هل يفعلها الجيش فى ليبيا؟!
- أمن مصر
- إجراء انتخابات
- إدارة الأزمة
- إعلان القاهرة
- الأسلحة والذخائر
- الأمم المتحدة
- الإسلام السياسى
- الإسناد الجوى
- الإعلان الدستورى
- أبريل
- أمن مصر
- إجراء انتخابات
- إدارة الأزمة
- إعلان القاهرة
- الأسلحة والذخائر
- الأمم المتحدة
- الإسلام السياسى
- الإسناد الجوى
- الإعلان الدستورى
- أبريل
عندما ذبحت داعش 21 مصرياً «فبراير 2017»، دعا السيسى لتدخل دولى لمواجهة الإرهاب بليبيا أسوة بالعراق وسوريا، لكن الدول الغربية رفضت، وأحجمت عن رفع الحظر على توريد السلاح للجيش الوطنى، لتمكينه من مواجهة الإرهاب.. عدد سيارات الدفع الرباعى التى دمرتها مصر بما تحمله من أسلحة وإرهابيين تجاوز 3000، ليبيا تحولت إلى ملجأ للمتطرفين، حيث تتوافر معسكرات التدريب والإعداد.. كانت مركزاً لتجهيز ودفع المقاتلين لسوريا والعراق، وأضحت معبراً للعائدين، معظمهم يتجه لمصر، لا يوجد بلد فى العالم يسمح بأن يكون ظهيره الخلفى مصدراً للتهديد على هذا النحو.. السيسى -بحضور الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند- أبريل 2016، ألمح إلى إمكان التدخّل العسكرى حال عدم رفع الحظر وتوفير الدعم للجيش الليبى.. عملية دير الأنبا صموئيل 26 مايو التى سقط فيها قرابة 30 ضحية كانت مبرراً كافياً لتفعيل المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التى تكفل لمصر حق الدفاع عن النفس.
الميليشيات والتنظيمات الإرهابية جزء من معادلة التوازن الداخلى فى ليبيا، كوبلر المبعوث الدولى السابق دفع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج للاعتماد عليهم لتثبيت سلطتها، فى مواجهة الجيش، والإبقاء على حالة الانقسام والتناحر، فتحولت إلى قوة فاعلة على الأرض، توجه الأحداث.. منذ أن توصلت القوى السياسية الليبية لـ«إعلان القاهرة» منتصف فبراير 2017، والتنظيمات الداعمة للسراج تدرك قرب تسوية للأزمة، وتحاول إفسادها، أو إعادة ترتيب الأوضاع على الأرض، بحيث تأتى التسوية لصالحها، حاولت احتلال موانئ التصدير وحقول الإنتاج بالهلال النفطى مارس 2017، نجح الهجوم بسبب عنصر المباغتة، لأنه انطلق من الجنوب، لكن زخم الهجوم المضاد السريع لقوات حفتر، أدى لاستردادها، التشكيلات المهاجمة انسحبت بأقل قدر من الخسائر، لتوافر العمق الاستراتيجى، ومساحات المناورة الشاسعة بالجنوب.. المشكلة أن المحاولة قابلة للتكرار، بمزيد من الاستعداد، فى اتجاه بنغازى ذاتها، طالما استمرت ميليشيات السراج فى إحكام سيطرتها على الجنوب.. ما يفرض نزعها.
الغنوشى جمع السراج وعلى الصلابى وعبدالحكيم بلحاج -المدرجين بلائحة الإرهاب- فى تونس فبراير 2017، لبحث دمج الحرس الرئاسى التابع لـ«الوفاق» مع الحرس الوطنى التابع لـ«الإنقاذ»، لتهدئة الأوضاع فى طرابلس والتفرغ لاستكمال السيطرة على الجنوب.. قطر استقبلت السراج آخر مارس، بعد أسبوعين من زيارة السويحلى، لإطلاق «عملية الأمل الموعود» بالمنطقة الجنوبية 9 أبريل، التى تم تطويرها إلى «غضب الصحراء»، لطرد القوات الموالية لحفتر من كل المواقع التى تتمركز بها، ما يفتح الطريق دون قيود للدعم العسكرى والبشرى المقبل للميليشيات براً من السودان.. الطائرات القطرية نقلت الأسلحة لقاعدة الجفرة بالجنوب، أما المتجهة إلى مطار معيتيقة قرب طرابلس فقد أسقط الجيش إحداها، وأسقطت الأخرى طائرة أمريكية تابعة للناتو، والمجهولة أغرقت سفينة نقل.. العملية دعمتها تركيا، وشاركت فيها السودان.
مصر لعبت الدور الرئيسى فى التقريب بين حفتر والسراج، وإتمام لقائهما بأبوظبى مطلع مايو، أهم ما اتفقا عليه تهدئة المواجهات العسكرية بين قواتهما بالجنوب، الهدوء ساد أسبوعين، بعدها ارتكبت الميليشيات التابعة للسراج مذبحة براك الشاطئ لإفساد الاتفاق، ضحاياها 141 شهيداً، بعدها بأيام قليلة قادت عناصر إرهابية مقبلة من ليبيا مذبحة المنيا، لعقاب مصر على دورها السياسى.. الرد المصرى بدا فورياً، امتد من درنة بالشمال، حتى الجفرة بالجنوب، كل المؤشرات تؤكد الاتجاه نحو معركة فاصلة.. السراج قرر إنشاء 7 مناطق عسكرية «طرابلس، بنغازى، الوسطى، الغربية، سبها، طبرق، والكفرة»، وتضمن التقسيم حوافز تشجع ميليشيات مصراتة على دعمه فى المعركة الفاصلة، بوضع الهلال النفطى تحت سيطرتها، دون اعتبار للحدود التاريخية للأقاليم ولا للامتدادات القبلية.. الجيش نسق مع قبيلتى «القذاذفة والمجارحة»، واجتاح بلدات ودان وهون وسوكنة، وسيطر على قاعدتى «تمنهنت» الجوية و«الجفرة»، طرد ميليشيات مصراتة، وسرايا الدفاع عن بنغازى، ومقاتلى المعارضة التشادية، وأحكم سيطرته على الجنوب.
مصر أدركت أن عقابها للإرهابيين الذين ذبحوا الأقباط 2015 لم يكن كافياً، لأن الاجتراء أتى بهم ليذبحوهم فى عقر دارهم «المنيا 2017»، فتعاملت معهم بصورة أكثر شمولاً؛ حصار قطر، تأمين موافقة أمريكا، وقبول روسيا، وعدم ممانعة أوروبا على الاستهداف المباشر للبؤر الإرهابية، والتعامل بدبلوماسية مع مواقف دول المحيط العربى، من واقع إدراكها أن تونس تدعم حكومة الوفاق، والجزائر ترتبط بصلات قوية مع قادة الإسلام السياسى، والدولتان تسعيان لمنع مصر من أداء دور مؤثر فى الترتيبات المتعلقة بتسوية المشكلة الليبية.. خطورة الأزمة، وتأثيرها المباشر على أمن مصر القومى، فرض إطاراً خاصاً للتعامل، إدارة الأزمة لا تتم من خلال الخارجية، ولا الرئاسة، ولا المخابرات، اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا يرأسها الفريق محمود حجازى رئيس الأركان، لأن الجيش يتولى مسئولية الملف، يديره بكفاءة، ويحقق نتائج مبهرة، «إعلان القاهرة» عكس اتفاقاً حول النقاط الرئيسية للحل، وأهمها التعديلات المتعلقة باتفاق الصخيرات، والمؤسسات المنبثقة عنه، والتعديلات الدستورية اللازمة لتضمين الاتفاق فى الإعلان الدستورى، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل فبراير 2018، استمرار المعارك على الأرض لا يجهض احتمالات التسوية، ولكنه قد يغير من حجم المكاسب التى يحققها كل طرف، فى ضوء ما حققه من مكسب أو خسارة.
حفتر يستعد للسيطرة على بنى وليد شمال غرب الجفرة، للقفز منها على العاصمة، يراهن على ولاء «جيش القبائل» جنوب العاصمة وقبائل ورفلة، وبعض كتائب الزنتان، والإسناد الجوى من قاعدة «تمنهنت»، وساطة الغنوشى لم تؤت ثمارها، والوضع بطرابلس لا يزال محتقناً، الجماعات الموالية للسراج بقيادة هيثم التاجورى وعبدالرؤوف كارة تستعد لمواجهة الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة صلاح بادى وخالد الشريف وعبدالحكيم بلحاج المؤيدين لحكومة الغويل، مما يوفر فرصة نجاح سريع للجيش الوطنى حال تقدمه، لتبقى مصراتة المحطة الأخيرة لمواجهة دامية، نظراً لسيطرتها على معظم مخازن أسلحة الجيش، وتحولها إلى مجموعة من الكتائب المسلحة التى تسعى للعب دور -يتناسب وثقلها العسكرى- فى المستقبل السياسى لليبيا.. حجازى دعا وفداً رسمياً يضم نواباً عن البرلمان وأعياناً ونشطاء ورجال أعمال ينتمون لمصراتة، وصلوا القاهرة مطلع يوليو الحالى، لمحاولة تجنب المواجهة بين الجيش وكتائب مصراتة، حقناً لدماء الليبيين، والحفاظ على المخزون الليبى من الأسلحة والذخائر، والتوحد لمواجهة الإرهاب، نجاح مهمة الوفد يمكن أن تنهى معركة طرابلس قبل أن تبدأ، بحكم ثقل مصراتة السياسى والعسكرى فى الأزمة.. فهل يفعلها الجيش على الصعيد السياسى والدبلوماسى مع أركان وقادة القبائل والأقاليم الليبية، بعد أن فعلها عسكرياً مع البؤر الإرهابية؟!