أسامة الأزهرى على DMC: الانتماء للأوطان يظهر معادن الإنسان
أسامة الأزهرى على DMC: الانتماء للأوطان يظهر معادن الإنسان
قال الدكتور أسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية، إن القرآن الكريم له منهجية في الفهم، حيث قال الإمام الرازي في التفسير الكبير: إن القرآن يُقرأ أوله وآخره معًا، كالجملة الواحدة كالآية الواحدة.
وأضاف الأزهري خلال لقائه ببرنامج "رؤى" على فضائية dmc، أن الآية المفتاحية لحلقة اليوم.
هي قول الله تعالي: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِى وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى فَلَمَّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" الآية 143 من سورة الأعراف، وقد جاءت الآيات مرتبطة بسياقات أخرى تدل على الحدث الجليل والمهيب وهو تجلى المولى عز وجل فى واقعةٍ ليس لها مثيل عبر التاريخ فيما نقله لنا الوحى الشريف.
وقد كان هذا التجلى فى سيناء، فينتبه كل إنسانٍ مصرى لهذا الحدث بفخامته وهيبته لأنه كان على قطعةٍ من وطنه، والآية مليئة بالإشارات عن كان هذا المكان المختار المنتقى، فهى أرض ميعاد وإتمام، وإصلاح، وميقات، وتكليم، ومعرفة وقرب، وبرهان ودليل وقياس واستنباط، وأرض تجلٍّ وهيبة وتوقير، وأرض تسبيح وتوبة وإيمان وأرض اصطفاء وعطاء وأرض شكر.
وتابع "الأزهرى" أن كل هذه الأسباب التى تبعث على الفخر تؤدى إلى قيمة الانتماء المبنى على إدراك بشرف ما أنتمى إليه من أرض ذات منزلة شهدت فيوضات إلهية، ومن ثم فإن الإعجاب يؤدى للانتماء، وقبلهما المعرفة والإبحار فى التاريخ، وكل ذلك يترتب على قيم سابقة منها العلم والعمران والإنسانية والوحدة واكتشاف المواهب واحترام الأكوان.
فالانتماء حتى تولد الحضارة التى يصنعها الإنسان بإذن الله، لذلك فإن طباع الرجال تظهر من مدى الحنين إلى أوطانهم كما قال الأصمعى، وبالتالى فإن الانتماء للأوطان يظهر معادن الإنسان.
