عنصر بالشرطة يروي لـ"الوطن" تفاصيل أول يوم بـ"الموصل" دون "داعش"

كتب: محمد علي حسن

عنصر بالشرطة يروي لـ"الوطن" تفاصيل أول يوم بـ"الموصل" دون "داعش"

عنصر بالشرطة يروي لـ"الوطن" تفاصيل أول يوم بـ"الموصل" دون "داعش"

الحسني زيد شاب عراقي يعمل ضمن قوات الشرطة الاتحادية، التي انضم لها بداية العام المنصرم كغيره من أفواج الشباب العراقيين لتحرير الموصل، حيث تلقى الدورة التدريبية في مركز النعمانية بمحافظة الكوت في الفرات الأوسط ليخضع فيما بعد لتدريب قاسي لتطوير القدرة على التحمل ضمن الدورات المكثفة لتعليم استخدام الأسلحة من الكلاشنكوف حتى مدفع 106.

"أول منطقة اشتركنا في تحريرها في الرمادي كانت منطقة الربعي وقرى محيطة بها مثل قرية الصاور، حيث كانت معارك شرسة ضد تنظيم داعش الإرهابي وعندما أكملنا المهمة الموكلة لقوتنا اتجهنا لمدينة الرطبة غرب الرمادي على الحدود الأردنية"، بهذه الكلمات افتتح الشاب العراقي الحسني زيد روايته لـ"الوطن" كشاهد عيان ومشارك في معركة تحرير الموصل.

مواقف عديدة مر بها الحسني ورفاقه عند تحريرهم للمناطق التي سيطر عليها الدواعش، حيث تمثل أصعبها في هجوم لخمسين عنصرا داعشيا ضمنهم عشرين انتحاريا فجّر خمسة منهم أنفسهم وتم القضاء على البقية وكان الاشتباك من مساحة قريبة لا تتجاوز 40 مترا، واستشهد وأصيب مجموعة من زملائه الذي كان يعتبرهم أكثر من أخوته.

أول يوم لتحرير الموصل كان شعوره لا يوصف بالنسبة للحسني، حيث شعر حينها بقيمة دماء الشهداء وقطف ثمرة جهوده مع زملائه بتحرير الأرض والعرض من التنظيم الإرهابي، معبرا عن حالته بالرقص كالمجنون مع أقرانه من الفرحة.

قوات الأمن لم تكن فقط هي التي احتفل عناصرها بتحرير الموصل، لكن المدنيين الذين على الرغم من حجم الدمار الذي حل بالمناطق المحررة إلا أن نعمة الشعور بالأمن لا تقدر بثمن.

يقول الحسني إن الدواعش لم يتمكنوا من الفرار لأن القوات المحررة فرضت طوقا أمنيا 360 درجة حول المدينة فكانوا يقعوا أمام خيارين إما الاستسلام أو القتل.

"فرحة الانتصار مهمة لكن الأهم من ذلك ألا ننسى مهمتنا الأساسية وهي الحفاظ على الأرض في المناطق المحررة"، هكذا وصف الشاب العراقي حال قوات الأمن المنتمي إليها، مشيرا إلى أن هذا الوضع سيتسمر لحين اتخاذ القرار من الجهات المختصة حول القوة التي ستستقر في الموصل للحفاظ على الأمن، إضافة إلى مهمة إنسانية وواجب وطني آخر ألا وهو تقديم الدعم للمواطنين.

الحسني الذي ترك عمله بإحدى شركات بيع المواد الكهربائية ليتطوع في قوات الشرطة الاتحادية، كان يعلم منذ البداية أنها خطوة خطيرة ومفصلية في حياته التي من الممكن أن يفقدها في أي لحظة، لكنه أراد ألا تعاني الأجيال العراقية القادمة ويلات إرهاب داعشي كما شهد هو وأهل بلاد الرافدين، ليكون ضمن رجال شاركوا في إسقاط دولة مزعومة لخلافة واهية بأفكار دموية تُدعى "داعش".


مواضيع متعلقة