شهود عيان: الضباط كانت حالتهم صعبة والجنود غرقانين فى دمهم

كتب: حسن عثمان

شهود عيان: الضباط كانت حالتهم صعبة والجنود غرقانين فى دمهم

شهود عيان: الضباط كانت حالتهم صعبة والجنود غرقانين فى دمهم

جراج كبير مخصص لسيارات النقل على جانبَى الطريق الدائرى لا تزال عرباته شاهدة على حادث الانفجار الذى وقع فى الساعات الأولى من صباح أمس، حيث تم استهداف إحدى سيارات الأمن المركزى، كانت تقل ضابطين ومجندين بعبوة ناسفة، ما أسفر عن استشهاد ضابط. فى الواحدة صباحاً، كانت سيارة الأمن المركزى مقبلة من اتجاه حلوان على طريق الأوتوستراد فى اتجاهها إلى منطقة صقر قريش، لم يكن أمامها بد من السير فى طريق فرعى يؤدى إلى الطريق الدائرى فى اتجاه التجمع الخامس، ذلك الطريق الذى يقع على يساره مشتل كبير لبيع أشجار الزينة، وعلى يمينه جراج مخصص لعربات النقل، ومجموعة ورش لصيانة سيارات النقل، على بعد 20 متراً تقريباً من المشتل، وأسفل الطريق الدائرى، وقع الانفجار الذى هزّ المنطقة.

يقف محمد رياض، شاب ثلاثينى، وسط سيارات النقل المتراصة أسفل الطريق الدائرى، بجوار مكان وقوع الحادث، ممسكاً بقطعة من «السنفرة» لاستكمال عمله «كفنى سمكرة»، قائلاً: «أنا كنت بشتغل هنا امبارح بالليل، وفى حدود الساعة 12 ونص تقريباً سمعت انفجار ضخم جداً، هزّ المنطقة كلها، لدرجة إن فيه عربيات نقل كتير كانت واقفة زجاجها اتكسر من شدة الصوت، ولقيت المكان كله مليان دخان، جريت وكان معايا صنايعية، وبعد حوالى 10 دقايق الدخانة قلّت خالص، ورجعت تانى علشان أشوف فيه إيه».

{long_qoute_1}

ويتابع «رياض»: «لما وصلت مكان الحادث لقيت العساكر غرقانين فى دمهم، الناس اتجمعت وحاولنا نساعدهم ونزّلناهم من العربية، بس كان فيه 2 ضباط راكبين فى العربية من قدام، كانت حالتهم صعبة قوى، وقّفنا الطريق كله، وركّبنا ضابط فى عربية ووديناه المستشفى، لأن حالته ماكانتش تستحمل إنه يستنى لما الإسعاف توصل». ويضيف: «الشرطة كلها جت واتجمعت، والناس كلها اتلمت علينا، وبعدها بنحو ساعتين أو 3 جت الشركة أخدت عربية الأمن المركزى ومشيت».

تعود قصة الجراج الكبير الذى شهد وقوع خسائر مادية بسبب التفجير، بحسب ما قاله العاملون فى المنطقة، إلى أن أحد المواطنين استأجر من هيئة النقل العام مكاناً كان قبل سنوات يُعد من المناطق المهجورة، ليحيله إلى أكبر جراج لسيارات النقل فى منطقة المعادى والبساتين. أصحاب هذه السيارات يعمل معظمهم فى نقل الرخام من منطقة شق التعبان إلى باقى أنحاء الجمهورية، واتخذوا هذه المنطقة كجراج لقربها من شق التعبان، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من ورش الصيانة الخاصة بهم.

بالقرب من هذا الجراج الضخم توجد منطقة مساكن النصر والحى الكندى، التى يعمل معظم سكانها فى صيانة وإصلاح سيارات النقل، إلى جانب الوظائف الأخرى، وفى الاتجاه الآخر من الطريق الدائرى توجد منطقة صقر قريش التابعة لحى المعادى، أما فى الناحية المقابلة للدائرى فتقع منطقة ترب اليهود. فى الجراج المجاور لموقع الحادث، والموجود أسفل الطريق الدائرى، يجلس على إسماعيل، أحد مستأجرى هذا المكان من هيئة النقل العام، ينظر إلى السيارات التى انكسر زجاجها، ويقول: «فيه 5 عربيات كانت راكنة هنا زجاجها اتكسر من الانفجار، الانفجار كان عالى جداً، وأنا كنت فى صقر قريش بجيب سحور سمعت صوته».

يجلس جمال العسكرى، رجل خمسينى، أسفل شمسية من الخوص، حيث يعمل كحارس خاص للجراج المقابل لمكان وقوع الحادثة، يقول: «مابنخليش أى حد يقف فى المكان ده لأنه ملف وكل الناس بتلف منه وماينفعش حد يقف فيه، المكان اللى وقع فيه الانفجار مكان عادى وماحصلوش أى حاجة، مفيش غير شوية سولار فى الأرض وزجاج عربية مكسور، أكتر من كده مفيش حاجة تانى». ويضيف: «لو دى قنبلة فعلاً كانت مزروعة فى الأرض مش المفروض تعمل حفرة كبيرة فى الأرض، أو على الأقل تكسر جزء من الدائرى من فوق؟! الدائرى سليم ومفيش غير شوية عربيات نقل زجاجها بس اتكسر، غير كده محصلش حاجة».


مواضيع متعلقة