إياد نصار: أمنع أولادى من مشاهدة «هذا المساء» و«الكسل» يحمينى من خطر «الهاكرز»

كتب: خالد فرج

إياد نصار: أمنع أولادى من مشاهدة «هذا المساء» و«الكسل» يحمينى من خطر «الهاكرز»

إياد نصار: أمنع أولادى من مشاهدة «هذا المساء» و«الكسل» يحمينى من خطر «الهاكرز»

أرجع النجم الأردنى إياد نصار أسباب موافقته على بطولة مسلسل «هذا المساء» إلى ثقته فى اختيارات المخرج تامر محسن، وإعجابه بالقصة وطبيعة شخصية «أكرم»، الذى وصفه بأنه متفرد عن غيره بحكم مستواه التعليمى والمعيشى.

«إياد» فى حواره مع «الوطن» يتحدث عن تفاصيل مسلسله الجديد، الذى حقق نجاحاً كبيراً منذ انطلاق عرضه، ويكشف سبب اختيار «هذا المساء» اسماً للمسلسل، ويتحدث عن مشاركته كضيف شرف فى أحداث الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة».

{long_qoute_1}

■ ما الذى جذبك للموافقة على بطولة «هذا المساء»؟

- أسباب عدة، أبرزها ثقتى فى إمكانيات واختيارات المخرج تامر محسن، وإدراكى لمساعى الجهة المنتجة «بى لينك» فى تقديم أعمال نوعية ناجحة خلال الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى انجذابى للقصة وطبيعة دور «أكرم»، الذى حمل روح المغامرة عند تجسيدى له، لا سيما أنها شخصية مستفزة للممثل فيما يخص طريقة البحث عن تفاصيلها، لأنها تتسم بانفعالات عريضة، ونرى حالة من الصراع فى أعماقها، ولذلك نجد «أكرم» شخصاً متوازنا ظاهرياً، بينما تصرفاته وقراراته غير متوازنة.

■ ألم تلجأ لطبيب نفسى لرسم ملامح الشخصية بما أنها تتضمن أبعاداً نفسية؟

- لست معتاداً على اللجوء إلى أطباء نفسيين، لامتلاكى الخبرة والثقافة فى هذا الجانب، بحكم قراءاتى واطلاعاتى واتباعى لطريقة معينة فى البحث، تؤهلنى لاختيار المصادر الملائمة فى رسم ملامح أدوارى، ومن ثم وجدت أن ذهابى للطبيب لن يُفيدنى بشىء، بل ربما يصيبنى بالتشوش من مناقشتى معه، خاصة أننى لا أعتاد الاستعانة بشخص متخصص فى نفس تخصص الدور، وإنما أبحث أحياناً عن أدق التفاصيل فى منطقة مختلفة تماماً، وبالعودة إلى شخصية «أكرم»، فجسدتها كمن يسير على الحبل، لأنها تتطلب الظهور بأقل قدر من الانفعالات، للحفاظ على سمات الشخصية بأنها باردة وهادئة بطبيعتها، ومن هنا كانت تكمن الصعوبة فى تجسيد الدور.

■ ألا ترى أن سمات شخصية «أكرم» وطريقة معاملته للمرأة لا تتسق مع صفات الرجل الشرقى؟

- «أكرم» شخص متفرد وفقاً لمستواه التعليمى والمعيشى، وتركيبته النفسية تسعى إلى الكمال والمثالية، ولذلك ينتابه شعور دائماً بوجود شىء ناقص فى حياته، وهذه الحالة أقرب لما يعانى منها معظم العاملين فى مهنة التمثيل، لأنهم يسعون للكمال دائماً، ولذلك نجدهم شخصيات متوترة فى قرارة أنفسهم وهادئين ظاهرياً، وحينما كنت أبحث عن أقرب تركيبة نفسية لـ«أكرم»، وجدت هذه النوعية من الشخصيات تهتم بنفسها لأقصى درجة، ويحرصون على مراعاة مشاعر الغير، ويبدو عليهم التوازن ولكنهم ليسوا كذلك، «وكل اللى بيحاولوا يظهروه للعالم بينعكس عليهم فى وجع وألم حقيقى»، وذلك سيتجلى واضحاً مع اكتشاف «أكرم» لوجود وجع فى عنقه، وهذا الوجع سببه استقباله للعالم بطريقة مثالية، مما يجعله تحت وطأة الضغط المتواصل.

{long_qoute_2}

■ «أكرم» ضحية أم جانٍ فيما يخص طبيعة علاقته بزوجته «نايلة» فى رأيك؟

- كلاهما، لأن قرارات الإنسان تؤثر بدورها على حياته، فأحياناً يتخذ قراراً إزاء مشكلة ما معتقداً أنه الأصح، ولكن تبعاته ربما تغير مسار حياته أو تدمرها، لأننا كأفراد عبارة عن مجموعة قرارات، و«أكرم» اتخذ قراراً فى حياته كحال أى إنسان، واعتقد أنه وجد سعادته باتخاذه له، وذلك على غرار قرار «نايلة» بالابتعاد عنه لفترة لشعورها بأنها ستجد سعادتها فى قرارها، ولكنها سرعان ما اكتشفت خطأ اعتقادها، كما أن قرار «أكرم» بالزواج من «عبلة» التى تلعب دورها حنان مطاوع كان نتيجة لقرار زوجته سالف الذكر.

■ ألا تجد أن إعجاب «أكرم» بـ«عبلة» فى بداية الأحداث كان غريباً، خاصة أن علاقته بزوجته قائمة على مشاعر الحب؟

- هو كان مسحوراً بعالم «عبلة» الذى تنتمى إليه، وشعر بالرغبة فى استكشافه بما أنه لا يعلم شيئاً عنه، وهو شخص يسعى للكمال مثلما أشرت، ومن هنا أحس أن عالمه المخملى لن يكتمل سوى بهذا العالم البسيط، فأراد جمع العالمين بداخله، وذلك يتجلى واضحاً فى اتخاذه لقرارات مصيرية داخل مقر عمله بالشركة، ووجوده بعدها فى ملعب لكرة القدم بإحدى المناطق الشعبية، وإذا نظرنا إلى عمق الموضوع، سنجد أنها أشبه بفكرة الوطن، الذى يمزج العديد من الطبقات فى مجتمع واحد.

■ معنى كلامك أن مسلسلك الجديد يرمز لفكرة الوطن فى طيات أحداثه؟

- أرفض أن يفرض العمل الفنى قراءته على المشاهد، لأن هذه القراءة ربما تُسطح من مضمونه، خاصة أن العلاقات الإنسانية التى يتضمنها المسلسل أهم بكثير من تغليفه بعمق معين، ولكنى أقول إن الفكرة نفسها أشبه بالوطن، ولكنها ليست المراد من الحكاية، وبغض النظر عن طريقة تفسير المتلقى للمضمون بأنه عبارة عن علاقات إنسانية تجمع «أكرم» بـ«نايلة» أو «أكرم» بـ«عبلة» أو أنه فسرها من منطلق الرمز لفكرة الوطن، فإن كل هذه القراءات لا تخرج عن إطار الرؤية العامة للمسلسل.

■ هل أردتم من المشهد الذى جمعك برجل أجنبى يعانى من خيانة حبيبته فى الحلقة الخامسة إبراز أن المشكلات العاطفية ليست مقتصرة على العرب فقط؟

- نعم، فالعلاقات الإنسانية تشبه بعضها البعض، وشعور الإنسان بالظلم أو خيبة الأمل جراء علاقة عاطفية إحساس بشرى يراود كل الناس بغض النظر عن موطنهم.

■ ألا ترى تشابهاً بين مسلسلك الذى يغوص فى أعماق المشاعر الإنسانية والمسلسلات التركية الدائرة فى هذا الإطار أيضاً؟

- لن أتجنى على المسلسلات التركية، ولكن الحقيقة أنها لا تحمل عمق «هذا المساء»، وذلك بحكم مشاهدتى للعديد من المسلسلات التركية، التى لم تخرج عن إطار فكرة العلاقة البارزة على الشاشة، فلم أشعر ذات مرة بمادة إنسانية حقيقية، كما أن البنية الدرامية لمشاهدهم ضعيفة وهشة، ولذلك أشعر وكأنك تسبنى حينما تُشبه «هذا المساء» بالمسلسلات التركية، لأن مسلسلى يحمل كثيراً من العمق فى طيات أحداثه.

■ وما المغزى من اختياركم لـ«هذا المساء» اسماً للمسلسل؟

- «هذا المساء» جملة اختفت من قاموسنا، وأصبحت عبارة تاريخية موجودة فى الأرشيف والمتحف، لأنه لم يعد هناك هذا المساء الذى يجمع الناس على شىء واحد، سواء بمشاهدة برنامج أو فيلم أو مسلسل، وذلك بحكم أن كل إنسان أصبح لديه نافذته الخاصة، سواء فى ذهنه أو هاتفه أو فى عالمه السرى، ومن هنا حاولنا فى مسلسلنا أن نكون «هذا المساء» الذى يُجمع الناس.

■ ما ردك على الآراء التى وصفت مسلسلك الجديد بالجرىء، وتحديداً فى المشاهد التى جمعتك بأروى جودة فى الحلقات الأولى؟

- «هذا المساء» مسلسل حقيقى أكثر منه جريئاً، وإذا كنت تقصد المفهوم الإيجابى للجرأة فهو جرىء إذن، ولكن الجرأة أحياناً تقترن بأعمال لا تقدم سوى السذاجة والفجاجة، أما عن مشاهدى مع أروى فكانت حقيقية، وقدمناها بغرض توصيف العلاقة بينهما دون فجاجة.

{long_qoute_3}

■ لماذا تعرضتم لقضية «الهاكرز» ومواقع التواصل الاجتماعى ضمن أحداث «هذا المساء»؟

- حياتنا الحالية أصبحت مرهونة بالتكنولوجيا، والعلاقات الإنسانية باتت مبنية على «إنك تعرف إيه عن فلان؟»، فتحولت العلاقات إلى معلومات متدفقة، بمعنى أنك مطالب بمعرفة معلومات عن أى شخص حتى تثق فيه أو تحبه أو تكرهه، فلم نعد نعتمد على فكرة فهمنا لبعضنا البعض، وهنا أسألك: «تحب لما ترتبط بإنسانة إنك تعرف كل حاجة عنها ولا تبقى فاهمها؟» فالحكم على البشر حالياً مرهون برسائله على هاتفه أو تطبيق «واتس آب».. إلخ، ولذلك قضية «الهاكرز» لها علاقة وطيدة بتركيبة المشاعر والعلاقات، وتناولنا لها لم يكن مقحماً على الأحداث، بل جاء فى بنية الموضوع.

■ هل تضررت من خطر «الهاكرز» فى حياتك العادية؟

- أنا شخص كسول، وكسلى يمنعنى من فتح رسالة أو الرد عليها، فهو يحمينى إذن من خطر «الهاكرز»، ولكنى أتعرض لانتحال شخصيتى عبر مواقع التواصل الاجتماعى»، ولكن هناك أناساً يتصرفون بالنيابة عنى فى هذه المسألة.

■ هل انزعجت من تصنيف مسلسلك الجديد تحت لافتة «+18»؟

- على الإطلاق، لأنى أؤيد فكرة التصنيف العمرى المتبعة عالمياً، علماً بأن تحديد الفئة العمرية لـ«هذا المساء» كان قرار جهة العرض، وعن نفسى أمنع أبنائى الثلاثة من مشاهدة مسلسلى، لأن أعمارهم لم تتجاوز سن الـ18 عاماً، وقرارى هنا نابع من مسئوليتى كأب، وبغض النظر عن معرفتى لتفاصيل المسلسل من عدمه، كما أمنعهم من مشاهدة المسلسلات المدرجة تحت هذا التصنيف نفسه، لأن مشاهدتهم لتلك الأعمال ستؤثر على طريقة تفكيرهم، لأنهم لن يستوعبوا أحداثها، وذلك على عكس المتلقى الذى تجاوز سن الثمانية عشر عاماً، فسيكون أكثر استيعاباً ولن يتأثر تفكيره إزاء ما يشاهده.

■ كيف استقبلت حذف جهة العرض مشهداً للفنان أحمد داود بسبب تضمنه شتائم؟

- ليس لدىّ فكرة عن هذه المسألة، ولكنى لا أحب فكرة الشتائم بطبعى، وحينما كنت فى أمريكا شاهدت قنوات تضع «بيب» على أى لفظ خارج، وهذا حق أصيل للقناة فى حرصها على نوعية مشاهديها، ولكنى لا أفهم مثلاً مسألة حذف مشاهد دون مبرر، ولا أستوعب فكرة حذف التتر، الذى يحمل أسماء أشخاص بذلوا مجهودات مضنية، سواء أمام الكاميرا أو خلفها، فمن الممكن أن نتفق أو نختلف على حذف مشاهد، ولكن أن نلغى مجهود أناس تعبوا جسدياً وذهنياً لخروج أعمالهم للنور فهذا أمر غريب.

■ ما حقيقة خبر اعتذار الفنان آسر ياسين عن عدم بطولة «هذا المساء» قبل تعاقدك عليه؟

- غير صحيح، ورغم أن هذا الخبر لم يذكر على لسان آسر، ولكنى كنت متأكداً من عدم تصريحه بمثل هذا الكلام، لأنه ممثل محترم وتربطنى به علاقة صداقة، علماً بأننى ليس لدىّ مشكلة من فكرة اعتذار فنان عن مشروع وتعاقدى عليه من بعده، ولكن «هذا المساء» كان مشروعى منذ لحظة الصفر، وحدثنى المخرج تامر محسن بشأنه، وكانت تركيبة الشخصيات حينها مختلفة، والمسلسل كان يسير فى اتجاه مغاير تماماً، ولم يكن السيناريو مكتوباً بعد، ولكنى أعجبت بالقصة التى سردها على مسامعى، أى إن الموضوع آنذاك لم يكن محدد الشكل حتى يتم الاتفاق مع ممثل ويعتذر بعدها.

■ كيف تُقيم ظهورك كضيف شرف فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»؟

- ظهرت فى مشهد واحد فقط، حينما كانت «زينب الغزالى» تسترجع تفاصيل لقائها بـ«حسن البنا»، حدثنى الأستاذ وحيد حامد بشأن هذا المشهد، وأبديت موافقتى لأن الجماعة مشروعى، وصورت المشهد على يومين لأنه كان طويلاً.


مواضيع متعلقة