أهالي المفقودين بـ"منية الحيط" يطالبون بمعرفة مصير ذويهم في ليبيا

أهالي المفقودين بـ"منية الحيط" يطالبون بمعرفة مصير ذويهم في ليبيا
- أسرة فقيرة
- إطلاق الأعيرة النارية
- الجيش الليبي
- الحدود المصرية الليبية
- السلطات الليبية
- السلطات المصرية
- العمالة المصرية
- المواقع الإخبارية
- أبناء
- أحياء
- أسرة فقيرة
- إطلاق الأعيرة النارية
- الجيش الليبي
- الحدود المصرية الليبية
- السلطات الليبية
- السلطات المصرية
- العمالة المصرية
- المواقع الإخبارية
- أبناء
- أحياء
رحلة عذاب عاشها 4 من أبناء قرية "منيا الحيط"، بمحافظة الفيوم، للسفر إلى ليبيا بطريقة غير شرعية، متخذين الهروب عبر الصحراء على الحدود المصرية الليبية، طريقا لهم، بحثا عن لقمة العيش لأبنائهم، بعد أن ضاقت بهم سبل المعيشة في بلدتهم، حتى وصل بهم الأمر لاقتراض آلاف الجنيهات ليتمكنوا من السفر.
وتداول الأهالي بالقرية روايات مختلفة، بشأن كيفية مقتل واعتقال بعض أبنائهم ضمن العشرات من أبناء المحافظات الأخرى، الذين حاولوا دخول الأراضي الليبية بطريقة غير شرعية، الرواية الأولى تشير إلى أن ثلاث سيارات "ربع نقل" تحمل مصريين، كل منها تقل قرابة 25 مواطنا، تعرضت لإطلاق الأعيرة النارية، من قبل مجموعات مسلحة، ما أدى لمصرع عدد منهم، وأن أحد قائدي هذه السيارات تمكن من مغافلة أحد المسلحين، وضربه على رأسه، واستقل سيارة منهم، وفر هاربا من المكان.
وروى أهالي وجيران المفقودين، رواية أخرى، بشأن مصرع وإصابة ذويهم في الصحراء، بأن أبناء القرية توجهوا إلى منفذ السلوم عند محافظة مرسى مطروح، مع وسيط لتوصيلهم إلى آخر في الأراضي الليبية، للإنضمام إلى العمالة المصرية التي تعمل في المعمار، ولكن الوسيط تركهم في الصحراء وهرب عندما استشعر الخطر، وبعد يومين عاد ليجدهم ضلوا الطريق في الصحراء وماتوا من الجوع والعطش.
ويقول (حمدي.ع)، من أبناء القرية، قريب لأحد الشباب المفقودين في ليبيا، إنه عاد إلى الفيوم، فجر اليوم، بعد رحلة شقاء لمنفذ السلوم على الحدود المصرية الليبية، بحثا عن مصير قريبه، الذي سافر ضمن مجموعة هجرة غير شرعية إلى ليبيا، بعد 4 أيام من عيد الفطر المبارك، وهو متزوج، ومعه 4 أطفال، من أجل العمل باليومية في مجال المعمار، حيث ضلوا الطريق في الصحراء، وماتوا من العطش والجوع بعد أن تركهم الوسيط.
ويضيف حمدي، أن أحد الأفراد ممن سافر معهم ونجا من الموت، تمكن من دخول الأراضي الليبية واتصل بهم، وأخبرهم بأسماء 3 من شباب القرية (بينهم قريبه) بأنهم توفوا، إلا أنهم ما زالوا غير متأكدين من وفاتهم من عدمه حيث لم تعلن مصادر رسمية أي معلومات عنهم.
ويشير حمدي، إلى أن زوجة قريبه وأطفاله، وأسر الشباب الآخرين لا يعلمون خبر وفاتهم، وأنهم توجهوا جميعا إلى منفذ السلوم، لمقابلة المسؤولين المصريين للتحقق من وفاتهم من عدمه، واستلام جثثهم في حالة صحة النبأ.
بينما شعبان عبدالحميد محمد، "42 عاما، عامل، شقيق (سيد-35 عاما)، الذي نجا من أيدي المسلحين-وفقا لروايته- داخل الأراضي الليبية، فيقول: إن شقيقه ضرب أحدهم، واستقل السيارة ومعه مجموعة من المصريين التائهين، حتى سلم نفسه لكتيبة من الجيش الليبي، لافتا إلى أنهم اطمأنوا على سلامته وأنه على قيد الحياة عبر الاتصال بأحد الضباط الليبيين، مساء السبت.
ويوضح شعبان، أن شقيقه متزوج ولديه 5 أطفال بينهم 3 بنات، تتراوح أعمارهم ما بين 3 أعوام و 14 عاما، وهو عامل عادي، سافر للعمل بليبيا قرابة 7 مرات من قبل، حيث يمكث هناك عدة أشهر ثم يعود إلينا مجددا، ويعمل في المعمار، وهي نفس الحرفة التي كان يعمل بها في مصر قبل سفره لليبيا، منوها إلى أنه في آخر مرة سافر كان يوم الأربعاء الأخير من الشهر الماضي، وأنه في هذه المرة اتصل بهم عند وصوله للسلوم لطمأنتهم على وصوله للحدود الليبية، وبعدها انقطع الاتصال به.
ويؤكد شعبان، أن شقيقه اضطر للسفر لليبيا بطريقة غير شرعية على الرغم من أنه معرض للموت، بعد أن ضاق به الحال في مصر، فاليوم الذي يعمله هنا يحصل على 50 أو 60 جنيها فقط، لا تكفي حتى طعام الأسرة، ولكنه في ليبيا يستطيع أن يحصل على 100 دولار مثلا تعينه على توفير النقود لتلبية احتياجات أسرته وأبنائه، مشيرا إلى أنه كان يسافر ليبيا مثل شقيقه ولكن بشكل رسمي منذ عدة سنوات، ولم يعد يكرر الأمر.
ولم يختلف الأمر كثيرا، مع حالة الشاب المفقود (علي محمد يوسف-28 عاما)، الذي تردد أنه من ضمن المعثور على جثثهم في ليبيا، وبحسب ابن عمته (جمعة حمدي)، فإن المفقود متزوج، ولديه طفلتين تبلغان من العمر 3 و4 أعوام، وتعود على السفر للعمل بليبيا في مجال المعمار كغيره من المصريين، ولكن هذه المرة، ذهب مع الوسيط ضمن مجموعات أخرى، ولكنه استشعر الخطر، فترك المصريين عالقين في الصحراء ليومين، وعاد بعدها ليجدهم ضلوا الطريق، وتوفوا بسبب نقص الطعام والشراب، مستطردا أن أحد المصريين الذي كان مع قريبه اتصل بهم وأخبرهم باسمه ضمن 3 من أبناء قرية منية الحيط توفوا في الواقعة، دون التأكد من مسؤول رسمي.
وقطع جمعة، مئات الكيلومترات من الفيوم إلى منفذ السلوم، بحثا عن إجابة من المسؤولين تريح قلب العائلة، حيث توجه في البداية إلى مطروح، وطلب منه المسئولون الذهاب للسلوم، ومنها توجه للهضبة، وعلى أول بوابة الجمرك المصري، أخبروه بأنه غير مسموح بعبور أحد، ويقول: "سمعنا أنه عثر على ثلاث جثث في مساعد بليبيا، ولكن وردية العاملين بالمكان تغيرت، وأخبروه بأنهم لا يعرفون شيئا عن الأمر، وطلبوا منه أن يترك رقم هاتفه للتواصل معه في حالة ورود أي معلومات.
ويتابع جمعة: "قريبي المفقود، كلمنا هاتفيا خلال رحلته لليبيا، عندما وصل مطروح، ثم في طبرق، وبعد تحركه منها لليبيا انقطع الإتصال به"، مؤكدا أنه لم يتعرف على هوية الجثث المعثور عليهم في الصحراء بالصور المنشورة على المواقع الإخبارية، قائلا: "استعوضناه عند ربنا، لكن لو استلمنا جثته سنرتاج كثيرا"، مضيفا أنه سيذهب إلى إجدابيا في اليوم التالي بحثا عن جثة المفقود.
ولم تختلف حكاية الشاب الثالث المفقود كثيرا، وبحسب (محمد معوض-43 عاما)، فلاح، خال المفقود (محمد حسني سعد-22 عاما)، فإن الأخير متزوج حديثا وزوجته حامل في جنين، ووالده توفي منذ فترة، حيث كان يعمل في الحدادة بليبيا، وهو من أسرة فقيرة، واقترض مبلغ مالي قدره 8 آلاف جنيها من أصدقائه وأسرته، لكي يدفعها للوسيط الذي يسفره إلى ليبيا للعمل هناك، وكان يخطط إلى العودة بعد فترة من أجل سداد ديونه، خاصة وأنه يعد السند الوحيد لوالدته وشقيقاته، لأن شقيقه الأكبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان له شقيق آخر توفي منذ فترة.
ويطالب محمد، السلطات المصرية بسرعة التدخل لدى السلطات الليبية من أجل معرفة مصير أقاربهم، إن كانوا أحياءً ليعودوا لأسرهم، وإن كانوا متوفين لاستلام جثثهم، مشيرا إلى أن ضيق الحال يدفع شباب قريتهم للسفر بطرق غير شرعية إلى ليبيا.