مقام عبدالرازق الرازقي.. مدرسة لتعليم الطريقة الرفاعية في دمياط

كتب: سهاد الخضري

مقام عبدالرازق الرازقي.. مدرسة لتعليم الطريقة الرفاعية في دمياط

مقام عبدالرازق الرازقي.. مدرسة لتعليم الطريقة الرفاعية في دمياط

يُعد مقام عبدالرازق الرازقي بميدان سوق الحسبة بمحافظة دمياط أحد أبرز المقامات في دمياط، حيث اشتهر قديما بالمدرسة النيدية نسبة للنيدي الذي بنى مدرسة يعود تاريخها لعام 939 ه‍ /1532 م.

وكان النيدي، الذى بنى المدرسة، يعمل في صناعة الحلوى وعُرفت المدرسة بأهميتها حيث نقل إليها المحكمة الشرعية بدمياط وكانت معروفة بمحكمة الخواصين إحدى المحاكم الثلاث في العهد العثماني.

وقرر الشيخ عبدالرازق الرازقي ناظر وقف النيدي الذي بنى المدرسة في البداية وهو أحد المستحقين بتخصيص المدرسة النيدية لتعليم مريدي الطريقة الرفاعية من المتصوفة وحينما توفي دفن بها وباتت مقام الشيخ عبدالرازق الرازقي وتحولت المدرسة لمقر للصوفية الرفاعية بالمدينة، فيما آلت أعمال التجديد والترميم بالزاوية في العصر العثماني للشيخ تالي كتاب الله جمال الدين يوسف بن الشيخ أحمد الشهير بابن الهنيدي العطار الناظر على الزاوية وأوقافها.

وطالت أعمال الترميم سلمها وترصيص أرضها وتبليطها وترميم المراحيض وإنشاء أبواب جديدة لها كما قام ببياض الزاوية وتكلفت الأعمال ستين قرشا من مال الشيخ تالى الخاص وعرفت في القرن التاسع عشر بمسجد الشيخ عبدالرازق.

وكانت النساء تذهب للخليج لغسل ثيابهن بالقرب من قنطرة الحسبة ليشاهدن مريدي وزوار الشيخ عبدالرازق وهم مقبلين عليه ليزوروه بالمراكب وهدمت المدرسة ضمن خطة المحافظة لتوسيع الشوارع والميادين في العقد الرابع من القرن الماضي، وتم الإبقاء على قبة الشيخ عبدالرازق وتقع القبة بميدان سوق الحسبة أما الزاوية فحل محلها سنترال.

وبحسبما أكد محمد أبو قمر كاتب متخصص في تاريخ دمياط، في تصريح لـ"الوطن"، فلم يتبقَ حاليا سوى المقام ومساحته لا تكفي لمرقد طفل أما الزاوية والمدرسة ومشتملاتها فتم التعدي عليها وتحولت الزاوية لسنترال أما الأرض المخصصة للمدرسة فبني عليها محال ومنازل وذلك بعدما تم التعدي على مساحات واسعة من الأفدنة.

يشار إلى أن أي وقف كان يديره عدد من النظار من عائلة صاحب الوقف وكل منهم يكون مسؤولا عن جزء من أجزاء الوقف والشيخ عبدالرازق الرازقي هو ناظر وقف المدرسة التي بناها النيدي، وبعد وفاة الرازقي دفن بأرضها وأقيم له مقام وزاوية ونسب المقام له وعرف بمقام الشيخ عبدالرازق الرازقي واختفت معالم الوقف ولم يتبقَّ منه إلا مقام على مساحة محدودة.


مواضيع متعلقة