«نجيب جبرائيل»: رمضان يشكل فى وجداننا «حب الوطن»

10:16 م | السبت 17 يونيو 2017

«شهر رمضان بدأ فى حياتى منذ الطفولة فى المرحلة الابتدائية، وكنت أنتظر بشوق وأعد الأيام فى استقبال الشهر؛ لأنه يمثل لنا جواً من الألفة والتعايش والحياة التى يريدها ويحبها المصريون، فى هذا الشهر كنا نقضى الليالى بين الزيارات والأهل، الجمال كان موجوداً فى الحاجات اللى بنقدمها مع بعض، ماشعرتش فى يوم من الأيام إن أنا ديانتى مختلفة أو شىء من هذا القبيل، ولكن ما شعرت به طوال حياتى فى رمضان، هو البهجة والفرحة والروح التى كنا نفتقدها طوال السنة». هكذا تجد الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، متحدثاً لـ«الوطن» عن شهر رمضان فى حياته كمسيحى.

يحفر عميقاً فى الذاكرة ليتحدث عن الرجل الذى علمه اللغة العربية فى صغره: «مدرس العربى كان شيخاً أزهرياً، علمنى اللغة على أصولها، لدرجة أنى بتخانق لو لقيت حد بيغلط فى العربى. بعد هذا دخلت علينا عناصر حاولت إفساد علاقتنا وفرحتنا، ولكن هذه المحاولات تعيد تماسكنا ولُحمتنا، وتعيد إلينا شعور الاشتياق لرمضان الذى كنا نعيشه زمان.. فرمضان بالنسبة لجيلى شكل وجداناً ثقافياً وعاطفياً ومعرفياً مليئاً بالمحبة.. شهر كنا بنحتاجه علشان نجدد الحب والفرح والبهجة.. كنا حريصين على الفانوس، رمضان كوّن فينا وجدان حب الوطن، وعدم الشعور إنى غريب، وعدم شعور التمييز على أساس الدين».

ويعود إلى شرق مصر حيث منشأه فى الإسماعيلية: «نشأت فى الإسماعيلية، ومدن القنال تستقبل رمضان بشكل مختلف.. فقد كنا نوزع البلح الذى نجلبه من الصعيد قبل رمضان على جيراننا من المسلمين.. ولما كبرنا تطور الأمر لمسابقات الكرة والدورات الرمضانية، ولما كبرنا أكتر بقينا نكتب رمضان فى وجداننا، وعن رمضان فى حياتنا، ومنذ عام 1986، عندما استن البابا شنودة موضوع موائد الإفطار الرمضانية كنت من أول المنظمين فى هذه الموائد، وكنا نقضى الوقت ما بين الكاتدرائية ووزارة الأوقاف.. أتمنى أن تعود هذه الأيام، أتمنى أن تعود بهجة رمضان، عندما كنا نرفض النوم إلا بعد سماع صوت المسحراتى».

لا يمكن أن تجد هذه الأجواء الرمضانية إلا فى مصر، جملة يؤكدها «جبرائيل» عندما يتطرق لهذه النقطة: «الروح دى للمصريين بس.. فهم أينما ذهبوا حملوا مصر معهم.. ولا سبيل لتصفية النفوس والعودة لمصر الجميلة إلا بالحب والعمل المشترك.