"الوفد" و"الناصري" فرقتهما السياسة.. وجمعهما الغضب من "الجماعة 2"

كتب: علاء الجعودي

"الوفد" و"الناصري" فرقتهما السياسة.. وجمعهما الغضب من "الجماعة 2"

"الوفد" و"الناصري" فرقتهما السياسة.. وجمعهما الغضب من "الجماعة 2"

فجر مسلسل "الجماعة 2" خلافًا داخل حزبي "الوفد"، و"الناصري"، بعد أن اتهم عددًا من أعضاء الحزبين، المسلسل بالخروج عن النص التاريخي الصحيح، وتشويه الزعيم الوفدي مصطفى النحاس، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وأدان الوفديون، ذكر المسلسل انتماء بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة لـ"الإخوان" تنظيميًا قبل الثورة.

ياتي هذا في الوقت الذي كذَّب فيه عدد من الناصريين واقعة تقبيل مصطفى باشا النحاس، ليد الملك فاروق التي أشار لها المسلسل في إحدى حلقاته، بالإضافة إلى وصف أحد قيادات الحزب الناصري، النحاس باشا بـ"الزعيم الشعبي".

من ناحيته، قال محمود العسقلاني أمين الإعلام بالحزب الناصري، إن جمال عبدالناصر لم ينضم تنظيميًا لجماعة الإخوان، منوهًا بأن ما جاء في المسلسل بعيد تمامًا عن الصحة.

ولفت إلى أن عبدالناصر، اقترب لفترة قليلة من جماعة الإخوان الإرهابية وهذا ما جعله يعرفهم عن قرب، ويواجههم بقوة بسبب خطورتهم على الدولة المصرية.

وأضاف العسقلاني أن هناك محاولات تشوية للرئيس الراحل مستمرة منذ عام 1971 ولكن هذه المحاولات لم ولن تنجح، وتابع قائلًا: "إن المصريين كانوا يستدعون عبدالناصر في ثورتي يناير ويونيو وعندما كانت تباع شركات القطاع العام أو يتعرض العمال لمشكلات، لإيمانهم الحقيقي بالمشروع الناصري وما فعله ناصر من أجل مصر".

وأشار إلى أن المحامي العمالي الكبير أحمد نبيل الهلالي الذي سجن في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، قال له "إنه بالرغم من أنه سجن في عهد ناصر إلا أن الرئيس الراحل حافظ على الدولة المصرية وحقق العدالة الاجتماعية"، لافتا إلى أن الشعراء الذين سجنوا في عهد جمال عبدالناصر مثل أحمد فؤاد نجم وعبدالرحمن الأبنودي، خرجوا من السجن يمدحون فيه ويكتبون شعرا في نبله ووفائه.

وأبدى القيادي بالحزب الناصري استغرابه من الواقعة التي ذكرها المسلسل والتي تزعم تقبيل النحاس باشا زعيم حزب الوفد، ليد الملك فاروق في إحدى المناسبات، قائلا: "النحاس باشا كان زعيما وفديا ومعروفا للجميع العداء الذي كان بينه وبين الملك فاروق وأنا غير قادر على تصديق هذه الواقعة، وعموما المنتجين في أغلب أعمالهم الدرامية يريدون إضفاء الإثارة والتشويق لجذب المشاهدين".

وأكد أنه يحترم جدا الكاتب وحيد حامد الذي استطاع من خلال أعماله الدرامية وأفلامه أن يكشف كذب جماعة الإخوان الإرهابية وخداعهم وأن يوثق مراحل مهمة جدا في التاريخ المصري.

قال حسام الخولي، نائب رئيس حزب الوفد، إن هذا المسلسل به أخطاء تاريخية وغير منطقية، واصفا واقعة تقبيل مصطفى باشا النحاس يد الملك فاروق التي أشار لها المسلسل بـ"غير المعقولة"، وتابع قائلا: "النحاس باشا كان زعيم أمة، والملك والإنجليز كانا لا يطيقان النحاس ولديهما حساسية منه فكيف يعقل أن يقبل الباشا يد الملك فاروق".

وأضاف الخولي قائلًا: "وحيد حامد يضع أشياء حولها شكوك وغير منطقية وغير موجودة ولا أعلم من أين جاء بهذه المشاهد التي تحاول أن تشوه صورة النحاس باشا والوفد، والغريب في الأمر أنه استند لواقعة تقبيل النحاس باشا يد الملك فاروق لرواية قالها أحد أعضاء محكمة الثورة، وهل من المعقول أن يستند كاتب كبير لرواية شخص واحد ومختلف مع النحاس أيديولوجيا وفكريا".

وأشار إلى أن المسلسل ألمح إلى أن كل أعضاء قيادة الثورة ينتمون لـ"الإخوان"، منوها بأن هذا المسلسل أساء لأعضاء ثورة يوليو، أيضا مثلما أساء للوفديين والنحاس باشا، وتابع قائلا: "هذا المسلسل فجَّر ثورة داخل حزب الوفد".

وفي نفس السياق، قال ياسر حسان مساعد رئيس حزب الوفد، إن مشهد تقبيل مصطفى باشا النحاس ليد الملك فاروق في المسلسل واقعة نقلها الأستاذ محمد حسنين هيكل عن حسين سري رئيس الوزراء في حكومة الملك فاروق، مؤكدا أن "سري" كان معروفا عداؤه للنحاس.

وأضاف حسان أنه لم يثبت في التاريخ المكتوب أو بالتوارد أو التأكيد على لسان أي من المؤرخين أن فؤاد سراج الدين قبَّل يد الملك وكان أقرب في السن من الملك فهل سيقبلها النحاس والذي كان أكبر من الملك سنا وزعيم الأمة، منوها بأن النحاس في مرة من المرات سكب الأكل من أعلى منضدة موضوعة أمام الملك فاروق بسبب غضبه من أحد الأمور، متسائلا: "هل من يصل لدرجة أنه يلقي الغذاء في وجه ملك سيقبل على نفسه وهو زعيم أمة أن يقبِّل يده".


مواضيع متعلقة