الراسبون في الثانوية العامة.. بين "دايما دموع" و"ليه تشغل بالك"

الراسبون في الثانوية العامة.. بين "دايما دموع" و"ليه تشغل بالك"
- أوائل الثانوية العامة
- التواصل الاجتماعي
- الثانوية الفنية
- الحاسبات والمعلومات
- الخلفاء الراشدين
- أوائل الثانوية العامة
- التواصل الاجتماعي
- الثانوية الفنية
- الحاسبات والمعلومات
- الخلفاء الراشدين
في الوقت الذي تعلو فيه "الزغاريط" وأصوات التهئنة وترتسم السعادة على جدران منازل أوائل الثانوية العامة، وتغمر الفرحة والارتياح أهالي الناجحون، ويسود الصمت بين آخرون ممن كانوا يتمنون درجات أعلى، يوجد آخرون يسيطر عليهم الحزن والألم بعد الصدمة التي تلقونها فور مفاجأتهم بـ"الرسوب" في الصف الثالث الثانوي لهذا العام.
ساعات عدة قضوها بين الدورس الخصوصية وأمام المكتب الذي تتراص عليه الكتب والأوراق والأقلام، لمذاكرة وترتيب المعلومات المتعددة التي تزدحم بها المناهج لتجاوز مرحلة "عنق الزجاجة" المسمى الشائع عن الثانوية العامة، الذي يخرج بها الطالب من ضيق "المدرسة" إلى فضاء "الكلية" التي يحلم بها، فيكون لها بعض الضحايا، من بينهم أحمد سمير الطالب بمدرسة الإنجليزية في مصر الجديدة، الذي أكد أن السبب في رسوبه هو نظام "البوكليت" وصعوبة الامتحانات.
وقال سمير، لـ"الوطن"، إنه أصيب بصدمة شديدة فور معرفته رسوبه في "اللغة الإنجليزية، والكيمياء، والفيزياء" وهو ما سيفرض عليه إعادة الدراسة العام المقبل، مضيفا: "الامتحانات هي السبب علشان كانوا بيجربوا فينا النظام الجديد، أنا كنت مذاكر كويس، وطول عمري بجيب مجاميع حلوة ومتفوق".
وتابع أن الحزن الشديد يخيم على أسرته، ولكنهم حاولوا تشجيعه حيث نشرت له والدته عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشورا تخبره بحبها الضخم له وأهمية تخطي ذلك الأمر الذي اعتبرته بمثابة "عقبة بسيطة"، سيتمكن من تجاوزها لتفوقه في مختلف مراحله الدراسية، مضيفا أنه سيسافر لقضاء الإجازة الصيفية بالساح الشمالي، وسيبدأ في المذاكرة والدروس من جديد عقب عودته لرغبته فيا لإلتحاق بكلية الصيدلة.
بينما قرر مصطفى طه، الطالب بمدرسة الخلفاء الراشدين بشبرا، ترك الدراسة بالثانوية العامة والاتجاه إلى الثانوية الفنية، قائلا: "علشان دراستها سهلة ومفيهاش لا الدروس أو الفلوس الكتيرة دي، ومش عايز أكرر نفس اللي حصلي ده السنة الجاية".
وعلى خلافه، لم يتمكن أيمن فاروق، الطالب بمدرسة الطبري الثانوية، من الشعور بذلك القدر من التفاؤل والحماسة، حيث قرر أنه لن يذهب إلى الدروس الخصوصية "توفيرا لأموال أسرته"، وسيعتمد على ما يتلقاه بالمدرسة فقط، ولكنه لن يبدأ في المذاكرة الفعلية إلى مع بداية الدراسة، مضيفا: "نفسي اتسدت من التعليم والمذاكرة والإحباط مسيطر عليا، خاصة بعد ما شوفت أهلي كلهم بيعيطوا بسببي، حاسس أني مش عايز أخرج من البيت لحد آخر الإجازة".
ورغم رغبته السابقة في الالتحاق بكلية الحاسبات والمعلومات، إلا أن حالة من الألم النفسي الشديد تسيطر على الشاب الذي مازال في السابعة عشر من عمره، قائلا: "دلوقتي معنديش هدف معين ولا عارف عايز أدخل كلية أيه أو أعمل أيه".
"هي فين الإجازة بعد النتيجة دي".. بهذه الكلمات عبرت ولاء محمود، الطالبة بمدرسة العامة للفتيات، عن شعورها بعد رسوبها بامتحانات الصف الثالث الثانوي لهذا العام، موضحة بصوت يملؤه الضيق والحزن أنها كانت على يقين بنجاحها والتحاقها بكلية الألسن التي كانت بمثابة حلم ضخم لها الذي تحطم بسبب "نظام البوكليت"، على حد قولها.
وأضافت ولاء أنها منذ معرفتها بالنتيجة لم تخرج من حجرتها ومازالت تحت تأثير الصدمة هي وأسرتها، قائلة: "أنا حزينة على فلوس أهلي اللي راحت، ومش عايزة ولا أدرس أو أشتغل، وأقعد في البيت بقى".