«بركة السبع» العام.. نقص الأطباء أزمة مزمنة و«شيفت العمل» يصل إلى «48 ساعة» أحياناً

كتب: محمود عبدالرحمن ومحمود الحصرى

«بركة السبع» العام.. نقص الأطباء أزمة مزمنة و«شيفت العمل» يصل إلى «48 ساعة» أحياناً

«بركة السبع» العام.. نقص الأطباء أزمة مزمنة و«شيفت العمل» يصل إلى «48 ساعة» أحياناً

على مدار الشهور الماضية، كان لمستشفى بركة السبع العام النصيب الأكبر من الحوادث المختلفة، بين السطو المسلح على صيدليته مرتين، وإحالة مديره للتحقيق أكثر من مرة من لجان تفتيش وزارة الصحة والمرور المفاجئ لمحافظ المنوفية، فضلاً عن المشاجرات بين الأهالى والأطباء نتيجة سوء حالة مرضاهم وقلة العناية العلاجية والطبية داخله. المبنى يبدو قديماً، ولا تبدو عليه ملامح تجديدات عمرانية، تتوسط بوابته الرئيسية موقف عشوائى للتوك توك وبعض سيارات الميكروباص، يجلس بجوارها فرد أمن «مُسن»، يسأل مرتاديه عن مقاصدهم، ليصعدوا بعد ذلك إلى الطابق الأول، حيث منضدة خشبية كبيرة، تتسع لموظفة التذاكر وبعض السيدات الجالسات معها يتبادلن أطراف الحديث، «التذكرة بـ5 جنيه، واطلع على رجلك علشان الأسانسير بيتأخر».

على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسى توجد الطوارئ، حيث ينتظر عشرات المرضى على مقاعد «صاج»، وصول الطبيب الوحيد الموجود فى المستشفى، حيث لا تكف الإذاعة الداخلية عن النداء عليه للوصول مسرعاً إلى الطوارئ فى الدور الأرضى «على الدكتور شريف التوجه سريعاً إلى الاستقبال، فيه حالة خطيرة ومحتاجينه ضرورى»، تكرر الأمر لبضع مرات، دون أن يصل الطبيب.

وشكا أحد الأطباء العاملين فى المستشفى، طلب عدم نشر اسمه، من نقص أعداد الأطباء واعتبرها إحدى أبرز المشكلات الإدارية المستمرة بين صغار الأطباء ومدير المستشفى، التى ينتج عنها تذمر مستمر بين صفوف الأطباء، حيث يمكث الطبيب فى بعض الأحيان 48 ساعة عمل متواصل، ما يؤثر على دقة عمله، خاصة فى مستشفى مركزى يستقبل يومياً ما يقارب 100 حالة طوارئ، يتم حجز ما بين 10 و15 حالة يومياً، وأضاف الطبيب الشاب أن نقص بعض التخصصات فى المستشفى يسبب غضب الأهالى، الذين يرفضون قرارات تحويلهم إلى المستشفيات العامة ويصرون على العلاج داخل المستشفى، ظناً منهم أننا لا نرغب فى العمل أو أن الطبيب المتخصص غير موجود، ونفس الأمر يتكرر عندما نطلب منهم شراء مستلزمات وأدوية من الخارج، ينهالون علينا بالسب والاتهام بالسرقة.

عائشة الصاوى، سيدة مسنة، تبلغ من العمر 66 عاماً، جاءت إلى المستشفى بعد استمرار شعورها بآلام شديدة فى جانبها الأيمن على مدار يومين دون توقف، حتى نصحتها زوجة ابنها باصطحابها للمستشفى خوفاً من أن تكون «الزائدة»، وتقول «عائشة»، إنها من قرية هورين، التابعة لمركز بركة السبع، يبعد مسكنها عن المستشفى نصف ساعة بالسيارة، جاءت إلى المستشفى وقصت على إحدى الممرضات ما تشعر به من تعب، بعدما قضت ما يقرب من نصف ساعة منتظرة بجوار «الاستقبال»، فنصحتها بالذهاب إلى مستشفى الجامعة أو القصر التعليمى فى شبين الكوم، نظراً إلى أن «النهارده إجازة ومافيش غير دكتور واحد فى الاستقبال، هتروحى شبين هتلاقى فيه طوارئ وهيعملولك اللازم»، إلا أنها فضلت البقاء، خوفاً من طول المسافة، خاصة أنها لا يوجد معها -وزوجة ابنها- سوى 50 جنيهاً فقط.

«والله من ساعة ما جيت وهما عمالين يندهوا على الدكتور فى الميكروفون بتاع المستشفى وما حد سأل علىّ بكوباية ميه، ولا حد قالى بتشتكى من إيه، ولا عمل لى حاجة»، تضيف السيدة الستينية، أن بعض الشباب قاموا بالتشاجر مع موظف الاستقبال من أجل استدعاء مدير المستشفى أو أى مسئول فى المستشفى من أجل توقيع الكشف الطبى على مرضاهم، وعلى الرغم من ذلك، لم يأت إليهم أحد.

غرف الطوابق العليا فى المستشفى تبدو شبه خاوية، مرضى قليلون اختاروا الجلوس على المقاعد الخشبية الموجودة أمام عنابرهم لتبادل الحديث، لا وجود لأفراد الأمن، الكل يروح ويجىء وسط جراكن مياه الغسيل الكلوى المنتشرة فى طرقة الطابق الثالث على بعد خطوات من مركز الغسيل المفتوح على مصراعيه هو الآخر.


مواضيع متعلقة