من "المناهج" لـ"زيارات المسؤولين".. الحضارة الفرعونية معشوقة المجريين
من "المناهج" لـ"زيارات المسؤولين".. الحضارة الفرعونية معشوقة المجريين
كثيرٌ من الغرب يعشقون الآثار الفرعونية لكن دولة المجر اعتمدتها في مناهجها جزءا أساسيًا يُدرّس لأجيال لا ينتمون إليها إلا حبًا، حيث تحظى هذه المادة بحيز كبير في المناهج التعليمية لطلاب المدارس في المراحل المختلفة حتى المرحلة الإعدادية، حسب ما نشره موقعي الهيئة العامة للاستعلامات ووزارة الخارجية الرسميين، في ضوء وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي بها لحضور قمة "فيشجراد" اليوم.
المتاحف المجرية تهتم بالتاريخ الفرعوني، ويظهر ذلك في استضافة العاصمة المجرية "بودابست" معارض للتراث الفرعوني، وخلال احتفال عام 2009 بالذكرى 102 لإيفاد أول بعثة أثرية مجرية إلى مصر، زار وزير التعليم الثقافة المجري "إشتفان هيلر" مصر مشاركًا في افتتاح معرض للآثار المصرية التي تم اكتشافها بفضل خبراء الآثار المجريين.
وما بين المقلدات والآثار الحقيقية، تقيم المجر معارض أثرية لعرض تلك القطع على مدار أشهر متتالية، ففي نوفمبر 2009، نظمت شركة ألمانية معرضًا لـ"مقلدات" كنوز توت عنخ آمون، واستمر لمدة 6 أشهر بالعاصمة بودابست، وفي العام السابق عنه نظم متحف الفنون الجميلة المجري معرضًا للآثار الفرعونية تحت عنوان "Pharaonic Renaissance" لمدة 3 أشهر ضم 150 قطعة فرعونية، أهمها "حجر البالرمو" Palermo Stone وتمثال ضخم لرمسيس الثاني، تمت استعارتهم من متاحف فيينا وتريستا وبودابست والمتحف البريطاني، وتنظم المعارض مناقشات حول الحياة في مصـر الفرعونية بعنوان "البعث بعد الموت"، كما أن هناك تعاون قائم بين الهيئة العامة للآثار وقسم المصريات بجامعة ELTE المجرية.
من الناحيتين الرسمية والعامة، للتاريخ المصري مكانة خاصة لدى دولة المجر، الظاهرة التي يبررها السفير علي الحفني، سفير مصر السابق لدى المجر، بأن الأخيرة تستضيف المنتدى العالمي للعلوم وتعقده بشكل دوري، كما أن لديها أكاديمية للعلوم عريقة، وتضم مجموعة من الباحثين والدارسين بما في ذلك علم المصريات هناك متخصصين له وعلى دراية كاملة به.
على مستوى العامة من الناس، يقول الحفني، لـ"الوطن" إن المجريين مولعين بمصر والسياحة إليها، حتى أن بعضهم زارها عشرات المرات دون مبالغة، ضاربًا المثال بمستشارة رئيس الوزراء المجري التي كانت بالمنصب وقت وجوده سفيرًا هناك عام 2010 - 2011، اولتي أخبرته بأنها زارت مصر نحو 27 مرة، كما أمضت فترة بمصر لكونها مولعة بالغطس تحت الماء، وكذلك مساعد وزير الاقتصاد حينها والذي ذكر أنه زار مصر أكثر من 30 مرة.
القرب والرخص، أهم عوامل جذب الشعب الكجري للسياحة في مصر بحسب حفني، حتى صار عدد كبير منهم على دراية كبيرة بها. وعن دراسة التاريخ الفرعوني ضمن مناهجهم، أشار سفير مصر السابق بالمجر، أنه يُدرّس بالفعل باعتباره جزءا من الخضارة الإنسانية، على أساس أنها من أعرق الحضارات، لافتا إلى أن دولا أخرى تدرسها ضمن مناهجها لنفس السبب.
