هدى شعراوي..الصعيدية المتمردة التي لم تخلع الحجاب

كتب: رحاب عبدالراضي

هدى شعراوي..الصعيدية المتمردة التي لم تخلع الحجاب

هدى شعراوي..الصعيدية المتمردة التي لم تخلع الحجاب

وقفت في مظاهرة بثورة 1919 نحو ساعتين أمام الجنود الإنجليز الذين وجهوا حرابهم لصدورهن، وتقدمت وهي تحمل علم مصر إلى جندي وقالت بالإنجليزية "نحن لا نهاب الموت، أطلق بندقيتك إلى صدري لتجعلني مس كافيل أخرى والتي أعدمها الاحتلال رميا بالرصاص"، فخجل الجندى، وتنحى للسيدات عن الطريق وجعلهن يعبرن، وذلك حسبما وصفها عبدالرحمن الرافعي في كتابه.

ورغم نشأة المناضلة هدى شعراوي والتي يوافق عيد ميلادها اليوم 23 يونيو 1879، فى المنيا، إلا أنها اختلفت عن عاداته وتقاليده، فغمرتها طاقة كبيرة من التمرد، دفعتها إلى رفض قناعات لا تناسبها، من حيث الحجاب وحقوق المرأة، فكتب التاريخ حروفها من ذهب، نظرا لما تبنته من دفاع عن الثورة والمناداة بالتحرر.

حلمت هدى، بالسلام وبتحقيق الاستقرار، وامتلئت حياتها بالكثير من الإنجازات والنضال الذي رافقها منذ صغرها، بداية من رفضها الزواج بابن عمها والاعتراض عليه، ولكنها فشلت في الثبات على رأيها فتم تزويجها له وهي في سن صغيرة،  ولكنها لم تثبت على رأيها وتم تطليقها بعد مرور 7 سنوات على زواجها.

بداية نشاطها لتحرير المرأة بدأ أثناء رحلتها بأوروبا بعد زواجها، وانبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية في تلك الفترة للحصول على امتيازات للمرأة الأوروبية، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة "الإجيبسيان" والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية، بحسب هدى شعراوي، في مذكراتها.

كان لنشاط زوجها علي الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 وعلاقته بسعد زغلول أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات للنساء عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.

 ورغم دعوة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، للنساء بخلع الحجاب من خلال تدوينة كتبها على "فيس بوك"، مستندا لما أسماه دعوة مماثلة للراحلة هدى شعراوى عام 1923، إلا أن شعراوي كتبت في مذكراتها أنها رفعت النقاب وليس الحجاب، في محاولات لإحداث توازن بين الدعوة لـحقوق المرأة، واحترام حقها في التدين، مؤكدة أنها لم تدعو يوما لخلع الحجاب كما يشيع عنها البعض.

فقالت شعراوي في مذكراتها "رفعنا النقاب أنا وسيزا نبراوى، في اعتاب مقابلة مع سعد زغلول، وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذي يبدو ظاهرا لأول مرة بين الجموع فلم نجد له تأثيرا أبدا لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد متشوقين إلى طلعته".

 


مواضيع متعلقة