش قادرة تتنفس»، مشيرة إلى أنها تسكن مع زوجها وأطفالها بالإضافة إلى عائلتين أخريين فى منزل واحد.

مواطنون آخرون آثروا السلامة وحاولوا الهروب من جحيم الاشتباكات بحثاً عن مكان آمن لأولادهم، حيث قالت «أم جهاد» وهى سيدة ستينية وهى فى طريقها لركوب المركب للخروج من الجزيرة: «البيت قعدت فيه أنا وبناتى وجوزى بقالنا 11 سنة فاكرين دلوقتى ييجوا يهدوه فوق دماغنا الساعة 5 الفجر».

من جانبه قال «جلال» أحد سكان الجزيرة: «الغاز المسيل للدموع خنقنا، كنت عاوز أنط فى الميّه بس خُفت على مراتى وبنتى»، مضيفاً: «عاوزين نعدى ناخد حاجاتنا اللى فى البيت وبعدين ياخدوه، إحنا عمرنا ما حصلنا ده قبل كده.. إحنا مش هنعيش فيها تانى كفاية اللى حصل لنا واللى شفناه النهارده»، مضيفاً: «سنغادر الجزيرة فور خروج قوات الأمن منها خوفاً على حياتنا».

وفى السياق قال النائب عن دائرة الوراق أحمد يوسف عبدالدايم: إن الاشتباكات تسبب فيها الأهالى الذين استولوا على أراضٍ بمنطقة الوراق، وبنوا عليها رغم إخطارهم من قِبل المحافظة من قَبل بالإخلاء، إلا أنهم لم يستجيبوا للأمر.

وقال النائب عن «الوراق» محمود الصعيدى، إنه من غير المعقول أن نكرس لفوضى الاستيلاء على أراضى الدولة. وشدد على أن هذه المشكلة مرتبطة بنحو 30 أسرة فقط من إجمالى 100 ألف أسرة تسكن الجزيرة.

فيما نفت مصادر قضائية فى نيابات جنوب بنها الكلية فتح تحقيقات فى نيابة شبرا الخيمة حول الاشتباكات بين الشرطة والأهالى فى جزيرة الوراق، أمس، مشيرة إلى استقبال مستشفى النيل فى شبرا الخيمة 7 مصابين بجروح طفيفة نتيجة الاشتباكات، وخرجوا بعد تلقى العلاج اللازم، دون التحفظ على أى منهم أو التحقيق معه.

 

اشتباكات بين أهالى جزيرة الوراق وقوات الشرطة


مواضيع متعلقة