أزمات فى السفر: طوابير على شبابيك تذاكر السكة الحديد وزحام وزيادة أسعار فى مواقف الأوتوبيسات والميكروباص

أزمات فى السفر: طوابير على شبابيك تذاكر السكة الحديد وزحام وزيادة أسعار فى مواقف الأوتوبيسات والميكروباص
- أعلى الكوبرى
- إجازة عيد الفطر
- السكة الحديد
- السوق السوداء
- الطريق الزراعى
- اليوم الخامس
- بنى سويف
- بيع التذاكر
- أجر
- أحد الفنادق
- أعلى الكوبرى
- إجازة عيد الفطر
- السكة الحديد
- السوق السوداء
- الطريق الزراعى
- اليوم الخامس
- بنى سويف
- بيع التذاكر
- أجر
- أحد الفنادق
شهدت شبابيك حجز التذاكر وجه قبلى بمحطة سكك حديد مصر برمسيس طوابير وازدحاماً من جانب المواطنين الذين اصطفوا أمام الشبابيك، أملاً فى الحصول على تذكرة يسافرون بها لقضاء إجازة عيد الفطر فى محافظاتهم مع ذويهم، وجلس العشرات من الكبار والصغار رجالاً ونساءً مع أطفالهم على رصيف وجه قبلى، فى انتظار وصول القطار، ولجأ آخرون إلى النوم على الرصيف، فيما سيطر الهدوء على شبابيك حجز تذاكر وجه بحرى، مع توافد أعداد قليلة من المواطنين، فيما توافدت أعداد أخرى على مواقف الأوتوبيسات والميكروباص، بحثاً عن وسيلة أخرى للسفر.
{long_qoute_1}
يقول أحمد الطوخى، 25 عاماً، الذى وقف على الرصيف فى انتظار وصول قطار الصعيد، فى تمام الواحدة من صباح الجمعة، إنه جاء إلى شباك التذاكر فى نحو الساعة 9 من مساء الخميس، وبعد أن وقف فى الطابور لمدة زادت أكثر من نصف الساعة للحصول على تذكرة، أخبره الموظف بأن التذاكر نفدت. ويضيف: «كنت عايز أحجز من القاهرة لحد محافظة أسيوط، لكن الموظف حجز لى التذكرة لحد محافظة الأقصر، علشان يستغلنى فى الكام جنيه الزيادة فى التذكرة، هى فعلاً مش هتفرق معايا أنا، لكن هتفرق مع ناس غلابة كتير، ولما سألت الموظف اللى قاعد على الشباك رد عليا وقال لى: (مفيش غير دى اللى موجودة)، وأنا اضطريت إنى آخدها، لأن مش قدامى حل تانى». ويؤكد «الشاب العشرينى» أن الازدحام كان شديداً أمام الشبابيك، وأن السوق السوداء توجد فى القاهرة داخل صالات حجز التذاكر، ويقومون ببيع التذاكر بسعر أغلى «10 جنيهات»، لكنه لم يرهم هذه المرة.
وفى موقف «عبود»، وقف محمود عمر، 40 عاماً، أعلى الكوبرى انتظاراً للأوتوبيس الذى سيُقله إلى شرم الشيخ، حيث يعمل فرد أمن فى أحد الفنادق هناك، حصل «محمود» على إجازة طويلة خلال شهر رمضان، قضاها مع زوجته وأبنائه فى محافظة المنيا، ثم استقل السيارة الميكروباص للعودة إلى القاهرة، ومنها إلى شرم الشيخ، قائلاً: «أنا باضطر أدفع اللى يقول لى عليه السواق، علشان أسلوبه عبارة عن (عاجبك اركب، مش عاجبك انزل وماتركبش)، وأنا مُجبر أركب معاه وأوافق على أى حاجة يقولها علشان أشوف عيالى فى الإجازة اللى باخدها، ولو العكس ورايح شغلى فى شرم الشيخ، فباكون مضطر برضه أركب معاه علشان آخر يوم إجازة ولازم ألحق الأوتوبيس اللى هياخدنى من عبود، لأنى لو اتأخرت عنه، هاضطر أركب على حسابى وأدفع 100 جنيه كمان علشان أسافر لحد شرم».
ويقول «محمود» إن أجرة الميكروباص من محافظة المنيا حتى القاهرة 55 جنيهاً، وفى الأعياد والمناسبات الرسمية يستغل السائقون احتياج المواطنين إلى السفر لذويهم، ويرفعون الأجرة إلى 80 جنيهاً، وفى أحيان أخرى إلى 90 جنيهاً، مضيفاً: «ده ظلم وافتراء، ومفيش أى رقابة على السواقين، وكل سواق ماشى على هواه، واحنا مجبرين إننا نركب وندفع ونسكت كمان، وبصراحة اللى موجود وبالاقيه قدامى باركبه، والاستغلال ده بيتكرر فى أوقات الأعياد كل سنة».
وفى منطقة المنيب، تتجمّع عربات «الميكروباص» فى الموقف الصغير، يهرول رجال بجلابيب صعيدية تقليدية، يحملون حقائب كثيرة، يقف بعضهم أمام «الميكروباص»، يسأل عن الأجرة قبل الركوب، يقول عثمان أحمد، شاب فى الثلاثين من عمره: «رايح لأهلى المنيا، الميكروباص هينزلنى فى سمالوط، وآخد معايا لبس العيد لاولاد أختى علشان أفرحهم»، مضيفاً: «المسافة للمنيا بتاخد حوالى 4٫5 ساعة بالقطر، بس طبعاً مفيش تذاكر دلوقتى خالص، كله محجوز قبل العيد بشهر، وأنا ماكنتش عارف هاسافر يوم الخميس ولا الجمعة، علشان كده ماحجزتش»، أما عن أجرة السفر إلى المنيا فى «ميكروباص» من موقف المنيب، فيقول «عثمان»: «الأجرة 50 جنيه، مايفرقش كتير عن أجرة القطار، مع أن القطار أمان أكتر ومريح ومكيف».
وفى صحبة أولاده، يهرول صبحى محمود، رجل فى الخمسين من عمره، برفقة زوجته، تجلس الزوجة والأطفال فى الميكروباص المتجه إلى بنى سويف، بينما يقوم «صبحى» برفع الحقائب الخاصة بهم فوق الميكروباص، يقول «صبحى»: «السفر بقى مكلف والله، إحنا أصلاً كنا بنفكر مانسافرش خالص العيد ده، الأجرة لبنى سويف للفرد 20 جنيه، واحنا 5 أفراد، ولسه هادفع عيديات لاولاد اخواتى كلهم، ودول أكتر من 12 عيل»، يشكو «صبحى» من ضيق الحال، وأنه بالكاد تمكن من شراء ملابس جديدة لأولاده، بينما حرم نفسه من شراء ملابس لأكثر من عامين.
على بُعد عدة أمتار، يقع موقف المنيب الأكبر، تحت كوبرى الدائرى، المكان تفوح منه رائحة سيئة، بينما تتكوّم أكوام من «الزبالة» أمام مدخل الموقف، حيث يضم هذا الموقف عربات ميكروباص، وموقف أوتوبيسات «سوبر جيت»، وعربات «بيجو»، ويشمل بقية محافظات وجه قبلى، مثل أسيوط وسوهاج وقنا، ويتجمهر عدد من الركاب فى طابور طويل أمام شباك «السوبرجيت» المتجه إلى سوهاج، بينما لا يتحرك الطابور خطوة واحدة، لأكثر من ساعة كاملة، ظل الركاب واقفين، منتظرين أن يقطع لهم الموظف التذاكر، بينما يرفض الموظف أن يفتح دفتر التذاكر إلا بعد وصول الأوتوبيس إلى الموقف.
ويقول أحمد عبدالعظيم، 26 سنة، عامل: «مش عايز أطلع من الطابور، لأن العدد عمّال يزيد، ولو طلعت مش هالاقى تذكرة، والله دُخنا من كتر الوقفة كده». يضيف «عبدالعظيم»: «الميكروباصات بتستغل زنقة الناس قبل العيد، عاملين السفر لأسيوط 120 جنيه، وسوهاج 150 جنيه، والناس واقفة تتفق مع سواق الميكروباص قبل ما تركب، مفيش أجرة موحدة».
بينما يجلس محمد عبدالتواب، رجل فى الستين من عمره، يبدو عليه التعب، وبجواره ابنته وأولادها، يقول: «إحنا منتظرين الأوتوبيس من بعد الفطار بنص ساعة، الساعة 8 المفروض كان ميعاده ماجاش، وداخلين على الساعة 12 بالليل، والأوتوبيس اللى بعده لسه ماجاش، والناس واقفة طوابير عايزة تروح أسيوط وسوهاج». ويقول «عبدالتواب»، إنه رغم انتظاره فترة طويلة، لكنه رفض اللجوء إلى السفر بالميكروباص كحل بديل، موضحاً أن «سواقتهم وحشة جداً على الطريق، وخط الصعيد أصلاً مش أمان، ده غير أنهم مزودين الأجرة على الناس». ويضيف «عبدالتواب»، قائلاً: «دلوقتى الأوتوبيس كمان هيطلع صحراوى، الأول كان بياخد الطريق الزراعى، وكل واحد فينا ينزل قدام بلده، هنضطر ننزل سوهاج، ونرجع تانى ناخد مواصلة لبلدنا، يعنى هنقف الفجر بالعيال ونتبهدل».
وفى موقف المرج، قل توافد المسافرين، بينما اجتمع عدد من سائقى الميكروباص لشرب الشاى فى أحد أركان الموقف، يقول محمد صالح، أحد سائقى الميكروباص خط القاهرة - بورسعيد: «الناس مابقتش بتسافر كتير زى الأول، تقريباً الظروف الاقتصادية برضه مأثرة، اللى هيرجع بلده لازم يجيب هدايا ويدفع عيديات، والناس اللى بتركب من المواقف بسيطة، بقت بتكفى بيتها بالعافية».
ويضيف «صالح» أنه ينتظر ساعة كاملة حتى يكتمل عدد ركابه فى الميكروباص، ويعتبر الإقبال على موقف المرج عموماً ضعيفاً قبل العيد، بينما يزداد الإقبال من أول يوم العيد حتى اليوم الخامس.
طوابير على شبابيك التذاكر فى موقف المنيب