"مالك الحزين" .." البوسطجي" الذي استقبل جائزة النيل في العالم الآخر

كتب: محمد أبوضيف

"مالك الحزين" .." البوسطجي" الذي استقبل جائزة النيل في العالم الآخر

"مالك الحزين" .." البوسطجي" الذي استقبل جائزة النيل في العالم الآخر

نزل المجلس الأعلى للثقافة على رأي أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال "الناس صنفان موتى في حياتهم ... وآخرون ببطن الأرض أحياء"، وقرر أن يمنح الأديب الراحل إبراهيم أصلان جائزة النيل في الأدب لعام 2012، بعد منافسة بين أربعة عشر كاتبا، وذلك بعد أكثر من 6 أشهر على وفاته في يناير من العام نفسه. ارتبط اسم أصلان برواية "مالك الحزين"، وأصبحت الأشهر في المشوار الأدبي للكاتب الذي يعد أبرز كتاب الستينات، والتي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربي، وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادي وليس النخبة فقط على غير عادة رواياته، منذ أن جُسدت في فيلم سينمائي. ولد إبراهيم أصلان بمحافظة الغربية ونشأ في حي إمبابة والكيت كات، وهي الأحياء التي ألقت بظلها على أعمال أصلان بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيرة المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات من فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل". تعلم نسج السجاد في صغره، وبدأ حياته عاملاً بالبريد "بوسطجي"، ومنها كتب روايته الأولي "وردية ليل"، ولاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيرا عندما نشرت في أواخر الستينات، وكان أولها مجموعة "بحيرة المساء" حتي توالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة. وينتمي أصلان لمجموعة من الأدباء أطلق عليهم" الأدباء الغاضبون"، مع وذلك لأن كتاباتهم عبرت عن الصدمة التي أصيب بها المجتمع العربي بعد هزيمة الجيوش العربية في إسرائيل. تم انتدابه للعمل نائباً لرئيس تحرير سلسلة مختارات فصول من 1987 إلى نهاية 1995، كما عمل رئيساً لتحرير سلسلة آفاق الكتابة التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة من 1997 إلى 1999، وعمل مسئولاً عن القسم الثقافي بجريدة الحياة اللندنية في 1992. تبنى أصلان مواقف سياسية واضحة تجاه ثورة 25 يناير، فأيد البرادعي من قبل الثورة ومطالب التغير وشارك في إعداد وثيقة المثقفين، لتكون بمثابة مشروع فكري للدولة المدنية التي طالبت بها القوي الثورية. وحصل أصلان على عدد من الجوائز منها: جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية "مالك الحزين" عام 1989م، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003م – 2004م. جائزة كفافيس الدولية عام 2005م، جائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان" عام 2006م. توفي أصلان في السابع من يناير عام 2012 عن عمر ناهز 77 عاما، بعد فترة مرض قصيرة بمستشفى قصر العيني، ودخل أصلان المستشفى إثر تناوله عقاقير طبية مقاومة لنزلة برد، غير أن هذه العقاقير أثرت سلبًا على عضلة القلب وأربكت وظائفه.