بطولة قطار

كتب: شيرين أشـرف

بطولة قطار

بطولة قطار

القطار أو الوابور كما أطلق عليه المصريون، هذا النجم الذي استطاع أن يبسط شخصيته على السينما المصرية، بعدما جذب انتباه المخرجين لما يحمله من معانٍ عديدة تفوق كونه مُجرد مواصلة، فالقطار يضم بين عرباته حياة وتطل من شبابيكه عيون مغتربة ويفترش قضبانه مسار مستقيم تتشعب منه مسارات أخرى لا حصر لها، فيبدو وكأنه وطن مصغر فيه تكمُن الرحلة.. الرحلة التي لم ولن تنتهي، ومن هذا المنطلق استطاع أن يُسجل القطار أعلى رصيد في الظهور السينمائي كضيف شرف شهير بأدوار راسخة في أذهان الجماهير، فيحدثنا صوت صافرته في بدايات أفلام عديدة، فهو ملتقى العشاق، فمن منا ينسى أنه جمع بين "فاتن حمامة" "والعندليب" في فيلم "موعد غرام"، وعلى غرار هذا الفيلم لعب القطار هذا الدور أكثر من مرة، وهناك أعمال أخرى كثيرة انتهت برحيل القطار في مشهد يأخذك بعيدًا وأنت تجلس مكانك.

ولكنه لم يكتف بذلك، بل وصل إلى دور البطولة، ووُضع اسمه جوار النجوم على أفيشات الأفلام، وظهر ذلك قديما من خلال فيلم "قطار الليل " بطولة "عماد حمدي" و"سامية جمال" عام 1953.

أما عن العالمي "يوسف شاهين" الذي استعان بالقطار ليُكمل رائعة الفيلم "باب الحديد"، ويُقدم لنا شخصية "قناوي" الذي يقع في غرام "هنومة" في حضرة القطار، ليُعد الفيلم عبقرية سينمائية خالدة في الأذهان.

وفي واحد من أهم الأفلام الحديثة، خرج مجموعة كبيرة من النجوم الشباب والمُخضرمين في عام 2012 في فيلم "ساعة ونص" الذي تم تصوير أغلب مشاهده داخل قطار القشاش، ليُجسد واقع مأساوي من قلب المجتمع المصري، ليحصد 7 جوائز أظن أن نجوم العمل أهدوها للقشاش.

ولم يكن انطلاق القطار نحو عالم الغناء جديدًا، فقد غنى له موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أغنية "يا وابور رايح علي فين" من فيلم "يحيا الحب"، وتغنت به أيضا الفنانة عفاف راضي أغنية "يا وابور الساعة 12"، وكرر تلك التجربة الفنان الشعبي "حسن الأسمر" حين غنى "القطر روح"، ومؤخرًا شدا المطرب "حمزة نمرة" أغنية "يا قطر" لتشير كلماتها إلى القطار المليء بأحداث الحياة المختلفة.

وبذلك ينفرد القطار بكونه النجم الدائم الذي لا ينقطع ظهوره، فلم يقف دوره عند نقل المواطنين، بلتمكن من نقل أحلامهم وأوجاعهم على الشاشات من خلال الظهور الشرفي والبطولات المطلقة.

هذا الموضوع نشر بمجلة "القشاش" إحدى مشروعات تخرج قسم إعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس، وتنشره "الوطن" دعما منها للطلاب وتشجيعا لهم.