«أمين كنائس مصر»: مفيش قبطى يقدر ياكل أمام إخوانه الصايمين

كتب: سلمان إسماعيل

«أمين كنائس مصر»: مفيش قبطى يقدر ياكل أمام إخوانه الصايمين

«أمين كنائس مصر»: مفيش قبطى يقدر ياكل أمام إخوانه الصايمين

«طول عمرنا بننظر لشهر رمضان مش بس كمناسبة دينية لكن كمناسبة قومية تجمع المصريين أقباط ومسلمين»، كلمات استهل بها القس رفعت فتحى، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، حديثه لـ«الوطن» حول شهر رمضان وما يمثله للمصريين: «فى هذا الشهر الجميل عدد كبير من الأُسر المسلمة تستضيف المسيحيين، ويحدث العكس، كما يتميز رمضان بإحداث حالة من الحراك الاجتماعى بشكل مختلف.. ونرى فيه جهوداً كبيرة للتقارب بين الناس، إذا سألك أحد عن الوحدة بين المصريين فأخبره مصر مافيهاش مسيحى يقدر ياكل قدام إخوانه الصايمين فى الشارع خلال نهار رمضان».

ويتابع «فتحى» حديثه عن تقدير المصريين لبعضهم البعض: «عندما نزور أحداً من المسلمين فى نهار رمضان ويريدون مضايفتنا بمشروب أو شىء من هذا القبيل نرفض بشدة، وهذا احترام لمناسبة الشهر الذى أعتبره فرصة لجموع المصريين كى يعبر كل منا عن مشاعره تجاه الآخر، وفرصة تجعلنا نتذكر الفقراء والجوعى والمرضى فى هذا الوطن، ويدفعنا للتفكير فى إيجاد السبل لخدمة مجتمعنا».

ويعود إلى أيام الطفولة الهادئة «سنى حالياً فى الخمسينات.. وما زلت على تواصل مع رفاق الطفولة الذين قضيت معهم أجمل الأيام دون أن يسأل أحدنا الآخر عن دينه، لم يكن أمراً فارقاً فى علاقتنا أن يكون هذا مسلماً والآخر مسيحياً.. فعندما كنت أزور صديقى المسلم كانت أمه تأتى لتسلم وترحب بى، وتضع أمامى الطعام والشراب، ونفس الشىء يحدث عندما يبادلنى هو الزيارة». ويوضح أن الأمر لا يقتصر على رمضان وحده: «فى إحدى المرات كنت فى بنها، وفوجئت بـ50 طالباً مسلماً جاءوا إلى الكنيسة ليحضروا معنا مراسم العيد، وإذا أردت أن أتحدث عن الأمر فلن أقول إلا أن هذا هو الوضع الطبيعى للمصريين، يبقى فقط أن نُبرزه ونوضحه للناس.. فوتر الطائفية الذى لعبت عليه القوى الخارجية قطعه المصريون من الأساس».

وبأسى وألم واضحين قال: «لم يشعر أى مصرى أنه غريب عن صديقه وجاره وزميل دراسته إلا منذ فترة قريبة منذ منتصف الثمانينات.. وبدأت الأجيال التى جاءت بعدنا تشعر بالاغتراب عن الآخر فظهرت الحساسيات التى نراها.. وأصوات الكراهية التى انتشرت فى المجتمع وجدت من يستغلها من أعداء هذا الشعب الواحد».


مواضيع متعلقة