بائعو «البالة»: «الحركة نايمة.. والغلبان مبقاش ييجى»
![أحد الباعة يتحدث لـ«الوطن»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/5257083891497815596.jpg)
أحد الباعة يتحدث لـ«الوطن»
يعتبر أصحاب المحلات فى وكالة البلح أيام العام كله موسماً بالنسبة لهم، لاسيما أن طبيعة الملابس التى يبيعونها مختلفة عن غيرها، والتى عرفت بملابس «البالة»، إلا أن هذا السوق أيضاً لم يسلم من حالة الركود العامة فى سوق الملابس، لتخف الحركة على غير المعتاد فى شوارع وكالة البلح، حتى فى ظل موسم العيد.
سيف محمد، بائع على فرشة ملابس فى «وكالة البلح»، أبدى غضبه من حالة الركود التى يعانى منها سوق البالة منذ فترة كبيرة، ليعبر عن ذلك بقوله: «الأول مكانش بيفرق معانا عيد أو مش عيد، إنما دلوقتى الوضع بقى صعب جداً، والبيع قل كتير عن الأول، واضطرينا ندخل على لبس البالة شغل تانى مصرى شعبى، عشان منه يبقى جديد وفى نفس الوقت رخيص، عشان لما ييجى موسم زى موسم العيد ده نعوض شوية قلة البيع إللى إحنا فيها».
«سيف»: اضطرينا ندخّل على لبس «البالة» شغل «مصرى شعبى».. و«مصطفى»: «الزبون دلوقتى بيشترى وهو مكشر وبقينا نشوف زباين وسط البلد مش الغلابة بس»
«موسم غريب»، هكذا وصفه «سيف» الذى أكد ارتفاع الأسعار التى يشترون بها بضاعتهم بصورة كبيرة: «البالة اللى كان سعرها 3000، جايبها السنة دى بـ12 ألف جنيه، ورغم كده إحنا منقدرش نرفع الأسعار بنفس الزيادة اللى جت علينا عشان الزبون كده هيهرب مننا أكتر، وده بيخلينا نيجى على حساب دخلنا، وبدل ما كنا بنكسب فى الحتة 10 جنيه ولا حاجة بقينا نكسب 2 جنيه، ورغم كده برضه الزباين قلت بنسبة كبيرة، والزبون اللى كان بيجيلى كل 3 أيام بقى ييجى كل شهر»، ليختم حديثه قائلاً: «الوكالة دى طول عمرها معروفة إنها بتاعة الناس الغلابة، بس للأسف حتى هدوم الغلابة أسعارها بقت غالية هيا كمان، والناس الغلابة مبقاش معاها فلوس تشتريها».
ولم تختلف المعاناة من حالة الركود العامة عند الأربعينى «يسرى فؤاد»، صاحب أحد محلات الملابس فى الوكالة، وهو ما يفسره، قائلاً: «حال الناس فى النازل وكل اللى معاه قرشين دلوقتى محافظ عليهم عشان ياكل ويشرب بيهم واللبس مبقاش أولوية عنده، والأسعار تضاعفت فى نفس بضاعة العام الماضى، فبعد أن كان القميص بـ50 جنيه أصبح ثمنه هذا العام 100 جنيه، وارتفع سعر البنطلون من 100 جنيه إلى 250 جنيه»، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع سعر الكيلو فى البالة من 70 إلى 250 جنيه: «مش هعرف أرفع سعر الحتة تانى عشان الزبون ميختفيش أكتر من كده، والمشكلة إنى بدفع فى الشهر 15 ألف جنيه إيجار، وعندى فى المحل 7 عمال مستحرم أمشّى حد منهم، لأن كل واحد فيهم فاتح بيت وعنده عيال، وبندعى ربنا يفرجها من عنده».
الأسعار المرتفعة فى كل مكان غيّرت «زبون» الوكالة، حسبما يشير مصطفى سالم، بائع على فرشة ملابس فى وكالة البلح، الذى عبر عن ذلك قائلاً: «بعد ما كان غالبية الناس اللى بتيجى هنا من الغلابة، بقينا نشوف زبون وسط البلد، وناس من طبقات ميبانش عليها إنهم غلابة، وده لأن مهما الأسعار غليت هتفضل هنا فى الوكالة رخيصة مقارنة بأسعار وسط البلد أو أى مكان تانى، وهنا بـ300 جنيه ممكن الواحد يشترى طقم كامل، ورغم كده برضه البيع قليل وزبون الوكالة المعروف اختفى دلوقتى».
ويتابع «مصطفى»: «الزبون دلوقتى بيشترى وهو مكشر لأنه دايماً بيكون عايز أنضف حاجة وأرخص حاجة، وده صعب يلاقيه فى الأيام دى، عشان كده تلاقى أغلب الناس بتيجى دلوقتى تسأل وتمشى، وشوارع الوكالة بقت فاضية بعد ما كنا مبنعرفش نمشى فيها من كتر الناس، والكلام ده مش من دلوقتى بس، الدنيا بدأت تريح من 2011 بالتدريج، لدرجة إن فيه ناس دلوقتى فى الوكالة قفلت المحلات بتاعتها وباعتها ومشيت، وفيه ناس كانت بتقفل يوم الأحد بقت تفتح عشان تجازى الإيجار ويوميات العمال».