من يرفع السلاح فى وجه القوات المسلحة المصرية.. هو عدو.. لو كان غير مصرى، وهو خائن لو كان يحمل الجنسية المصرية.. متهور ومراهق سياسيا من يرفع شعار (يسقط حكم العسكر) فى فترة مثل التى نعيشها.. والتى لا يحكم فيها (العسكر).. بل يستجيبون للإرادة الشعبية الحرة.. من أجل تصحيح مسار الثورة المصرية من جهة.. ومن أجل إنقاذ مصر من حكم التنظيم الدولى لجماعة الإخوان من جهة أخرى.
(أعتقد) أن الحرب التى تقودها عناصر الإخوان ضد مصر فى الوقت الحالى بمحاولة نشر الفوضى والقتل فى ربوع مصر.. والغطاء السياسى الذى تحاول أمريكا أن تعطيه لهذا الإجرام.. له هدف واحد.. هو الإفراج عن رموز الإخوان.. الذين تساقطوا فى أيدى قوات الأمن.. حيث إن التحقيقات مع هؤلاء ستكشف حجم تورطهم فى مؤامرات ارتكبت فى حق هذا الوطن.. شارك فيها تنظيم الإخوان المحلى والدولى.. وشارك فيها أيضاً مسئولون أمريكيون كبار.. التحقيق مع الإخوان سيفضح خطط الأمريكان.. ولهذا تستميت الإدارة الأمريكية فى تصوير ما يحدث فى مصر على أنه انقلاب عسكرى.. ثورة الشعب المصرى المعجزة فى 30 يونيو وما بعدها أضاءت النور فجأة فى الغرفة المظلمة التى كانت تشهد الصفقات بين الإخوان والأمريكان.. وهذا هو ما يسبب رعبا للطرفين (أتمنى أن يكون اعتقادى خاطئا)!!
أستغرب جداً تلك السيمفونية التى تعزفها القوى السياسية والإعلام.. حول: ضرورة عدم إقصاء «الإخوان» عن المشهد السياسى.. أنا أوافق على هذا القانون إذا حذفنا كلمة «الإخوان» ووضعنا بدلا منها كلمة «أى مواطن مصرى»..
ولكن.. على كل من يدعونا إلى عدم إقصاء «الإخوان» أن يضع لنا تعريفا واضحا لكلمة «الإخوان».. فما أفهمه شخصيا حتى الآن -ولم يصلنى ما يثبت عكس ذلك- أن «الإخوان» جزء من تنظيم دولى يسمى «الإخوان المسلمون».. ولا أحد يعرف ما هو تكوين التنظيم؟! ومن هم أعضاؤه؟! ومن هم قياداته؟! وكيف يتم تمويلهم؟! وما هى أجندتهم؟!
أفيقوا يرحمكم الله.. ولا تسبغوا أى شرعية على تنظيم لا تستطيعون تعريفه بشكل كامل.. أسقطه الشعب المصرى بشكل غير مسبوق.
السلفيون.. وحزب النور.. يبيعون نفس بضاعة الإخوان.. وقاموا على نفس الأساس.. «جماعة دعوية».. لها «ذراع سياسية».. وهى صيغة مرفوضة.. وغير مقبولة.. لا اليوم.. ولا غداً.. ولا مستقبلا.. أنا شخصيا لا أفهم وجود «جماعات تعمل بالدعوة الإسلامية فى بلد الأزهر»!!
وما فائدة الأزهر؟! هذه المنارة التى صدّرت العلم بالإسلام إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام كما قال الشيخ الشعراوى..
وما فائدة الأزهر بكل تاريخه العلمى العظيم ودعوته العالمية.. إذا كان كل من هب ودب يطلق لحية ويرتدى جلبابا وينشئ جماعة للدعوة.. ممولة من الخارج.. وذلك بهدف نشر «فكرته عن الإسلام»؟!
ثم نأتى إلى المأساة الأكبر.. وهو ما حدث بعد ثورة يناير.. حيث أصبحت عندنا أحزاب على أساس دينى.. هى الذراع «السياسية» لهذه الجماعات التى لا نعرف شيئا عن بقية أذرعها!!