الرئيس اليمنى الأسبق: استمرار الحرب اليمنية خطر على الأمن القومى المصرى.. ولدينا رئيس دون دولة.. ونرتاح لقيادة جديدة

كتب: أسامة خالد

الرئيس اليمنى الأسبق: استمرار الحرب اليمنية خطر على الأمن القومى المصرى.. ولدينا رئيس دون دولة.. ونرتاح لقيادة جديدة

الرئيس اليمنى الأسبق: استمرار الحرب اليمنية خطر على الأمن القومى المصرى.. ولدينا رئيس دون دولة.. ونرتاح لقيادة جديدة

6سنوات من القتال المتواصل فى اليمن لم تكن كافية ليشبع أثرياء الحرب من الدماء.. فمازالت لديهم رغبة فى تحقيق أكبر استفادة ممكنة من ماكينة الحرب حتى لو سقط فى سبيل ذلك مئات الآلاف من الأبرياءالموت فى اليمن واحد.. إما بطلقات «الفرقاء» أو المجاعة أو وباء الكوليرا رغم أن الأمل فى حل سياسى للأزمة أصبح وشيكاً«الوطن» حاورت رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، على ناصر محمد، حول حلول الأزمة اليمنية المتفاقمة، ومبادرته لإنهاء الحرب، مؤكداً إمكانية التوصل إلى حل سياسى، إذا كانت هناك جدية من جميع الأطراف المعنية، كما شدد على أهمية الدور المصرى فى التوصل إلى حل، خاصة أن استمرار الحرب يؤثر مباشرة على أمنها القومى.

{left_qoute_1}

* لماذا انزلقت اليمن إلى الهاوية بعد موجة الربيع العربى؟- الأوضاع فى اليمن معقدة وصعبة وهى تراكم أزمات خلال سنوات، ولا يمكن اختصارها فى الربيع العربى، فهناك الكثير من المقدمات السابقة على الربيع العربى، سواء فى اليمن أو فى البلدان الأخرى التى طالها، وفى كافة دول العالم أيضاً بشكل أو بآخر.ففى اليمن كانت هناك قضايا وطنية كبيرة بحاجة لحل جذرى وشامل وليس بطريقة الترقيع، فهناك القضية الجنوبية العادلة، وقضية صعدة، وقضايا لا تقل أهمية مثل مكافحة الإرهاب والفقر والفساد وغيرها من القضايا التى تمس حياة المواطن كالإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، وكلها عوامل أدت إلى وصول البلاد إلى الوضع الحالى، وكان فى الإمكان معالجة كل هذه المشكلات عن طريق الحوار الوطنى الجاد، ولكن النظام أو السلطة بعد حرب صيف 1994 وجدت نفسها منفردة فى الحكم مما زاد فى غطرستها.

{left_qoute_2}

عقب حرب 1994 طالبت النظام بفتح حوار مع الطرف الذى خسر الحرب، لتجنب حدوث آثار سلبية، وقلت حينها إن المنتصر فى الحرب مهزوم، لكن لم يتم الأخذ بموقفنا وآرائنا، ومع الوقت ظهر الحراك الجنوبى السلمى الشعبى فى يوليو 2007 كنتيجة طبيعية لمعاناة الشعب فى الجنوب، وظهرت فى الشمال مطالب الحوثيين «أنصار الله»، وفى الوسط وغيرها ظهرت مطالب أخرى لأن هناك مشكلات، وعبرت كل هذه الأطراف عن نفسها للمطالبة بتغيير النظام، ومع انطلاق الربيع العربى فى تونس ثم مصر وليبيا والبحرين تحركت الجماهير الشعبية فى كافة مدن وقرى اليمن شمالاً وجنوباً للمطالبة بإسقاط النظام وأيدتها لاحقاً القوى والشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية وحتى القبلية.

{left_qoute_3}

* بالنسبة للكثيرين، ارتبط مصطلح (الربيع العربى) بتوجيه اتهامات إلى أصابع خارجية بتحريك الشارع.. هل ترى هذه الاتهامات واقعية؟- الأمر لا يخلو من ذلك، ولقد سمعت الكثير من الكلام عن وقوف قوى خارجية وراء ما يجرى فى المنطقة العربية، وأخطاء الداخل هى ما يستدعى التدخلات الخارجية، لكن برأيى أن وجود مشكلات حقيقية ذات بعد وطنى وتؤثر على أمنه الوطنى والقومى أدت إلى حراك وثورة تغيير وارتفعت المطالب من التغيير والإصلاح إلى المطالبة بإسقاط النظام.

إن ما جرى فى اليمن ثورة حقيقية، سواء فى ثورة التغيير التى اندلعت فى اليمن عامة أو ثورة الجنوب التى عبر عنها الشعب عبر الحراك السلمى الشعبى الحامل السياسى للقضية الجنوبية.واليوم، وبعد سنوات على إسقاط النظام، فى تقديرى أن هناك قوى استفادت من الثورة، وكنا نحتاج فى اليمن إلى ثورة لا تكتفى بتغيير شخص الرئيس أو بعض الرموز وإنما إلى تغيير الأوضاع كلها.

{long_qoute_1}

* الوضع فى اليمن الآن أكثر التباساً، فهناك صراعات على السلطة، وتدخلات لقوى إقليمية، كما أن البلاد تنزلق فى حرب ومجاعة وكوليرا؟- الأوضاع فى اليمن اليوم شديدة الصعوبة، فمؤتمر الحوار الوطنى خرج -ونستطيع أن نقول لم يخرج- بقرارات، منها على سبيل المثال موضوع الأقاليم الستة والتى أرى فيها سبباً للأزمة لأن عزل إقليم أزل فى الهضبة عن البحر والماء والثروة أثار مخاوف كثيرة للمؤتمر وأنصار الله وغيرهم مما أدى إلى التحرك عسكرياً ضد النظام وتحالفهم مع الرئيس السابق على عبدالله صالح، وكان ذلك عبر دعوتهم لإسقاط حكومة الوفاق فى النصف الثانى من عام 2014 على خلفية أخطائها وخاصة موضوع زيادة أسعار الوقود أو ما سمى حينها (الجرعة) وجرت المطالبة بإسقاط الجرعة التى أسقطت الحكومة، حينها تصدر أنصار الله المشهد وقادوا الاحتجاجات والتف الناس حولهم نتج عنها اتفاق السلم والشراكة فى سبتمبر من نفس العام 2014، وأعتقد أنه (أى اتفاق السلم والشراكة) كان تفاهماً ثلاثياً بين أنصار الله وكل من الرئيس الحالى عبدربه منصور هادى، والرئيس السابق على عبدالله صالح، حيث جسد الاتفاق تقاطعات المصالح لهذه الأطراف!لكن أنصار الله غرهم تقدمهم السريع فى عمران وصنعاء بالتفاهم مع الرئيس عبدربه منصور هادى ودخلوا عدن والجنوب بالتنسيق مع الرئيس السابق على عبدالله صالح وكل ذلك جرى لتصفية حسابات بين مراكز القوى فى السلطة وخارجها.

{long_qoute_2}

وقد طالبت مراراً بوقف الحرب، وما زلت أطالب بوقفها، فالبعض كان يعتقد أنها نزهة، وستستمر لمدة شهر أو شهر ونصف على أبعد تقدير، بينما كنت أرى أنها ستستمر لسنوات، وهذا ما يحدث الآن، حيث دخلت العام الثالث، ولا تزال الحرب مستمرة، وأنا فى تحذيراتى كنت حريصاً على اليمن أولاً ثم المنطقة ثانياً، فالعنف لا يولّد إلا العنف، ولهذا نصحت بحكم معرفتى بالشأن اليمنى وطبيعة الأوضاع فى اليمن باللجوء إلى الحوار لحل المشاكل بدلاً عن اللجوء إلى السلاح.البعض يريد للحرب ألا تنتهى، فهناك قوى مستفيدة من استمرارها، مثلما حدث فى حرب اليمن خلال ستينات القرن الماضى، فوقتها اعتقد المصريون أن سرية مظلات أو صاعقة كافية لتثبيت حكم المشير السلال، وتنتهى القصة، لكن الحرب طالت، فبدلاً من 70 عسكرياً وصل العدد إلى 70 ألفاً، وسقط فيها 17 ألف شهيد مصرى وبدلاً من بضعة أشهر استمرت 7 سنوات، واستمر الوضع على هذه الحال حتى التقى الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز فى قمة الخرطوم عام 1967، واتفقوا على إنهاء الحرب، لكن بعدما خسرت السعودية أموالاً، وخسرت مصر رجالاً.

{long_qoute_3}

* كيف يمكن أن تنتهى الأزمة اليمنية؟- قدمت مبادرة للمسئولين فى دول الخليج والدول الإقليمية والدولية وذلك سعياً منى لإنهاء الأزمة، وهى النقاط التى أعلنتها وأكدت عليها فى العاصمة الروسية موسكو أثناء كلمتى فى مؤتمر عن الشرق الأوسط فى نهاية فبراير الماضى 2017 وتقوم المبادرة على عدة نقاط، وهى:ضرورة وقف الحرب، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ونزع السلاح من جميع الأطراف، وتشكيل قيادة جديدة للبلاد.وبالنسبة للجنوب وقضيته العادلة، اقترحت أن تكون الدولة اتحادية من إقليمين شمالى وجنوبى لفترة مزمنة وفقاً لمخرجات مؤتمر القاهرة 2011.أى إنه لا بد أن يكون الحل شاملاً لكافة القضايا الوطنية والمصيرية، كل ذلك وفق خارطة طريق وضمن سلة متكاملة.لكن يبدو أن الأمور لم تنضج بعد على المستوى الإقليمى لحل الأزمة اليمنية، وهنا لا بد من الضغط على القوى اليمنية للانصياع إلى مصلحة الوطن والمواطن ووقف هذه المعاناة.* عند مناقشة الحلول تظهر 3 أطراف فى المعادلة: هادى منصور وشرعيته، والحوثيون، والرئيس السابق على عبدالله صالح، الذى يعتقد فى شرعية الشارع، هل أنت مع خروج هذه الأطراف؟- أنا أميل للابتعاد عن كل هؤلاء، فيجب أن تكون هناك مرحلة جديدة وقيادة توافقية، وقناعتى «أولاً يجب أن تتوقف الحرب»، ثم تتشكل حكومة جديدة، وأن تبدأ عملية نزع السلاح، وأن تحل مشكلة الجنوب، وأرى أنه بعد هذه الحرب المدمرة، أصبحت لدى جميع الأطراف قناعة بأهمية الحل السياسى ولكننى لست مع استئصال أى حزب سياسى فى اليمن.الأغلبية لديها قناعة بضرورة توقف الحرب، فهناك 19 مليون متضرر فى حاجة إلى مساعدات إنسانية، وفى مؤتمر جنيف الخاص بجمع المساعدات لليمن، علقت على الحدث برأيى أن اليمن لا يحتاج إلى مساعدات إنسانية فحسب، وإنما نحتاج قبلها إلى وقف الحرب، فإذا توقفت الحرب سيعود المواطنون إلى أعمالهم ومزارعهم، ونبدأ عندها فى بناء الوطن من جديد، أما اليوم فحتى لو وصلت المساعدات سنجد أنها لن تصل إلى المحتاجين الحقيقيين، والأرقام والإحصاءات خير دليل على فداحة الأزمة، واليمن غنى بثرواته وخيراته وأبنائه وموقعه الاستراتيجى ولكن كل ما يحتاجه اليمن هو الأمن والاستقرار لاستثمار خيراته وثرواته.* هل تعتقد أن الأزمة فى اليمن ستنتهى عندما تتفق القوى الإقليمية؟- بالتأكيد، فهو ما حدث عندما انتهت حرب اليمن فى الستينات بتوقيع الاتفاق بين مصر والسعودية، كما ذكرت سابقاً، والأمر ينطبق على الصراعات بين الأقطاب فى منطقة الشرق الأوسط، واليمن أحد ملفات الصراع.* لديك علاقات قوية بالعديد من الأطراف الفاعلة فى الأزمة اليمنية، مثل سلطنة عمان وإيران والحوثيين، وغيرهم، هل يمكن أن تجرى اتصالات لتمهيد الأرض للوصول إلى حل سياسى؟- لا يمكن أن تسمع صوتاً لا يتحدث عن وقف الحرب فى اليمن، حتى بين الخليجيين، فالجميع يتحدث عن وقف الحرب، ونحن نريد خطوات عملية للوصول إلى هذا الهدف، حيث توجد الرغبة لكن تنقص الإرادة، ويجب أن تكون هناك إرادة لدى أصحاب القرار، سواء القوى المحلية أو الإقليمية أو الدولية.ولا أنكر أن لى علاقات جيدة مع الجميع، فى اليمن شمالاً وجنوباً وكذلك مع المسئولين فى دول الخليج، وسلطنة عمان، وإيران، وبالفعل أسعى مع جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لحل المشكلات فى اليمن حالياً، القضايا مترابطة، ويجب الوصول إلى حلوقد قابلت مؤخراً عدداً من المسئولين الروس فى موسكو، وجميعهم يتحدثون عن ضرورة وقف الحرب والعودة إلى الحوار، وحل المشكلات بالطرق السلمية، كما قابلت مسئولين أمريكيين وبريطانيين وألمان فى بيروت والقاهرة، والجميع يطالب بوقف الحرب.* من الطرف القادر على قيادة اليمن إذا تنحت أطراف الأزمة الثلاثة؟- لا أستطيع تحديد البديل القادر على قيادة اليمن فى الفترة المقبلة، لكن بعد حل جذرى للقضايا الوطنية ووجود دستور جديد وقانون عادل ودولة نظام ومؤسسات يمكن وقتها أن نقول إن البلاد بدأت تسير فى الطريق الصحيح، وبغير ذلك لا يمكن بناء وطن معافى يحقق لمواطنيه أبسط أسباب الحياة ومقوماتها.* ما موقف الحوثيين من المطالبات بوقف الحرب؟- مواقف الحركة معروفة سواء من خلال بياناتهم أو من خلال مباحثاتهم فى جنيف والكويت أو ما يطرحونه على المبعوث الأممى السيد إسماعيل ولد الشيخ.وقد سبق والتقيت مع وفد من جماعة أنصار الله فى سلطنة عمان، وتحدثت مع أعضائه بكل صراحة حول ضرورة وقف الحرب، وطبعاً كلهم قالوا إنهم مع وقفها، لكن يجب أن تحدث تنازلات سياسية وعسكرية بين جميع الأطراف، والأهم من ذلك ربط الأقوال بالأفعال.وأعتقد أن الأمور بدأت تنضج بين جميع الأطراف للوصول إلى حل، ولابد من تغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الشخصية والحزبية.* قدم وزير الخارجية السابق جون كيرى مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية، طرح ضمنها عدداً من الأسماء، وقال إنها قيادات مقبولة فى الشارع اليمنى، وكنت أنت أحد هذه الأسماء المرشحة لقيادة اليمن فى الفترة المقبلة، هل تقبل ذلك من أجل إنقاذ اليمن؟- أقولها بكل صراحة، لا أريد العودة إلى السلطة، لكننى أبحث عن حل لمشكلة اليمن والمنطقة، فأنا أبحث عن الحل وليس السلطة، وهناك أسماء كثيرة يمكن أن تترشح لهذه المهمة، ويمكن لو حدث توافق أن يتم الاتفاق على عدد من الأسماء وليس اسماً واحداً، وأن يختار الناس الشخص المناسب لقيادة البلد، وهناك شخصيات كثيرة تستطيع أن تقود البلاد إلى الأمن والاستقرار، ولكن نريد دستوراً وقانوناً أولاً والاحتكام لاحقاً لصندوق الانتخابات.والوزير كيرى لم يطرح أسماء وإنما هى توقعات من أشخاص ومحللين سياسيين وصحفيين.. وهو طرح مبادرة بناءً على لقاءاته التى أجراها مع مستشاريه فى دول المنطقة والتقى خلالها فى عمان مع وفد أنصار الله وغيرهم من مسئولين من الدول المعنية بحل الأزمة اليمنية ووصل فى النهاية إلى المبادرة وهى تقريباً رؤية لقاء اللجنة الرباعية (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات) وانضمت لهم لاحقاً سلطنة عمان ولكن هذه المبادرة أجهضت لأن بعض مراكز القوى لا يريدون إنهاء الحرب.* هل هناك أسماء مرشحة بالفعل يمكن التوافق عليها حتى لو فى الغرف المغلقة؟- المهم الآن وقف الحرب وإيجاد حل، وبعدها يمكن عبر الحوار الاتفاق على باقى التفاصيل، وهناك أسماء كثيرة يتم تداولها.* هل الرئيس الحالى قادر على أن يواصل مهمته حتى اختيار رئيس توافقى جديد؟- الحقيقة أن الأزمة ليست فى زيد أو عمر، وإنما الأزمة أيضاً فى كمية الأسلحة المنتشرة ونوعيتها التى يجب أن تسلم إلى جهة واحدة وهى وزارة الدفاع، فالحقيقة أن لدينا رئيساً دون دولة مع الأسف، لهذا نحتاج رئيس دولة ورئيس حكومة ووزير دفاع واحداً وجيشاً واحداً وأمناً واحداً، لأننا الآن لدينا أكثر من جيش وأكثر من ميليشيا، فهناك جيوش على عبدالله صالح، وعبدربه منصور هادى، والحوثيين، والأحمر، والإصلاح، والسلفيين، إضافة إلى المنظمات الإرهابية التى يجب معالجة ملفها كإحدى القضايا الأساسية وفق استراتيجية واقعية.* خلال الفترة الماضية، تم الزج باسمك كقائد الحراك الانفصالى فى الجنوب، ما حقيقة ذلك؟- الحراك الجنوبى السلمى الشعبى هو حركة وطنية نابعة من معاناة الناس بدأت مطالب حقوقية ومن ثم سياسية ومع تعنت السلطة فى عدم حل القضية الجنوبية وحل مشاكل الناس ارتفع سقف المطالب إلى المطالبة بالانفصال واستعادة الدولة، وأنا مع الوحدة العادلة واسمى ارتبط باتفاقات الوحدة ابتداءً من اتفاقية القاهرة ودستور دولة الوحدة وقيام المجلس اليمنى الأعلى والمشاريع المشتركة والمناهج المشتركة وكلها خطوات متدرجة على طريق الوحدة، ومع الأسف أنه جرى عام 1990 الهروب إلى الوحدة من قبل الطرفين دون الاستفتاء عليها، وهذا أدى إلى أزمة الثقة وحرب 1994 كما أشرنا آنفاً وعملية الإقصاء للآلاف التى تمت بعدها. وهذا تاريخ... لذلك طرحنا الحل منذ عام 2011 بدولة اتحادية من إقليمين لأنه الحل الواقعى والعقلانى والبعيد عن الغلو والمزايدة، أما ما ينسب لى -مؤخراً- هنا وهناك من تصريحات فليس لى علاقة بها.. وأنا مسئول عن موقفى ومواقفى معروفة.* هل وجود التيارات المتطرفة كالقاعدة وداعش فى الجنوب وصل إلى مستوى الأزمة؟- الفكر المتطرف هو سبب الأزمات سواء فى الماضى أو الحاضر وكذلك فى المستقبل.. وهذه التيارات هى مشكلة ليست فى اليمن فحسب وإنما أصبحت خطراً عالمياً يهدد العالم من شرقه إلى غربه، وهذه التنظيمات هى انعكاس لسياسات، فالقاعدة معروف للجميع تاريخ نشأتها وفى اليمن هى صناعة يمنية إقليمية دولية، كانت بدايتها مع الحرب فى أفغانستان، عندما جرى إرسال عدد كبير من اليمنيين وغير اليمنيين إلى هناك، وعقب انتهاء المهمة هناك ارتد هذا السلاح على المنطقة كلها، وانقلب السحر على الساحر، ولكن النظام حينها قبل بصفقة (دولية وعربية) على توطين هذه العناصر فى اليمن كما تردد آنذاك.واليوم، المطلوب هو حل هذه الظاهرة وفق استراتيجية فكرية وتنموية واقتصادية وسياسية، وتجفيف مصادر تمويل هذه الكيانات، ومحاربة الفكر بالفكر، وتأهيل الأعضاء للانخراط فى المجتمع، كل ذلك عبر الحوار.* فى رأيك، متى يمكن الوصول إلى حل سياسى للأزمة فى اليمن؟- نأمل أن تنتهى بأقرب وقت واليوم وليس غداً، لكن مع الأسف فإن الأمر مرتبط بجدية جميع الأطراف المعنية، فعندما التقى جمال عبدالناصر والملك فيصل توصلا إلى حل خلال ساعة، وقتها رحل رئيس وجاء آخر وانتهت الأمور، آمل أن نصل إلى وفاق قبل نهاية العام الحالى، وأرى أن مصر تاريخياً لها دور كبير فى ذلك، فهى لديها علاقات قوية مع الأطراف اليمنية، كما أنها وقفت بجانب ثورة اليمن، وقدمت تضحيات كبيرة فى الشمال والجنوب.مصر ليست بعيدة عنا، وأنا على اتصال بقيادات مصرية، للعمل على إيجاد حل سلمى للأزمة اليمنية، كما كانت لنا لقاءات سابقة مع المرحوم الوزير عمر سليمان، وكنا نتحدث صراحة عن الأوضاع فى اليمن، وعن القاعدة، والحراك الجنوبى، والحوثيين، وهو سافر إلى اليمن أكثر من مرة فى إحداها كان معه أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق السيد عمرو موسى لإيجاد حل للأزمات اليمنية ضمن البيت العربى، لأن ما يجرى فى اليمن يهم مصر وأمنها القومى، فأى مشكلات تؤثر على الملاحة البحرية فى البحر الأحمر تؤثر فى قناة السويس، لهذا فإن أى مشكلات فى اليمن تؤثر على الأمن القومى لمصر، بحكم الموقع الجغرافى لليمن وباب المندب، لهذا نعتقد أنه يجب عليها الاهتمام بالأزمة اليمنية، فاستمرار الحروب يؤثر على الملاحة الدولية، ونرى أن دور مصر مهم جداً فى هذه المرحلة، فقناعتى أن مصر عندما تنهض، فإن الأمة العربية بالكامل تنهض معها، وإذا حدث تراجع فى مصر تتراجع الأمة العربية معها.


مواضيع متعلقة