«أم جمال» سائقة ميكروباص فى أولى ثانوى: اللى يخاف مايشتغلش

كتب: محمد غالب

«أم جمال» سائقة ميكروباص فى أولى ثانوى: اللى يخاف مايشتغلش

«أم جمال» سائقة ميكروباص فى أولى ثانوى: اللى يخاف مايشتغلش

تقف فى منتصف الشارع، تبدو قوية وهى تنادى على الركاب بصوت مرتفع: «طالبية، هرم»، وعندما يبدأ المواطنون فى ركوب سيارتها، تجلس على مقعد القيادة وتتأهب للانطلاق. كريمة أبوضيف، الشهيرة بأم جمال، هى سائقة ميكروباص فى شارع الهرم، تواجه سخرية ومضايقات السائقين والمارة، وتتلقى نظرات حادة لا تفهمها، ولكن فى النهاية تستمر رحلة الطريق المليئة بالمطبات، كما تستمر الحياة القاسية معها. خرجت «كريمة» من المدرسة، وهى فى الصف الثالث الابتدائى، لكى تساعد والدتها ووالدها المريض، عملت فى مصنع ملابس، شركة صلصة، شركة عدسات طبية، بائعة خضار، وأخيراً سائقة لمساعدة زوجها المريض فى الإنفاق على أولادهما الثلاثة: «جوزى مش بيقدر ينزل كتير، تعبان وماشى بالبخاخة»، أما يوما الجمعة والسبت فلا ترى فيهما راحة أيضاً، حيث تعمل ممرضة وتعتنى بحالة مسنة فى شارع الخليفة المأمون: «أصل أنا كمان خبرة فى التمريض من 15 سنة».

دائماً كان حلمها هو أن تكمل تعليمها، لكى تساعد أولادها فى المذاكرة: «صممت وخدت محو الأمية، ودلوقتى فى سنة أولى ثانوى زراعة، وبعد الشغل باروح أذاكر للولاد». طوال طريقها تكون مهمومة بكل تلك الحكايات: «محدش بيحس بحد، اللى يرمى عليا ويرخم، واللى يقفلى المرايا، وسواق ميكروباص يزعق وأنا مريضة سكر وضغط».

فى البداية، كانت تخاف من قانون الأسفلت، لكن وجدت أن البقاء للأقوى: «كنت بترعب، لكن دلوقتى بقيت زى الرجالة بزعق وببقى صعبة جداً فى الحق».

لا يهون عليها الصعاب إلا بعض الدعوات التى تسمعها: «الله يباركلك ويقويكى»، أما أحلامها فبسيطة: «نفسى أسدد أقساط العربية، عليا سنتين وفى الشهر 1650 جنيه، وأرخّصها أجرة عشان مش عارفة، ونفسى أحج».


مواضيع متعلقة