ابنة المدرسة الأمريكية فى أسيوط تتذكر أيام المجد بصورة التخرج: «من هنا بدأ حلمى»

كتب: رحاب لؤى

ابنة المدرسة الأمريكية فى أسيوط تتذكر أيام المجد بصورة التخرج: «من هنا بدأ حلمى»

ابنة المدرسة الأمريكية فى أسيوط تتذكر أيام المجد بصورة التخرج: «من هنا بدأ حلمى»

صورة لفتيات فى مقتبل العمر، يرتدين جميعهن زياً أبيض بهياً، على وجوههن ابتسامة أمل واسعة، ارتدت بعضهن «برنيطة» فيما اكتفت الباقيات بـ«تسريحة» تبدو مناسبة لحفل التخرج الرائع الذى أعدته لهن مدرستهن الأجنبية فى موقعها النائى عن العاصمة بصعيد مصر.

صورة تعود إلى عام 1961، تضم دفعة الثانوية بالمدرسة الأمريكية فى أسيوط، تحتفظ بها الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، بين مئات الصور فى أدراج ذكرياتها، حيث كانت واحدة من الواقفات وسط الجمع السعيد: «هذه الصورة بالذات هى الأقرب إلى قلبى حيث كنت أقف وسط زميلاتى على مسرح المدرسة فيما أنظر إلى أمى وأخى وأبى (رحمهم الله)، وأختى (حفظها الله)». صورة واحدة تحمل مليون معنى، بين حميمية الأسرة، وفرحة النجاح، والشعور بالانبهار والتحفز لمرحلة جديدة من العمر.

النائبة البرلمانية لم تصدق نفسها فى تلك اللحظة أنها أنهت المرحلة التعليمية قبل الجامعية، لكنها كانت تعلم جيداً إلى أين ستتجه بعدها.. لم تحمل فى تلك اللحظة سوى هم واحد هو كيفية إقناع والدها بأن يدعها تدرس وحدها فى القاهرة وهو الذى قرر إلحاقها بمدرسة داخلية ولو كانت أجنبية كى لا تقطع مسافة يومية من قريتها موشا إلى أسيوط: «تقاليد صارمة ومتجذرة فى العائلات الكبيرة بالمحافظة جعلته يلحقنى بمدرسة أجنبية ليس ضعفاً من المدارس الحكومية ولكن خوفاً علىّ من المشوار اليومى، كنت حاصلة على 76% والتحقت بالكلية التى حلمت بها وهى الفلسفة ولكننى التحقت بكلية البنات إرضاءً لوالدى الرجل الصعيدى الذى كان يرفض الاختلاط».

موسيقى كلاسيكية فى الأجواء، وورود، ونسمات هواء باردة لفحت وجهها وهى تفكر كيف تربت فى مدرسة أجنبية تبشيرية وولدت فى بيت صعيدى شديد التدين: «كنت أريد أن أستأنس مع نفسى وعقيدتى وفكرى، أن أؤمن بدينى عبر الفهم والاقتناع لا بالوراثة، وهو ما حدث بالفعل حيث اخترت دراسة الفلسفة الصافية عقب التخرج».


مواضيع متعلقة