موقف عبود.. مطار القاهرة سابقاً
- أمن المطار
- الحالة الأمنية
- الشمس الحارقة
- الشهر العقارى
- الطيران المدنى
- القاهرة الدولى
- المطار الدولى
- الهواء الطلق
- انتظار السيارات
- بمطار القاهرة
- أمن المطار
- الحالة الأمنية
- الشمس الحارقة
- الشهر العقارى
- الطيران المدنى
- القاهرة الدولى
- المطار الدولى
- الهواء الطلق
- انتظار السيارات
- بمطار القاهرة
مقالى هذا أهديه إلى السيد وزير الطيران المدنى، ومدير أمن المطار، وكل السادة المسئولين عن سفر المغضوب عليهم من البشر، والضالين من أهليهم الذين يتحملون عناء الاستقبال أو الوداع بمطار القاهرة الدولى، فربما يأتى علينا يوم يتحقق فيه الحلم، أن يصبح مطار القاهرة راحة للمسافرين، وللمودعين والمستقبلين على وجه الخصوص، ويبدأ الحلم بتحقيق التافه من الأمور، وهو وجود ورق تواليت فى دورات المياه، إلى العظيم منها وهو سلامة السير على الرصيف بعربات الأمتعة، مروراً بابتسامة رقيقة من العاملين بالمطار بدلاً من تلك الابتسامة الجافة القاتمة على وجوههم، إلى استخدام أماكن انتظار السيارات بطريقة منظمة ومرتبة، وكل حلم من هذه الأحلام يجازى فيها المسئول فى مطارات العالم بالفصل أو الإقالة إذا أغفل وتساهل وترك التافه لم يحققه حتى لو حقق العظيم منها.
يشاء سوء حظى أن تكون محطتى الأخيرة من واشنطن فى المطار رقم ٢ الجديد والمخصص للطيران السعودى مقبلاً من جدة، وعلى الرغم من سهولة ويسر التعامل فى الجوازات والجمارك، إلا أنها معاملة جافة وثقيلة الظل، وتخلو تماماً من الابتسامة والأنس والألفة المطلوبة من العاملين فى الاثنتين، ناهيك عن الافتقار إلى النظام، الذى يتحمل فيه المسافرون من المصريين النصيب الأكبر من اللوم، أما عن جفاء اللقاء فهى سمة تعودناها على وجوه كل القائمين، فلن نستجدى ابتسامة ضاعت ملامحها على الشفاه، ولن نطالبهم بخفة الظل ففاقد الشىء لا يعطيه، وسنصبر على تكشيرتهم واستيائهم إلى أن يأذن الله لهم بصلاح الحال أو تدريبهم عليها، أو حلول أحد الأجلين. ولأننى حريص على أن يكون مطار القاهرة صورة مشرفة للوطن، ولأن التافه من الأمور فى نظرنا وكما تعودنا، يبدو فى نظر الغير أمراً عظيماً ومستغرباً وجللاً، وما يمر على عيوننا مرور الكرام، يعلق فى ذهن غيرنا سنين يتضاحكون عليه ويسخرون، فهناك ثلاثة أمور أرجو أن يعاد النظر فيها، أولها: رصيف المشاة، من المفترض أن يشمل مساراً ومجرى ومعبراً للعربات اليدوية الخاصة بنقل الأمتعة وأغراض المسافرين حتى مواقف السيارات، وأنا أدعو السيد الوزير وأنا أثق فى خبرته، أن يقوم بتجربة عملية أمام ناظريه فى جر أمتعة راكب حتى موقف السيارات، ويرى كيف يعانى الناس، فليس لهذه العربات ممر نزول من الرصيف إلى آخر الموقف، وعلى المسافر النزول بها وحملها بمساعدة الغير حتى يصل إلى مكان انتظار السيارات، فهل كانت هذه المواصفات العالمية والضرورية ضمن المواصفات الفنية التى لم تنفذ؟ أما الثانية فهى أماكن انتظار السيارات العشوائى فى كل أماكن انتظار السيارات فى المطار، والوقوف المخالف والفوضوى تحت سمع ونظر رجال الأمن بالمطار، أليس لدينا فكرة عن تنظيم هذه الجراجات بشكل حضارى ومحترم؟ وهل الرسوم المدفوعة عند المغادرة تشمل رصف وترتيب وتنسيق وتنظيم أماكن انتظار السيارات؟ أما الأمر الأخير والمهم فهو انتظار خلق الله للمقبلين خارج صالات الانتظار لساعات فى الهواء الطلق، وتحت حرارة الشمس الحارقة فى الصيف، أو المطر فى الشتاء، دون أدنى معلومة عن الرحلات المقبلة بحجة الدواعى الأمنية، وهذه عادتنا إذا عجزنا عن تأمين مكان أغلقناه بالضبة والمفتاح، دون مراعاة للشكل الحضارى للدولة، أو راحة المواطنين، وما إغلاق الطرق والشوارع حول الأقسام والمراكز ببعيد عن عيوننا، فهى تجربة حية عن كيف تتعامل الأجهزة الرسمية فى إدارة ومواجهة المشاكل، لكننى لم أتوقع أن تنتقل عدوى الفشل إلى المطار الدولى، الذى يعطى انطباعاً عن الحالة الأمنية لدى المسافرين والمقبلين من الأجانب، وأنا أدعو السيد مدير أمن المطار للمرور بنفسه على المستقبلين خارج الصالات، ليرى ويلمس بنفسه كيف تمتهن آدمية الناس دون أماكن انتظار، أو جلوس أو دورات مياه، ويختبر قدرته الشخصية على تحمل هذا العناء لساعات، فإن استطاع فقد استطاع غيره.
من حقنا يا سادة أن نعامل كبشر وباحترام فى سفرنا إذا سافرنا، وفى انتظار أو توديع مسافرينا، من حقنا الراحة فى صالات السفر أو الوصول جلوساً على كراسى دون تعب أو إرهاق أو معاناة، فهى رحلة ممتعة فى مطارات العالم للمسافرين أو للمودعين، وليس من المفترض أن تكون كئيبة وموحشة وعلى نفس الدرجة من الكآبة والوحشة التى نعانيها ونكابدها فى تعاملاتنا اليومية مع الشهر العقارى أو المرور أو الضرائب وغيرها، فلا يصح ولا يقبل أن تكون وجهتنا الحضارية أمام العالم قريبة الشبه والتماثل بموقف عبود.
فثمة تشابه كبير يجمعهما، فالعشوائية والارتجالية عنوان مشترك بين الاثنين، الفوضى عامل يجمعهما معاً، عدم احترام خلق الله وآدميتهم صفة غالبة بينهما، لكننا إن قبلنا هذا فى موقف عبود فلا يصح أن نقبله فى وجهتنا وعنواننا أمام العالم، فلا يحتاج الأجنبى حتى يشكل انطباعه عن الدولة أن يمر فى كل شوارعها حتى يعرف حقيقتها، كل ما يحتاجه هو دقيقة واحدة فى المطار ليقرأ الكتاب كله من عنوانه الصغير، ويكتشف وبسرعة مدى انضباط الدولة أو فوضى شعبها ودولتهم.
أنا أحلم قبل تعيين المسئول فى إدارة جهاز مدينة أو مطار أو مؤسسة أو وزارة أن يكون من مؤهلات عمله الجديد القدرة على الحلم والتصور، وأدعو إلى ابتعاثه أو سفره لحضور دورة عملية وتدريبية فى مكان ناجح فى دولة من الدول، يتعلم القدرة على الحلم، وكيف يتعامل مع المشكلة وحلها، ويعرف أن التافه من الأمور ليس وجهة نظر، وأن النظام الدقيق هو النجاح، والارتجال والعشوائية فشل ذريع، وإلى أن يتحقق هذا الحلم نرجو السادة المسئولين أن يتجولوا فى المطار وروافده ليروا ويسمعوا ويدركوا أن الحلم ليس بعيد المنال، فقط عليهم أن يتداركوا هذه التفاهات التى تشكل فى النهاية رأياً خاصاً ليس فى صالحنا.