الأهالى: أمراء الخليج ينظمون رحلات صيد فى الصحراء الغربية.. ويبيدون الغزلان بـ«بنادق خرطوش».. والرحلة الواحدة تتكلف 30 ألف جنيه

كتب: محمد بخات

الأهالى: أمراء الخليج ينظمون رحلات صيد فى الصحراء الغربية.. ويبيدون الغزلان بـ«بنادق خرطوش».. والرحلة الواحدة تتكلف 30 ألف جنيه

الأهالى: أمراء الخليج ينظمون رحلات صيد فى الصحراء الغربية.. ويبيدون الغزلان بـ«بنادق خرطوش».. والرحلة الواحدة تتكلف 30 ألف جنيه

الصيد الجائر للغزلان فى مطروح، كان أحد الأسباب التى دفعت قطعان الغزلان للهروب إلى مناطق الحدود بعد أن قاربت على الانقراض، حيث يقول العمدة عبدالسلام الحفيان أحد صائدى الغزال بمطروح، فى خمسينات وستينات القرن الماضى كان الغزال ينتشر فى الصحراء فى مطروح والسلوم وسيدى برانى وحتى العلمين وكان فى هذا التوقيت لا يوجد سيارات، وكان الصيادون يستخدمون الجمال فى رحلات صيد الغزال، وأبناء مطروح يهوون صيد الغزال لارتباط الناس بالبيئة الصحراوية منذ أن كانت الجمال هى الوسيلة الوحيدة للصيد فى الصحراء فيستخدمونها كمواصلات بالإضافة إلى استخدامها فى عمليات الصيد نفسه وهو ما يطلق عليه «صيد الديارة»، حيث يتم استخدام الجمال فى محاصرة الغزلان وإجبارهم على الهرولة فى مرمى الصيادين الذين يختبئون خلف أعواد الحطب.

{long_qoute_1}

ويضيف: هناك طريقة أخرى للصيد «الكمن»، وخلاله يقوم الصيادون بالذهاب للمناطق التى يوجد بها الغزلان ويختبئون فى الأماكن التى تمر بها وينتظرونها فى العودة فى الصباح الباكر كى يتمكنوا من صيدها بعد أن يفاجئوه.

ويضيف: رحلة الصيد تحتاج إلى شخص يطلق عليه «الحقاق» وهو شخص حاد البصر لديه خبرة فى تمييز الغزال عن بعد، خاصة أن لون الغزال المصرى من لون تراب الصحراء، الذى يصعب أن يراه أى شخص، بجانب وجود شخص من بين أعضاء الرحلة ذى خبرة بالوديان والدروب الصحراوية، لتتبع أثر الجرة وخطواته.

ويقول إبراهيم الزوام أحد الصيادين بمطروح، إنه مع بداية الستينات ظهرت سيارات الفورد أعقبتها مع بداية السبعينات سيارات اللاند كروزر ذات الدفع الرباعى لتستخدم فى رحلات الصيد، وكانت تراخيص السلاح متاحة فى ذات التوقيت ولا يوجد فيها أى مشكلة لتساهم فى زيادة عمليات صيد الغزال، ومن هنا بدأت تظهر عمليات الصيد الجائر، وكانت رحلة الصيد الواحدة تضم ما بين 3 و4 سيارات كحد أدنى لخروج الرحلة وانتشر الصيد كنوع من أنواع الرفاهية فى هذا التوقيت المواكب للانتعاشة الاقتصادية مع فتح عمليات التصدير والاستيراد من وإلى ليبيا عبر منفذ السلوم، وهو ما أدى إلى زيادة رحلات الصيد والمنافسات بين الصيادين، وفى الستينات كانت رحلة الصيد الواحدة تحصل على عدد كبير من الغزال تصل إلى 30 رأساً من الغزلان خلال الرحلة الواحدة، لذلك سنت الحكومة تشريعات للحد من الصيد الجائر، ومع إغلاق الحدود الغربية للبلاد فى عام 1976 وحتى 1977 وتحول صحراء مطروح إلى منطقة عسكرية، تم سحب السيارات ذات الدفع الرباعى من أبناء مطروح وكانت هناك صعوبة فى ممارسة الصيد، وساهم ذلك فى نمو الغزلان بالصحراء وبدأت الحكومة فى القبض على الصيادين وإحباط عمليات الصيد، ومع بداية الثمانينات وحتى عام 1990 ظهر الصيادون من دول الخليج ليأتوا بأرتال من السيارات المجهزة للصيد مع أمراء الخليج من دول السعودية وقطر والكويت، مما أدى إلى زيادة عمليات الصيد الجائر.

ويستطرد «الزوام»: ذهبت إلى رحلة صيد غزال عام 1994 جنوب مطروح شرق منطقة بئر النص لأشاهد بعينى آثار المخيمات والسيارات المجهزة من دول الخليج التى كانت تصطاد فى صحراء مطروح لتقتل ليس الغزال فقط ولكن طائر الحبارة والقطا، واستمرت رحلات الخليجيين قرابة خمسة عشر عاماً وهو ما أدى إلى تفشى عمليات الصيد الجائر للغزال فى ظل الإمكانات اللامحدودة التى كانت بحوزتهم ومن بينها سيارات الدفع الرباعى التى تحتوى على ثلاجات يحفظون بها الغزال لا يأكلون منها فقط ولكن يعودون بكميات كبيرة من الغزلان إلى دولهم بعد رحلات صيد طويلة، وكانت أفواج رحلات الصيد تسلم الأخرى حتى إنهم كانوا يصطادون فى مواعيد أدت إلى إبادة الغزال وهو توقيت ميلاد الغزال وموسم التكاثر ما بين شهرى مارس وأبريل، مما ساهم فى انقراض الغزال وقلة أعداده، بجانب وجود السيارات فى الصحراء حتى وصل الغزال إلى سيوة بعد انقطاعه من مطروح والأماكن القريبة حتى إنهم أبادوا أعداداً كبيرة من الغزال المصرى.

ويضيف: تعد منطقة مثلث الصيد الواقعة بين الحدود المصرية والليبية والسودانية من أكثر المناطق التى يوجد بها الغزال وتكون مقصداً للصيادين وتنظيم رحلات المرفهين مادياً فى هذه المناطق، ومع ظهور الإرهاب خلال السنوات الأخيرة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ومحاربة الدولة له بدأت تقل رحلات الصيد بعدما أصبحت مناطق الصيد خطراً على الصيادين وبدأت عصابات الإرهاب فى خطف بعض الصيادين بمنطقة المثلث وطلب الفدية من أسرهم، كما أن من أسباب تهجير الغزال وجود شركات البترول فى الصحراء وعمليات التنقيب باستخدام مواد متفجرة وزحف السيارات إلى الصحراء كل هذا ساهم فى قلة أعداد الغزلان، لتظهر بعدها عمليات التحايل على القانون بغرض الصيد وقيام بعض هواة الصيد فى استخراج تصاريح البحث عن الإبل المفقودة فى الصحراء بالتحايل للخروج للصيد، ومن أشهر مناطق الصيد جنوب وادى الملفا وجنوب سيوة وجنوب العلمين فى منخفض القطارة والذى يوجد به الغزال الأبيض.

وتتكون رحلة الصيد من ثلاث سيارات على الأقل منها سيارة تخصص للصيادين، وأخرى للزاد والبنزين والمياه، والثالثة للطوارئ والإنقاذ، وتستهلك الرحلة الواحدة ما يقرب من 1000 لتر بنزين، بالإضافة إلى براميل المياه والأكل والدقيق لصناعة الخبز، بجانب المعلبات من التونة والفول والجبن والحليب، ومع آخر بئر مياه فى طريق الرحلة يتزود الصيادون منه بالمياه، وتضم الرحلة ما بين 6 و10 أفراد بجانب ثلاث بنادق خرطوش كحد أدنى تصل لخمس بنادق فى كثير من الرحلات بخلاف 10 كراتين ذخيرة وتصل تكلفة رحلة الصيد إلى نحو 30 ألف جنيه.

وتبدأ عملية الصيد مع طلوع الفجر، حيث يظهر الغزال باكراً ليأكل فهو يعتمد على الأعشاب ويستمد منها المياه التى يستغنى عنها فى المناطق الصحراوية نادرة المياه ويقوم الصيادون بعمل كمين للغزلان بين الوادى الذى يأتى منه والسهول والحطايا التى يذهب إليها للأكل حتى يستدرج الصياد الغزال ويخرجه من الوادى للسهول ليتمكن من صيده.

 

أحد الصيادين يعرض غزالتين فوق السيارة

أحد الصيادين ممسكا بغزالتين

 


مواضيع متعلقة