عندما يظهر «مرسى» فى منام أم ضابط جيش تبقى البشارة «ابنك هيخرج يا أم محمد»

عندما يظهر «مرسى» فى منام أم ضابط جيش تبقى البشارة «ابنك هيخرج يا أم محمد»
جالسة على تلك الأريكة الإسفنجية، تحيطها صور ابنها «محمد وديع» -ضابط الجيش- تتواصل مع هذه الصور.. تخاطبها وتطرح الأسئلة: «يا ترى انت عامل إيه دلوقتى يا ابنى؟».. تذرف دمعتين وتتذكر عندما بلغ ابنها السادسة من عمره، كان وقتها يرتدى بدلة الضباط الطفولية ويذهب مع والده -الذى كان عميداً فى القوات المسلحة- متجهين إلى المعسكر.. ليراقب «وديع» الصغير التدريبات العسكرية وكيفية فك وتركيب أجزاء السلاح.. وما هى إلا سنوات حتى التحق بالكلية الحربية وصار ملازماً وبعدها دخل السجن.
«المهزلة».. عنوان القصيدة التى ألفها «وديع» والتى تسببت فى دخوله السجن، وكان ذلك عام 2010.. لم يكن يعلم أثناء كتابتها أنها ستكون سببا فى ضياع مستقبله وسجنه ظلما بحجة أنه يهاجم بها المشير حسين طنطاوى، اندلعت الثورة ومعها انتشرت القصيدة على الهواتف وتغنى بها الثوار فى ميدان التحرير: «الجبن ليه اتملك الفرسان.. وازاى يا فارس ترضى تبقى جبان.. أسمى رسالة فى الوجود ضاعت.. وسرقة علنى والنفوس باعت.. عُملا وخونة كلاب وسادة أسود.. طب خلوا بالكو الأسود جاعت.. ورا كلام القرد بغبغانات.. وجيوب دهب مليانة بالجنيهات.. طب ليه نعيش ضايعين كده وتايهين.. وليه نضيع وكبارنا مليونيرات.. لكن أكيد راح أفوق من الأوهام.. وأنا لو هموت غيرى يكون ملايين.. عمر التاريخ يا قرد ما هينساك».
داخل مدرسة عباس العقاد كان «وديع» وشقيقته يصقلان موهبتهما فى الشعر والتقديم والإذاعة المدرسية.. تلك الموهبة التى تسببت فى حبسه.. وبعد تقدم «والده» بالتماس للعفو عن الابن، قرر الفريق سامى عنان العفو عن نجله، وتضيف الأم الثكلى: «خرج ليزور زملاءه الضباط الموجودين أمام ماسبيرو والسفارة الأمريكية، وتزامن ذلك مع نزول زملائه المعروفين بضباط 8 أبريل ليقرر التضامن سلميا معهم حتى ينال شرف المشاركة فى ثورة يناير، نزل بزيه العسكرى من أجل المطالبة بمحاكمة مبارك وأعوانه وقتلة الثوار فيما عرف بـ(جمعة التطهير).. ليكون السجن الحربى بالإسكندرية مكانه فى النهاية وحيدا بعيدا عن أهله.
بعد أن قضى 13 شهرا من مدة العقوبة، فوجئ والد الضابط «وديع» بمحاكمة نجله فى محبسه بتهمة جديدة فى قضيتين، وقررت المحكمة العسكرية -التى تستقى قراراتها من القيادات العسكرية- وفقاً لوالدته، حبسه لمدة عام ونصف العام ليقبع وحيداً فى الزنزانة الانفرادية بسجن القاعدة البحرية برأس التين.. تقول والدته: «حكم القضاء العسكرى ظالم.. أنا لا ابنى سرق ولا نهب.. كل اللى عمله إنه عبر عن رأيه».
خلال ساعات معدودة.. تنتهى المرحلة الانتقالية التى بها سينتقل الحكم إلى الرئيس المدنى المنتخب الدكتور محمد مرسى.. تطمئن أسر ضباط الجيش لعودة أزواجهم إلى ثكناتهم.. وتظل والدة «وديع» تتألم: «المرحلة الانتقالية بالنسبة لينا هتخلص لما ابنى يخرج من السجن».. تظل متذكرة الحلم الذى راودها خلال نومها قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية: «محمد مرسى جالى فى المنام لابس جلابية بيضا ونضارة شمس.. قالى أنا نازل عاوزة حاجة؟ رديت عليه: عندى مظالم كتير يا دكتور.. فقال لى: ما تقلقيش.. أنا جاى مخصوص عشان أطمن قلبك.. ما تقلقيش».