سائقة «باص المدرسة»: «محدش بياكلها بالساهل»

كتب: محمد غالب

سائقة «باص المدرسة»: «محدش بياكلها بالساهل»

سائقة «باص المدرسة»: «محدش بياكلها بالساهل»

تجلس خلف مقود سيارتها الميكروباص، لا تهاب الطريق، ولا تبالى بنظرات التعجب من قِبَل المارة والسائقين حولها، تستيقظ سعاد أم مريم، يومياً فى السادسة صباحاً، لتبدأ عملها فى دورة المدارس، لتوصيل الطلبة من منازلهم إلى مدارسهم، منذ 15 عاماً وهى تعمل فى هذه المهنة التى بدأتها بتوصيل أولادها يومياً بسيارتها القديمة، ومع مرور الوقت قرّرت بيع سيارتها وشراء ميكروباص، لتوصيل أولادها ومعهم أطفال آخرون من المدرسة فى رحلتى الذهاب والعودة.

{long_qoute_1}

تتذكر أول يوم على الطريق، لم تكن خائفة، تُردّد دائماً: «الست تنفع تبقى زى الراجل، وممكن تبقى بـ100 راجل، إحنا عندنا قدرة تحمّل أكتر من الراجل بكتير، دى الشغلانة دى رجالة بشنبات ماقدرتش تكمل فيها، زحمة وخسارة، ودوشة، وطرق صعبة». فى دورة المدارس صباحاً ومساءً، تتحمّل مسئولية الأطفال، ومسئولية الميكروباص، كما تتحمّل نظرات المارة وكلامهم: «فى الشوارع زى ما فيه ناس كويسين، فيه ناس وحشة، فيه اللى يكسر عليا، وفيه اللى يتريق، واللى يقول كلمة مالهاش لزوم، لكن أنا مابيهمنيش، ولا باخاف، الدنيا علمتنى الصبر والتحمل».

زوجها أيضاً يعمل سائق ميكروباص، علّمها القيادة وشجّعها، اكتسبت منه الجرأة على الطريق، وأخذ الحق، والرد على كل من يضايقها: «فى الأول زوجى علمنى، وبعد كده بقيت أتعامل لوحدى على الطريق، باقابل ناس وحشة، بس باعرف أرد عليها بالأدب، وباقابل ناس تشجعنى، ولو بنظرة إعجاب، اتعلمت الصبر، واتعلمت إنى لازم آخد حقى وإلا هاضيع فى الدنيا».

تتمنى «سعاد» أن يترك الرجال المرأة المصرية فى حالها، تعمل ما تريد، وهى أدرى بمصلحتها وشأنها، تتمنى أن تتغير النظرة إلى المرأة العاملة التى تشقى من أجل الإنفاق على أولادها: «أنا بقالى سنين وسنين باسوق ميكروباص، ووديت أجيال المدارس، وكبرت عيال، بيفتكرونى لحد دلوقتى، أنا شقيت فى الشوارع، لحد ما وصلت بنتى لكلية حقوق، وعندى طفل فى أولى ثانوى، والصغير فى الصف السادس الابتدائى».

تعانى «أم مريم» كثيراً فى عملها، تعب وإرهاق ومضايقات، لكنها تتحمّل من أجل أولادها ومساعدة زوجها فى نفقات الحياة: «الحمد لله الدنيا ماشية، الحياة غالية، ومش هينفع غير إننا نتحمل لحد ما ربنا يفرجها».


مواضيع متعلقة