رئيس جامعة المنيا يروي "ذكريات رمضان زمان": وحشتني

كتب: أسماء زايد

رئيس جامعة المنيا يروي "ذكريات رمضان زمان": وحشتني

رئيس جامعة المنيا يروي "ذكريات رمضان زمان": وحشتني

"تقريبا تعودت على الصيام من سن 4 سنوات، كنت بصوم منذ آذان الفجر وحتى الظهر أو العصر، بدأت أصوم اليوم كاملا، مع التحاقي بالصف الأول الابتدائي، ووالدي ووالدتي زرعوا داخلي أنا وأخوتي حب الصيام، فوالدي كان يراقبنا جيدا ويحثنا على أداء الصلوات في أوقاتها وكذلك الصيام، كما أن والدتي كانت تؤكدا لنا منذ صغرنا أن الصيام والصلاة وعدم الكذب والأمانة كلها من صفات الدين الإسلامي التي ترتبط ببعضها"، هكذا قال جمال أبوالمجد، رئيس جامعة المنيا، وعضو المجلس الأعلى للجامعات لـ"الوطن".

"جو رمضان كان مختلف في السابق وكان أجمل بكثير من الوقت الحالي، فكثرة المسلسلات في الوقت الحالي، وانشغال الناس بمواقع التواصل الاجتماعي، أبعدتنا عن روحانيات رمضان، ففي السابق، لم تكن المسلسلات الرمضانية بهذا الكم، وكانت ذات مغزى وهدف، وكنا ننظر رمضان بمنتهى الفرح، فرحة رمضان بالنسبة لي كان (وحوى يا وحوي)، وفانوس رمضان، وأغاني رمضان الجميلة، وتواشيح النقشبندي، وقرآن الشيخ محمد رفعت، ولمة أخواتي وأهلي على الفطار كانت أحلى فرحة في رمضان".

وتابع "معظم أصدقائي من الابتدائي وحتى الجامعة مسيحين، وجيرانا المسيحين كانوا بيعزمونا على الأفطار، وكانوا بيروحوا معانا الفرن يشيل الصاج عشان نخبز كعك العيد والبسكويت، وجارنا المسيحي كان بيعلق معنا زينة رمضان، العمارة كلها كانت محبة وأخوة، كانوا بيفرحوا برمضان والعيد أكثر مننا".

"أنا عايش على ذكريات وروحانيات رمضان زمان، فوالدي كان يعلمنا ضرورة الاستعداد للعبادة في رمضان قبل الاستعداد ماديا لشراء الياميش، ووالدي رحمة الله كان يأخذنا معه للأداء صلاة التراويح والتهجد والفجر، وحاليا أزرع ذلك في أولادي إلا أن المؤثرات الآخرى ورتم التكنولوجيا مثل الفيس بوك وتويتر، وغيرها قتلت الوقت الأسرى الجميل، وعمرنا مافطرنا فى رمضان لوحدنا، كل الشهر كنا بنفطر مع الأهل والجيران والعائلة، واقاربنا من السيدات كان يأتين لمساعدة والدتى لإعداد "عزومة الفطار"، ووالداتي كانت حريصة على إخراج طبق شامل من الذي أعدته للإفطار للمحتاجين، وكذلك طبق الجيران "اللي كان رايح جاى"، وتوزيع التمر في الجامع والمشروبات في الشوارع، واللعب مع أصحابي، مضيفا "ذكريات رمضان زمان وحشتني".

كما يقول "عودت أولادي أن رمضان شهر مختلف، (فضيل بمعنى الكلمة)، والصيام فرض ورغم ظروف الامتحانات ممنوع الإفطار، وأنا باشتغل قدامهم من السابعة صباحا وحتى قبل آذان المغرب، والتخمة مابتجيش غير بعد الفطار، ونفسي عادات رمضان القديمة ترجع ولو جزء بسيط منها ونحافظ على المبادئ التي نشأنا عليها وغرست داخلنا، حب الخير حب اللمة والغير، احترام من هم أكبر سنا".

ويعدو مرة أخرى لطفولت قائلا: "كنت بأرجع من المدرسة وأنا صايم وكنت بذاكر وانتظر وقت الآذان بفارغ الصبر، وعدى علينا كذا رمضان في عز الحر وكنت بامتحن أنا وزملائي، ومع ذلك صمنا أحلى أكلة كنت بحبها من أيدي والدتى رحمها الله في رمضان كانت طاجن اللحمة في الفرن ومحشي ورق العنب، والكنافة والقطايف، وحاليا زوجتي تعدها لي بعد وفاة والدتي".

 


مواضيع متعلقة