إبراهيم عبدالمجيد: ما قدرتش أكمل أول يوم صيام بسبب «كوستا».. وعشت رمضان النصر فى القاهرة

إبراهيم عبدالمجيد: ما قدرتش أكمل أول يوم صيام بسبب «كوستا».. وعشت رمضان النصر فى القاهرة
- أفراد الأسرة
- ألف ليلة وليلة
- إبراهيم عبدالمجيد
- الآثار الإسلامية
- الأنشطة الثقافية
- الإذاعة المصرية
- البرنامج الثانى
- الثقافة الجماهيرية
- الدرجة الثانية
- السنة الأولى
- أفراد الأسرة
- ألف ليلة وليلة
- إبراهيم عبدالمجيد
- الآثار الإسلامية
- الأنشطة الثقافية
- الإذاعة المصرية
- البرنامج الثانى
- الثقافة الجماهيرية
- الدرجة الثانية
- السنة الأولى
«لا أنسى أول يوم صُمت فيه، كنت فى السنة الأولى الإعدادية بمدرسة طاهر بك فى الورديان بالإسكندرية» يتذكر الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد، تجربة الصيام لأول مرة، وتفاصيل شهر رمضان فى مدينة الإسكندرية التى ولد ونشأ بها، بشوارعها وسكانها بجنسياتهم المتنوعة وصحبة الدراسة، ومعلمى المدارس، حين كان يفضل العودة من المدرسة إلى المنزل مشياً، رغم «أبونيه» الترام الذى يحمله معه، حيث المشى مع الصحبة كان تسلية «ولأن الأجانب كانوا يعيشون بيننا كأنهم منا ونحن منهم، فقد كان فى الورديان محل لبيع البويات صاحبه يونانى اسمه كوستا لا أنسى اسمه ولا شكله، وكان سكران، يومها ضحكنا عليه وعاكسناه فهجم علينا، كلنا كأطفال جرينا، فوقعت منى شنطة الكتب على الأرض وأمسكنى كعبلنى فى الأرض، رمى كتبى تحت الترام، والمعدية داست على كتاب الإنجليزى وتركت عليه أثراً ولم تمزقه، لكن أنقذنى منه مدرس اللغة الإنجليزية، كان اسمه الأستاذ المسيرى الله يرحمه، والأستاذ المسيرى قال له: ما يصحش تقف فى الشارع سكران وكاد يضربه، وأفاق الرجل واعتذر لى»، يومها عاد إبراهيم إلى المنزل: «أمى قالت لى مالك، حكيت لها الموضوع، قالت لازم أخلى أبوك يروح يبهدله، فقلت لها آكل الأول! وفطرت ما قدرتش أكمل اليوم».
وبعيداً عن الخواجة كوستا فكان عبدالمجيد يقضى نهار رمضان فى اللعب مع باقى الأطفال: «كنا نخرج إلى الشارع نلعب الكرة، وننتظر المدفع، فلم نكن صائمين طبعاً، أما بعد المدفع كنا نخرج أيضاً إلى الشارع لنلعب أو نذهب إلى مقام سيدى المرسى أبوالعباس، نشاهد الألعاب والفنون التى تحدث أمامه، أو نذهب إلى ميدان الساعة فى كرموز حيث كان الكبار يقيمون دورى للكرة الشراب نتفرج عليهم»، كانت الإسكندرية وقتها كما يصفها عبدالمجيد: «متسعة للغاية، وأهم ما يميزها قلة عدد سكانها، إذ كانوا لا يزيدون على خمسمائة ألف مواطن فقط فى الخمسينات، وكانت شوارعها نظيفة وسينماتها كثيرة، فكانت هناك سينما فى كل حى، وكانت السينمات الشعبية أو سينمات الدرجة الثانية فى محطة الرمل تعرض كل يوم بالنهار ثلاثة أفلام، فكنا نذهب إليها ليمر يوم الصيام بسرعة»، ولأن التليفزيون لم يكن قد ظهر بعد، فقد كانت الإذاعة هى وسيلة الترفيه التى تجمع كل أفراد الأسرة إلى جوارها لمتابعة أحداث مسلسلات ألف ليلة وليلة، وسمارة خلال شهر رمضان.
{long_qoute_1}
على أن حظ عبدالمجيد مع الصيام لم يكن جيداً، فقد بدأه فعلياً ورمضان فى الصيف ما كان يجبر الأسرة على البقاء فى المنزل، ويتذكر عبدالمجيد والده: «كان يعود من العمل عليه علامات العطش، لكنه رغم ذلك ينفرد بالقرآن الكريم فيقرأ فيه حتى موعد الإفطار»، أما جدته: «كانت تأتى من بلدتنا الأصلية فى الريف، لتقضى معنا أول يوم فى رمضان وأياماً أخرى بعد ذلك، هذا غير الزيارات العائلية التى كانت كثيرة، وتتم بعد الإفطار».
{long_qoute_2}
ولأن الأسعار كانت بسيطة جداً فى هذا الفترة: «كانت الأسرة تهتم بشراء كميات كبيرة من المكسرات من المنشية، أما الطيور فكانت متوافرة أكثر من اللحم، لأن أمى كانت تربى الطيور على سطح البيت مع غيرها من الجيران، فكان البط والأوز والدجاج متوافراً، وكنا نعتبره وجبة رئيسية على الإفطار، أما فى السحور فالفول هو سيد الأطعمة غالباً».
رمضان آخر يتذكره عبدالمجيد جيداً، هذه المرة فى القاهرة، هو نفسه رمضان الذى شهد انتصار مصر على إسرائيل عام 1973، وقتها كان إبراهيم فى زيارة للقاهرة ليسجل قصة فى البرنامج الثانى بالإذاعة المصرية: «قضيت الليلة فى منزل الأستاذ الكاتب والمترجم كمال ممدوح حمدى، وكنا فرحانين جداً، وكان لكمال خبرات فى استخدام الكهرباء واللاسلكى بشكل يتفوق فيه على المهندسين، فكان يضبط المؤشر على محطة أجنبية تذيع حرب أكتوبر، طبعاً لم تكن واضحة وعليها تشويش، لكن كنا نسمع أصوات ناس ومدافع، وعدت إلى الإسكندرية ثانى يوم الصبح، لكن الناس كانت تراعى ظروف الحرب، وتوفر فى كل الطلبات التى تشتريها، فكانوا يقتصدون فى شراء السكر والزيت، ويحاولون أن يوفروا فى كل السلع، ويرضون بالقليل حتى لا تحدث أزمة».
إلى القاهرة انتقل عبدالمجيد للإقامة أيام عمله فى الثقافة الجماهيرية، كان يحرص وقتها على الوجود كل يوم تقريباً فى الحسين مع أصدقائه من الوسط الثقافى ومن خارجه لمشاهدة الأنشطة الثقافية، أو المشاركة فى هذه الأنشطة: «كنا نسهر بعدها حتى السحور، لى فى رمضان ذكريات كثيرة وجميلة تحتاج كتاباً لكتابتها، فقد استغرقنا شهراً كاملاً مثلاً أنا والفنان صلاح عنانى وصديق فنان أيضاً اسمه عادل نمر على الآثار الإسلامية ندرسها ونتأملها، هذه حالة من حالات كثيرة، مثلاً فى السبعينات كان مكان مشيخة الأزهر فى الدراسة سرادقاً رمضانياً للثقافة الجماهيرية، كنت أعمل به فى شبابى وبعد العمل نسهر فى الحسين مع الزملاء والمثقفين لسنوات كانت أيام، وحين كان يأتى شهر رمضان فى فصل الشتاء كنت أكتب فيه، أما فى الصيف فلا أكتب فى رمضان أو غيره من الشهور».
وبمرور الأيام تغيرت الظروف: «الآن تقريباً لا أخرج من البيت منذ سنوات، أولادنا كبروا واستقل كل واحد منهم بحياته، وتركونا أنا وزوجتى وحدنا، ونتبادل بعض الزيارات مع الأقارب والأبناء، ربما نترك البيت مرة أو مرتين على الأكثر لنسهر مع الأصدقاء فى وسط البلد، والسبب طبعاً تقدم العمر فلا رفاهية فى الوقت».
- أفراد الأسرة
- ألف ليلة وليلة
- إبراهيم عبدالمجيد
- الآثار الإسلامية
- الأنشطة الثقافية
- الإذاعة المصرية
- البرنامج الثانى
- الثقافة الجماهيرية
- الدرجة الثانية
- السنة الأولى
- أفراد الأسرة
- ألف ليلة وليلة
- إبراهيم عبدالمجيد
- الآثار الإسلامية
- الأنشطة الثقافية
- الإذاعة المصرية
- البرنامج الثانى
- الثقافة الجماهيرية
- الدرجة الثانية
- السنة الأولى