مرصد الأزهر و«بوكوحرام»
- أهل السنة
- أيام العيد
- إطلاق سراح
- الأمم المتحدة
- الإخوان المسلمين
- التصفية الجسدية
- الشريعة الإسلامية
- الطرق الصوفية
- العاصمة أبوجا
- آدم
- أهل السنة
- أيام العيد
- إطلاق سراح
- الأمم المتحدة
- الإخوان المسلمين
- التصفية الجسدية
- الشريعة الإسلامية
- الطرق الصوفية
- العاصمة أبوجا
- آدم
وإذ يواصل مرصد الأزهر باللغات الأجنبية دراساته المميزة يأتى بنا إلى منظمة «بوكوحرام»، ويقول إن هذه الجماعة ارتكبت جرائم مروعة بحق الأبرياء فى عديد من دول غرب أفريقيا، فضلاً عن جرائم الاختطاف التى أعلنت الجماعة مسئولياتها عنها وهى تمارس إرهابها حاصدة أرواح المئات بل الآلاف مدنيين وعسكريين، مسلمين وغير مسلمين، وتسببت فى نزوح مئات الآلاف من الشمال النيجيرى بحثاً عن ملاذ آمن. ويؤكد البحث أن ثمة عوامل جعلت من «بوكوحرام» الأكثر وحشية فى العالم، فكيف كان ذلك؟ فى البداية تشكلت جماعة سمت نفسها «جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة»، وعُرفت اختصاراً باسم «إزالة»، وكان مؤسسوها مجموعة من الطلاب، وسرعان ما انتشرت فى شمال نيجيريا وجنوب النيجر، معلنة أنها تسعى للقضاء على الشركيات والبدع فى أوساط الطرق الصوفية، وامتلكت ميليشيا منظمة. ثم ظهرت «جماعة الإخوان المسلمين» بقيادة الشيخ الزكزكى، وما لبث «الزكزكى» أن أعلن اعتناقه المذهب الشيعى، وأصبح على علاقة قوية بالمراجع الشيعية فى «قم» و«طهران»، فوقع انقسام سمى نفسه «جماعة التجديد الإسلامى»، وهى إخوانية الاتجاه. ثم انشق محمد يوسف، أحد قادتها، ليؤسس «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد»، وعُرفت بعد ذلك باسم «طالبان نيجيريا». وبمرور الوقت تحولت الجماعة إلى تنظيم مسلح عابر للحدود ويمارس نشاطه فى نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد. أما اسم «بوكوحرام» فقد أتى من اعتبارها أن «بوكو» (وهو نظام التعليم الغربى) «حرام»، وتتشكل أساساً من الطلاب الذين غادروا المدارس بسبب رفضهم للتعليم الغربى. وفى عام 2010 اتسع نطاق الهجمات وتحولت من الهجوم على رجال الأمن إلى مهاجمة دور العبادة والسياسيين، ثم كان التواصل مع «داعش» التى وجدت فى هذه المنطقة ملجأً بعد هزائمها فى العراق وسوريا، ومع انتخاب جوناثان رئيساً لنيجريا تضاعفت مخاوف المسلمين العاديين من الاضطهاد، سواء فى العمل أو بناء دور العبادة، ثم كانت مذابح فى ولاية جوس تعرّض فيها المسلمون للاغتصاب والقتل الوحشى فى أيام العيد، وهنا ازدادت الحركة وحشية، وقامت بالعديد من الهجمات ضد مقر الأمم المتحدة فى العاصمة أبوجا عام 2011 وضد كنيسة كاثوليكية.
وأعلنت «بوكوحرام» أهدافها، ومنها أن تطبيق الشريعة لا يتحقق إلا بالسلاح وإزالة الحكومة الظالمة، وأن الحاكمية لله وحده، والديمقراطية حرام، وكل السياسيين الذين ينتخبون عن طريق الديمقراطية كفار، الحكم بالقانون الوضعى كفر صريح ولا يجوز للمسلم أن يعمل لدى حكومة كافرة. وتماماً كما فعل قادة «داعش» ظهر زعيم «بوكوحرام» أبوبكر شيكاو فى مقطع فيديو يقول: «كل من اتبع الديمقراطية كافر، وكل من حكم بالقوانين الوضعية كافر، وكل من أدان نفسه بالانضمام للمدارس الغربية كافر.. هذه هى عقيدتى يا إخوان». ويتفجر البركان النيجيرى بإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية فى 12 ولاية يمثل المسلمون أغلبية فيها. من مجمل ولايات نيجيريا (36 ولاية)، الأمر الذى أزعج المسيحيين، وازدادت حدة التصادمات. واتضحت مؤخراً علاقة «بوكوحرام» بتنظيم القاعدة بإعلان المتحدث الرسمى موسى تنكو فى إذاعة «B B C» بلغة الهوسا انضمام حركتهم إلى تنظيم القاعدة، ولكن مع ضعف القاعدة وتمدد داعش تحولت بوكوحرام إلى مبايعة البغدادى فى مارس 2015 معلناً تغيير اسمها إلى «ولاية غرب أفريقيا»، وأخذت هذه الولاية عن داعش وحشيتها، وتفوقت عليها، ولم تتورع عن إحراق قرى مسيحية بأكملها فى نيجيريا. ووفق مرصد الأزهر هناك خمس منظمات إرهابية هى الأكثر دموية، وهى وفق ترتيب وحشيتها: «بوكوحرام- داعش- طالبان- المقاتلون الفولان- الشباب (بالصومال)»، وقد تفوقت «بوكوحرام» على الجميع، وقد بلغ عدد ضحاياها 6644 فى عام 2014. وقد حصلت «بوكوحرام» على أموال طائلة من خطف شخصيات بارزة والحصول على فدية للإفراج عنهم، وتحصل الجماعة على مليون دولار مقابل كل ثرى نيجيرى تختطفه. وقد اختطفت الجماعة أكثر من 200 تلميذة معلنة أنها سوف تبيعهن كسبايا، وقد كشف تقرير رسمى لحكومة نيجيريا بأن مفاوضين من فرنسا والكاميرون قد دفعوا لها 3٫15 مليون دولار مقابل إطلاق سراحهن.
ويقول تقرير أمريكى إن كثيراً من المعارضين فى نيجيريا يمولون «بوكوحرام» ويستخدمونها لتحقيق أغراضهم. ويشير آدم حجازى، الباحث فى جامعة كمبريدج، فى دراسة له عن «بوكوحرام»، إلى أن ديناميكية هذه الحركة وقدرتها على التوسع والانتشار تأتى فى المقام الأول بسبب اليأس وخيبة الأمل السياسية والاقتصادية وفقدان الثقة فى مؤسسات الدولة. ويؤكد المرصد أن تقارير عديدة تشير إلى أن العامة لا يشعرون تجاه القوات الأمنية بأسى لما يصيبها من هجمات عنيفة، ويرون أنه قصاص لما يلاقيه الشعب على يد رجال الأمن من التعذيب والتصفية الجسدية والحكام وفساد السياسيين.. وبرغم ذلك فإن الناس يشعرون بالرعب من هذه الجماعة.