بروفايل: صباح الأحمد.. قائد إنسانى

كتب: محمد البلاسى

بروفايل: صباح الأحمد.. قائد إنسانى

بروفايل: صباح الأحمد.. قائد إنسانى

دبلوماسى مخضرم كرّمته الأمم المتحدة ومنحته لقب «قائد إنسانى»، كأول قائد عربى يتم الاحتفاء به لجهوده فى المجال الإنسانى والتنموى، وكذلك التزام بلاده (الكويت)، بالتبرع بمبلغ نصف المليار دولار، لإغاثة الشعب السورى الذى يعانى الملايين من أبنائه، بسبب الحرب الأهلية.

تولى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أول مناصبه الرسمية فى وزارة الخارجية الكويتية عام 1963، وأصبحت الكويت فى عهده عضواً بالأمم المتحدة، وأصبح رئيساً للوزراء عام 2003، وأميراً للبلاد عام 2006، ومنذ ذلك الوقت اعتمد مبدأ إزالة الخلافات بين الدول الشقيقة، حرصاً على البيت الخليجى.

خلال الساعات القليلة الماضية، تصدّرت جملة «صباح الأحمد يحل الأزمة» مواقع إخبارية خليجية، اعتماداً على تاريخه الحافل فى الوساطة وحل الخلافات الخليجية، وذلك بعد الإعلان عن زيارته المرتقبة إلى السعودية، التى يعقبها زيارة إلى الدوحة، فى محاولة لحل الأزمة السياسية والدبلوماسية بين عدد من دول الخليج، ومصر، وبين قطر.

على مدار ما يقرب من أربعة عقود، اعتمد صباح الأحمد خلال عمله الدبلوماسى مبدأ التوازن والوسطية، فهو يتمتع بخبرة واسعة فى مجال السياسة الخارجية، وحقّق الكثير من النجاحات الدبلوماسية، وكان أول اختبار سياسى له عام 1966، عندما شارك مع ممثلى مصر والسعودية، فى لقاء نظمته الأطراف المتناحرة فى اليمن الشمالى، من مؤيدى الجمهورية ومؤيدى الملكية، لوضع حد للحرب الأهلية، واستُؤنفت اللقاءات فى الكويت عام 1966، وعندما بدأت الصدامات الحدودية بين اليمن الشمالى والجنوبى عام 1972، قام بزيارة إلى الدولتين، فى مهمة وساطة، أثمرت عن توقيع اتفاقيتين بين الدولتين، واحدة للسلام والأخرى للتبادل التجارى. ونجح صباح الأحمد فى مهمة وساطة أخرى بين سلطنة عمان واليمن الجنوبى، عام 1980، كانت نتيجتها توقيع إعلان مبادئ، لتخفيف حدة التوتر بين البلدين، وأعقب ذلك بلقاء بين وزيرى خارجية البلدين فى الكويت عام 1984، لإعلان إنهاء الحرب الإعلامية، والحفاظ على حُسن الجوار، وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

قاد صباح الأحمد مبادرة المصالحة القطرية - الخليجية عقب أزمة مارس 2014، عندما سحبت دول الخليج سفراءها من «الدوحة»، وأثمرت جهوده عن عودة السفراء فى سبتمبر من العام نفسه.

خلال عهده، تميّزت علاقات الكويت الخارجية، بأنها تهدف إلى مد جسور التعاون مع أغلب البلاد، دون استثناء، فاحتضنت الكويت مؤتمرات مثل مؤتمر مانحى سوريا الأول والثانى، وكذلك إعادة إعمار غزة، كما شارك فى تأسيس المجلس الوزارى المشترك لمجلس التعاون الخليجى، ودول الاتحاد الأوروبى، الذى يهدف إلى توثيق الروابط بين الطرفين، وهو المجلس الذى تم من خلاله إبرام الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية مع دول أوروبا.


مواضيع متعلقة