خبير سعودي لـ"الوطن": المملكة لا تنتهج الإرهاب وإيران تحتضن عناصر داعش

خبير سعودي لـ"الوطن": المملكة لا تنتهج الإرهاب وإيران تحتضن عناصر داعش
اتهم نائب قائد الحرس الثوري الإيراني المملكة العربية السعودية بالوقوف وراء هجومي طهران اليوم، متوعدا بالانتقام من تنظيم "داعش" وحلفائه، بعدما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجومين في طهران أمس، قتل فيهما ما لا يقل عن 12 شخصا.
وقال الدكتور أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالشرق الأوسط في جدة، إن الاتهامات الإيرانية للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لا أساس لها من الصحة، حيث إن إيران تدعم الإرهاب وتنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضاف عشقي، الذي كان يتولى منصب المستشار الخاص للأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي، في تصريحات لـ"الوطن"، أن إيران سلطت أذرعها في العراق لضرب تنظيم "داعش"، ما جعل السحر ينقلب على الساحر وينفذ التنظيم هذه العملية التي تمت في عقر دار طهران، وهذا ما صرح به التنظيم الإرهابي.
وأوضح عشقي أن إيران جعلت من أراضيها ملاذا آمنا لقيادات التنظيمات الإرهابية، على رأسها "داعش"، وما تتهم به السعودية والولايات المتحدة غير صحيح، لا سيما وأن المملكة لا تنتهج الإرهاب أو العنف في المنطقة مثلما تقوم إيران، أما أمريكا فتدخلاتها في الدول تكون عبر الحروب وليس العمليات الإرهابية.
وبسؤاله عن توقعاته لسير الحرب الإعلامية التي تشنها طهران على العالم العربي بوجه عام ودول الخليج على وجه الخصوص، أجاب عشقي: "الحرب الإعلامية على دول الخليج والعالم العربي موجودة بالفعل على القنوات الإيرانية المفتوحة وهذه القنوات يعمل بها عملاء لإيران تدعمهم بالمال"، متعجبا من وقوف دول عربية مع إيران ضد العرب.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن البريجادير جنرال حسين سلامي، قوله "يجب ألا يشك أحد في أننا سوف ننتقم لهجمات اليوم في طهران من الإرهابيين والتابعين لهم وداعميهم".
وقال الحرس الثوري أيضا، في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية، إنه "أثبت في الماضي أنه ينتقم لكل الدماء البريئة فى إيران"، حد قوله.
كان تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن الهجومين المسلحين اللذين وقعا بالعاصمة طهران في أوقات متقاربة، وهي الهجمات الأولى للتنظيم داخل الأراضي الإيرانية، والتي أودت بحياة 12 شخصا و43 مصابا.
فيما أعلن المدير العام لدائرة مكافحة الإرهاب في وزارة الأمن الإيرانية عن تسلل ما وصفها بـ"مجموعات إرهابية" إلى داخل العاصمة طهران، في وقت أكدت فيه وسائل الإعلام وقوع تفجير انتحاري في مقر البرلمان هو الثاني بعد تفجير وقع قبله بدقائق في ضريح مؤسس النظام الإسلامي بإيران، روح الله الموسوي الخميني.
مدير دائرة مكافحة الإرهاب الإيرانية قال إن إحدى المجموعات المتسللة إلى طهران اعتقلت قبل تنفيذها أي عملية، أما المجموعة الثانية فقد قضي عليها في ضريح الخميني.
ولفت المسؤول الأمني الإيراني إلى مهاجمة مجموعات أخرى مبنى البرلمان الإيراني، حيث بادر حرس الضريح إلى إطلاق النار على أحد العناصر الانتحارية، فيما فجر آخر نفسه.
وفي أكتوبر 2015، كشف دبلوماسي إيراني سابق عن دعم طهران لداعش وتزويد التنظيم الإرهابي بالأسلحة، بالرغم من تأكيدها أنها تحاربه في العراق وسوريا.
وأكد أبوالفضل إسلامي، الذي كان يعمل في السفارة الإيرانية في العاصمة اليابانية طوكيو قبل انشقاقه عن النظام تزامنا مع انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية، ليؤكد في حوار مع صحيفة "كيهان لندن" الناطقة بالفارسية أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" استفادت من وجود "داعش" إلى أقصى حد، وتمكنت بذريعة هذا التنظيم من أن تبرر تدخلها في كل من سوريا والعراق، وأن طهران هي التي توفر لداعش جزءا من الأسلحة التي يحتاج إليها، حد تعبيره.
وشاهد إسلامي عندما كان يعمل في الخارجية الإيرانية كيف تدعم طهران ماليا وبشكل متزامن مجموعات وميليشيات مختلفة عقائديا في بعض الأحيان ومتصارعة حينا آخر، بغية استمرار الازمات أو افتعالها.