الشلل النصفى يقطع مسيرة «عبدالحميد» فى النحت: المهم الستر

كتب: محمد غالب

الشلل النصفى يقطع مسيرة «عبدالحميد» فى النحت: المهم الستر

الشلل النصفى يقطع مسيرة «عبدالحميد» فى النحت: المهم الستر

تميز فى صناعة المنحوتات الخشبية، أنتج عبدالحميد الجمل بيديه أعمالاً مختلفة وهو معتكف داخل دكانه بدرب الأتراك بمنطقة الأزهر، صنع أنواعاً عدة من التماثيل، منها الكاتب المصرى، الجمل، الفيل، الغزال وأشكال فرعونية، كلها كانت تُباع فى منطقة خان الخليلى، لكنه لم يتخيل يوماً، أن اليد نفسها التى صنعت هذه الأعمال، سيصيبها الشلل: «أُصبت بشلل نصفى، الإيد اللى كنت باشتغل بيها وقفت، لكن الحمد لله كل واحد بياخد رزقه».

بدأ الرجل السبعينى العمل فى النحت الخشبى، وهو فى عمر السنوات العشر، كان يعمل بيومية تساوى 10 صاغ: «كنت شغال صبى، بس باحاول أتعلم كل حاجة، اشتغلت على إيدى، بالمنشار والإزميل والمبرد والمنجلة، وكمان كنا نشتغل بسن الفيل»، حكايات يرويها «الجمل»، وهو جالس داخل ورشته التى يطلق عليها «المصنع الصغير».

صوره فى مراحل عمره المختلفة معلقة فى كل مكان على الحائط بالورشة، كل صورة لها ذكرى لا ينساها، يشاور بيده إلى واحدة مع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى: «أصل أنا واخد شهادة فى النحت من أيام ما كنت باشتغل فى وكالة الغورى، وكنت متفوق وأشطر من اللى دارسين نحت كمان».

يحزن «الجمل» على مهنته، كما يحزن على حاله: «أنا كبرت والشلل مانعنى عن الشغل، لكن حزنى أكبر على الحرفة، الشباب كسل يشتغل، وكله بقى استيراد من بره، بيستسهلوا ويسترخصوا»، علم ودرب الكثيرين على النحت الخشبى، ويتمنى أن تعود المهنة اليدوية أقوى مما كانت عليه: «ومش عايزين حاجة تانى، غير الستر من عند ربنا».


مواضيع متعلقة