«كرم النجار»: كتبت الجزء الأول من «محمد رسول الله» لأنى لم أتربَّ على التعصب

كتب: سلمان إسماعيل

«كرم النجار»: كتبت الجزء الأول من «محمد رسول الله» لأنى لم أتربَّ على التعصب

«كرم النجار»: كتبت الجزء الأول من «محمد رسول الله» لأنى لم أتربَّ على التعصب

«شهر رمضان بيمثل لى مناسبة قومية أكثر منها مناسبة دينية، وأتذكر فى المحلة وإحنا صغيرين كان فيه حاجة اسمها ليلة الرؤية، الناس بتخرج تشوف فيها هلال رمضان، وكان كل صاحب حرفة بيجيب نموذج تمثيلى للحرفة بتاعته، ويحطها على عربية كارو، والموكب يطوف المحلة الكبرى من أولها لآخرها، وكان الأطفال جميعاً يخرجون لمشاهدة موكب الرؤية، وماأقدرش أنسى هذه الذكريات أبداً، فقد كانت بمثابة بداية تفتّح عقلى على فكرة الوحدة الوطنية». هكذا يتحدث الكاتب والمخرج كرم النجار، حول شهر رمضان فى حياة المسيحيين.

يؤكد «النجار» أهمية دور الأسرة فى عدم تنشئة الطفل على الكراهية من الصغر، فعندما يتحدث عن أسرته يتذكر أنها لم تمنعه يوماً من المشاركة فى الفعاليات الاحتفالية بشهر رمضان: «الأهل فى البيوت لم يكونوا يمنعوننا من المشاركة فى مثل هذه الأشياء، ولم يتدخلوا فى شىء من هذا، وده كان تمرين للناس على التفاعل، وكان عندى فانوس، واتعودت على المشاركة فى تعليق الزينة، وكنت باخد العيدية، ومفيش حد جه قال أنت مسلم ولّا مسيحى، ومفيش حد منعنا من المشاركة فى هذه الاحتفالات».

ثمار هذه التربية فى المحلة الكبرى انعكست على التكوين الفكرى لـ«النجار»: حيث يقول «الطفولة المتسامحة خلّت مفيش عندى حساسية تجاه الآخر أبداً، فمصر نجحت فى إنها تذوّب الفوارق عن طريق هذه الاحتفالات الدينية، التى تجمع الكل بغض النظر عن الدين، وفوازير رمضان كانت جاذبة لكل الناس، لأن الفن يساهم فى تذويب الفوارق أيضاً، فهو مقدم فى مناسبة دينية بحتة والكل يحبه ويشاهده، وهنا يخلق الفن حالة من الترابط والاجتماع حول شىء معين».

كل ما سبق كان تمهيداً لخطوة جريئة من «النجار» الذى أقدم على كتابة الجزء الأول من مسلسل «محمد رسول الله» وتقديمه للمشاهدين الذين لا يعرف الكثير منهم أن الرجل الذى كتب هذه الحلقات مسيحى الديانة: «كان ليّا الشرف رغم إنى كاتب مسيحى، أن أكتب مسلسل محمد رسول الله، لأنى مصرى لم أتربَّ على التعصب، وما نراه هذه الأيام، الغرض منه تكسير الفكرة الراسخة عن أن المصريين بيعيشوا حياة واحدة، وما نعيشه هو مرحلة إرهاب، يُعتدَى على المسلمين والمسيحيين بغرض خلق فرقة بينهم، واللى أنا شايفه إن الدراما السنة دى لم تقدم شيئاً يمس مشاكل المصريين الحقيقية».

الدراما وابتعادها عن الواقع أمر يزعج الرجل عندما ينظر إليه بعين خبيرة، فهو يرى أن الدراما الرمضانية هذا العام تعيش فى الـ«لا لا لاند»، وأن ما يهم المواطن من مشاكل حياتية ومجتمعية هو «راحة المدام»، ويختتم كلامه بنبرة ساخرة قائلاً «إذا كنت عاوز تريح المدام ريحها مفيش مشكلة، لكن إنك تعيش فى الالالاند وتنسى الواقع فهى دى المشكلة الحقيقية».


مواضيع متعلقة