«إبراهيم» الذى فقد حاسة الشم بفعل الكيماويات: الاستورجية كلهم كده

كتب: محمد غالب

«إبراهيم» الذى فقد حاسة الشم بفعل الكيماويات: الاستورجية كلهم كده

«إبراهيم» الذى فقد حاسة الشم بفعل الكيماويات: الاستورجية كلهم كده

ينعزل بالساعات داخل ورشته بمنطقة الباطنية، لا يشعر برائحة المواد الكيماوية الخانقة، اكتسب إبراهيم السيد مناعة من هذه الروائح على الرغم من أنها تخنق المارة من أمام الورشة، وربما تبعدهم عن دخولها أو حتى المرور من أمامها، بينما هو يقبع فى الداخل يدهن القطع الخشبية المصنوعة بأيدى نجارين، لتخرج من بين يديه وتصبح جاهزة ليأتى بعده دور «المنجّد».

منذ الصباح الباكر وحتى حلول المغرب، يعمل بلا توقف، يمسك الفرشاة فى يده اليمنى طيلة النهار: «طول ما أنا شغال جوه الورشة ببقى فى عالم تانى، منعزل عن كل حاجة، حتى ريحة الشارع ما بقتش أحس بيها، لو حد شمّمنى ريحة حلوة ما أعرفش أشمها».

يعمل «إبراهيم» منذ كان عمره 13 عاماً، مرت عليه سنوات طويلة داخل الورشة دون أن يدرى، كان يعمل بالقطنة والجملكة والسبرتو، حتى الألوان كان يصنعها بيديه، كانت الأدوات وقتها لا تتعبه، لكن اختلف الأمر كثيراً منذ 6 سنوات: «من ساعة ما طوّرنا الشغلانة وطلع الكمبروسور بقت شغلانة كلها كيماويات، تنر وسولار وأكسجين ونشادر، كلها مواد تعبت الاستورجية وكل اللى شغال فى الدهانات».

يدخن «إبراهيم» السجائر ولا يشعر برائحتها، مثلما لا يشم رائحة المواد الكيماوية التى يعمل بها، ويخشى أن يظهر تأثير كل ذلك بمرور العمر: «فعلاً ما أعرفش أشم حاجة، وشكلى كبر عن عمرى، لكن هعمل إيه ده أكل عيش؟».

يعمل فى ورشته وحيداً دون أى صنايعى: «أصل لو وقفت حد معايا لا هو هياكل ولا أنا هاكل، فبعمل كل حاجة لوحدى، باصنفر وبعدين أخدم وأمعجن وأصنفر تانى وأدّى دهان لون وتشطيب».


مواضيع متعلقة