أول شمال سيناء: تغلبت على انقطاع الكهرباء بـ«الشموع»

كتب: حسين إبراهيم

أول شمال سيناء: تغلبت على انقطاع الكهرباء بـ«الشموع»

أول شمال سيناء: تغلبت على انقطاع الكهرباء بـ«الشموع»

حلم الالتحاق بإحدى كليات القمة، خاصةً الطب، ظل يراوده طويلاً، رغم الظروف الصعبة التى تعيشها أسرته فى مدينة «الشيخ زويد»، وكاد هذا الحلم يتبخر بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وبشكل متكرر، إلا أن «أحمد مصطفى القيم» رفض التخلى عن حلمه ووضعه نصب عينيه، حتى تمكن من تحقيق الجزء الأكبر منه، بالحصول على المركز الأول فى الثانوية العامة، علمى علوم، بمحافظة شمال سيناء، بنسبة 99.2%، ليلحق بشقيقته الكبرى «منى»، الطالبة بكلية الطب جامعة المنصورة.

ورغم الكثافة السكانية المرتفعة نسبياً فى وسط المدينة، فإن المنطقة تعانى من نقص أغلب الخدمات، مثل المدارس ومراكز الدروس والمياه والمواصلات، ما دفع «مصطفى القيم»، مدرس بمدرسة الشيخ زويد الثانوية الصناعية، إلى ترك منزله والانتقال بأسرته إلى حى «الكوثر»، لتوفير الأجواء المناسبة لأبنائه للتفوق فى دراستهم، حتى تمكنت ابنته الكبرى من تحقيق حلم الأسرة بالالتحاق بكلية طب المنصورة، وحصول ابنه الأكبر «أحمد»، الطالب فى الثانوية العامة، على المركز الأول بالمحافظة.

داخل منزل بسيط فى إحدى المناطق البدوية بحى «الكوثر»، التقت «الوطن» أسرة أول الثانوية العامة بشمال سيناء، حيث قالت والدته، مدرسة بنفس المدرسة التى يعمل بها الأب: «لا أخفيكم سراً أننى أتطلع إلى أن يلتحق جميع أبنائى بكلية الطب»، وأشارت إلى أن زوجها قام بتذليل كل الصعاب التى كانت تحول دون تفوق أبنائها، حيث اشترى مولداً كهربائياً صغيراً للتغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء، التى كانت فى بعض الأحيان تستمر لأكثر من أسبوعين.

{long_qoute_1}

أما «أحمد» فقال إنه «فى بعض الأحيان كنا نواجه صعوبة فى توفير الوقود اللازم لتشغيل مولّد الكهرباء، وكنت أضطر لمذاكرة دروسى على أضواء الشموع»، مشيراً إلى أن الوقت الأفضل له للمذاكرة بعد صلاة الفجر، حيث يكون المخ قادراً على استيعاب أكبر قدر من المعلومات، وأضاف أنه كان يقسّم يومه بين المذاكرة والدروس ولعب كرة القدم أو كمال الأجسام، حيث إنه لاعب بفريق نادى «الكوثر»، وكان يحرص على حضور التدريبات الأسبوعية.

وعن حالة القلق التى تسيطر على أسر طلاب الثانوية، خاصةً مع قرب الامتحانات، اعتبر «أحمد» أن «الثانوية العامة مخيفة لأن الناس ينظرون إليها بخوف، ولكنها فى واقع الأمر مثل باقى السنوات الدراسية»، لافتاً إلى أن والديه كانا دائماً يحرصان على نصيحته بأن يأخذ الأمور بجدية وتركيز دون توتر أو قلق، أما بالنسبة لأصوات الانفجارات وإطلاق النار، التى تتردد فى المكان بصفة مستمرة، فقال: «كان كل تركيزى ينصب على المذاكرة، وحينما أسمع صوت رصاص أو انفجار، أدعو الله أن يحفظ الجميع، وكنت أتألم لسماع أنباء بسقوط ضحايا أبرياء، ولكننى كنت دائماً أضع حلم الالتحاق بكلية الطب أمام عينى»، وتابع مبتسماً: «أريد أن أذهب إلى المحافظات الأخرى، مثل أختى الكبرى، حيث توجد الكهرباء والمياه والطرق المفتوحة، ولا يوجد حظر للتجول».

وأضاف الأب «مصطفى» أن ابنه استفاد من نصائح شقيقته الكبرى، التى كانت تتابعه أثناء المذاكرة، وتحثه على نسيان مشكلة انقطاع الكهرباء، والتركيز فى دروسه فقط، مشيراً إلى أنه لم يمانع فى ممارسة ابنه رياضته المفضلة، وكان يسمح له بحضور تدريبات كرة القدم وكمال الأجسام، كما لم نمنعه من مقابلة أصدقائه من حين لآخر، لرفع روحه المعنوية، وتوفير الأجواء المناسبة له لمذاكرة دروسه، وتحقيق حلمه بالتفوق.


مواضيع متعلقة