فتحية العسال.. "المعتقلة" للدفاع عن المرأة

كتب: رحاب عبدالراضي

فتحية العسال.. "المعتقلة" للدفاع عن المرأة

فتحية العسال.. "المعتقلة" للدفاع عن المرأة

"ذات عصر جلسنا معا نتناول الشاي أنا وابنتي صفاء، وكان الحديث عن قفص الحريم الذي عشته وإحساسي بالمهانة لما حدث في طفولتي والمراهقة بفعل التخلف الذي كان سائدا في فترة الطفولة والمراهقة والمحفور فى عمق الروح بكل تفاصيله، وبعد الانتهاء من الحكي والبوح ألحت على في إصرار أن أكتب سيرتي الذاتية أو اعترافاتي"، من هنا انطلق كتابها "حضن العمر" الذي جسد السيرة الذاتية للكاتبة فتحية العسال، والتي يوافق ذكرى وفاتها اليوم 15 يونيو 2014.

ولدت فتحية، عام 1935، وعايشت عدة تجارب مؤلمة في طفولتها تركت آثارها في شخصيتها وكتاباتها بداية من تجربة الختان وهي لا تزال في العاشرة من عمرها، لا تدرك ما يحدث لها.

أخرجها والديها من التعليم، بحسب تصريحاتها على قناة "أون تي في" من أجل تزويجها وهي في سن صغيرة، ولكن هذا لم يثنيها عن التعلم والقراءة والإطلاع.

بدأت فتحية فصلا جديدا من حياتها بعد زواجها من الكاتب عبد الله الطوخي، حيث قامت بالإشراف على تكوين فصول محو أمية لتعليم السيدات، وإقناعهن للالتحاق بها حتى كونت 14 فصلا، وافتتحت أول فصل في حي السيدة زينب عام 1956.

بدأت الكتابة الأدبية في عام 1957 واهتمت بالقضايا الإجتماعية وقضايا المرأة بشكل خاص تم اعتقالها ثلاث مرات بسبب كتاباتها عن قضايا المرأة.

قامت بكتابة 57 مسلسلاً منهم مسلسل "رمانة الميزان" وسيناريو مسلسل "شمس منتصف الليل"، و"بدر البدور"، و"هى والمستحيل"، و"لحظة اختيار"، ولحظة صدق الحاصل على جائزة أفضل مسلسل مصري لعام 1975.

كما كتبت عدة مسرحيات منها "المرجيحة" و"البسبور" و"نساء بلا أقنعة" و"سجن النسا" و"ليلة الحنة".

أصبحت عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب ورئيس جمعية الكاتبات المصريات وأمين عام اتحاد النساء التقدمي، وعضوة بحزب التجمع، كما حصلت على جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004.

شاركت فتحية العسال في العمل الوطني والنضالي منذ شبابها حيث عاصرت فترة الاستعمار الإنجليزي لمصر، وانضمت لأحزاب سرية وعبرت عن رفضها لمعاهدة "كامب ديفيد" التي وقعت عام 1979 وهو ما تسبب في تعرضها للاعتقال ثلاث مرات.

واستغلت فترة السجن في ادخار "كنز من القصص" نشرته في مسرحية "سجن النسا"، التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني عام 2014، وصدر قرار بالإفراج عنها في ديسمبر عام 1981.

وتقول في مذكراتها "حضن العمر": "صحيح مكنتش بقوم بالتدريس لكن بعد اليوم الدراسي كنت بقعد واتكلم مع الستات في كل حاجة وأربطها بأسبابها الحقيقية وهى الفكر المتخلف والتقاليد البالية وأن الست لازم تدافع عن حقوقها".

وتوفيت فتحية العسال، في يونيو 2014، بعد صراع مع الفشل الكلوي في مستشفى المعادي العسكري عن عمر ناهز 81 عاما.

 


مواضيع متعلقة