صديقي من ذوات الأربع
- أثاث المنزل
- التخلص منه
- التوأم الملتصق
- حيوانك الأليف
- عدم الاهتمام
- لحظات السعادة
- آمنة
- صديقي
- أثاث المنزل
- التخلص منه
- التوأم الملتصق
- حيوانك الأليف
- عدم الاهتمام
- لحظات السعادة
- آمنة
- صديقي
استيقظ في كل صباح على يده الصغيرتين وهي تنبهني بأن موعد وجبة إفطاره قد حان، وعندما أنظر إليه أجد عينيه الواسعتين ذات الحور تحدق بي وكأنه يبتسم ويبشرني بقدوم يوم جديد يحمل لنا تحدٍ مختلف.
نعيش أنا وهو مثل التوأم الملتصق يأكل معي في نفس التوقيت وينام بجواري، وأيضاً اكتسب من شخصيتي الكثير، فهو متمرد يحب التمتع بالجلوس وحيدا في حديقة المنزل متأمل الفراغ.
البعض يعتقدون أن حين تقتني حيوانا أليفا في المنزل فحتما أنت شخص مرفه لا تشعر بما يعيشه البشر من مشكلات، وأن الحيوانات هي مخلوقات درجة ثالثة لا يجب الاهتمام بها إلى هذا الحد بل على العكس يجب التخلص منهم لنتمتع بحياة آمنة.
وأتذكر جيدا عندما مرض صغيري منذ أكثر من شهر وأصيب بفيروس لعين يسمى "البارفو" كان من الممكن أن يقضي على حياته. في ذلك الوقت كتب لنا الطبيب البيطري بعض الأدوية البشرية في المنشور العلاجي الخاص به، وكان الصغير لا يتوقف عن النزيف كان هذا الوقت عصيب على كل أفراد أسرتي، لكن المؤلم أن أخي عندما ذهب لشراء الأدوية الخاصة بالصغير وعلم المتواجدون في الصيدلية أن هذا الدواء لعلاج "حتة كلب" كما وصفوا، تبادلوا الضحكات وتعاملوا مع الأمر بدرجة من عدم الاهتمام لا تصدق، حتى أن أحد العاملين قال لأخي أن الله سيحاسبه على التفريط في علاج يمكن أن يعالج طفل من أجل كلب.
في حقيقة الأمر أن العاملين في الصيدلية وأيضاً كل من على شاكلتهم لا يعلمون قيمة وأهمية هذا الكلب في حياتنا، هذا الصغير الذي لا يعرف له أهل غيرنا ولا وطن غير منزلنا، الذي عاش معنا على مدار عامين أو أكثر أهم لحظات السعادة وأصعب لحظات الحزن، لا أستطيع أن أنسي أن أبي بكى بجواره عندما كان صغيراً وكان متلهف عليه، فقد جاء هذا الصغير إلى منزلنا وهو بحجم كف اليد وكان يصرخ عندما يعتلي أحد أثاث المنزل مستنجدا بنا لأنه لا يستطيع النزول بسبب قصر قامته.
يعرف عني كل شيء من أحب ومن أكره ويتعامل معهم بحسب معاملتي أنا، فمن أحب يتعامل معهم بدرجة كبيرة من الود والطاعة، ومع من أكره يتعامل معهم بعنف شديد رغم أن العنف لا يليق به.
هو كاتم الأسرار والصغير الذي يملك درجة من الحنان لا تصدق أشعر بها عندما يضع يده الصغيرة على رأسي وكأنه يهون على مصاعب الحياة ونظراته العميقة التي تشبه نظرات البشر التي تصل إلى قلبي بشكل مباشر وتداوي كل جراحه.
أن تقتني كل أو قطة فأنت تستقبل في منزلك صديق جديد علك أن تعطي الاهتمام ومساحة من الأمان، وأعلم جيداً أنه من الممكن أن يتركك إذا اساءة التعامل معه فلا تتعامل معه كأي جماد اشتريته وأصبح ملكك تتخلص منه وقتما شئت!.
فعليك أن تكون صديق حيوانك الأليف كما هو الحال بيني وبين كابتشينو.