قصص مخابراتية| "أوراق الموساد المفقودة" تودي بحياة "سائق تاكسي" يوناني

قصص مخابراتية| "أوراق الموساد المفقودة" تودي بحياة "سائق تاكسي" يوناني
- قصص مخابراتية
- مخابرات
- الموساد
- إسرائيل
- اليونان
- أثينا
- سيناء
- البدو
- قصص مخابراتية
- مخابرات
- الموساد
- إسرائيل
- اليونان
- أثينا
- سيناء
- البدو
في ليلة الخامس والعشرين من شهر نوفمبر عام 1975، تحطمت طائرة تقل جنودًا إسرائيليين فوق أحد جبال شمال سيناء، ولقي جميع ركابها حتفهم، وأُعلن إن عدد القتلى كان 20 شخصًا بين عسكريين وطاقم الطاشرة، إلا أن الشخص 21 كان على متنها ووجده المحققون.
في البداية اعتبروه من البدو الذين قادهم حظهم العثر للمرور وقت التحطم فلقي مصرعه، إلا أن يديه الناعمتين وبشرته البيضاء وقدمين ذات شكل حسن، فكان الرجل يهوديًا وبدأ "الموساد" يبحث عنه.
تلك البداية التي كتبها ضابط إسرائيلي متقاعد "نيت جولدمان"، وهو اسم غير حقيقي، لضابط في المخابرات الأمريكية، لحل لغز "أوراق التاكسي" التي كانت قبل 14 عامًا من لقائهم، ذاع صيتها بوجود حزمة أوراق تخص الموساد الإسرائيلي بحوزة رجل إنجليزي حصل عليها من سائق تاكسي في أثينا، وعرضها الرجل على عدد من الصحف والسفارات الأجنبية في لندن خلال شهر مارس 1976.
كان المتصل هاتفيًا يقول إنه لن يتسنى له الانتهاء من الترجمة بعد ومع ذلك فإنه يعتقد أن الأوراق تحوي معلومات مفقودة لها علاقة بالوضع السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط، وإذا كان المخاطب لديه رغبة في الحصول على الأوراق فعليه أن يبعث بقدر متواضع من المال مقابل "ملخص" لها، وسيكون ذلك جاهزًا خلال بضعة أيام، وأعطى رقمًا لصندوق بريد في مدينة أكسفورد، وكون الأوراق باللغة الإنجليزية وليست بالعبرية أو العربية كانت صعبة التصديق وبعيدة الاحتمال، ولم يتخد أي إجراء على لإطلاق.
وبعد 14 عامًا من تلك القصة عاد الحديث عن "أوراق الموساد المفقودة"، وهو عنوان الكتاب الذي ألفه ضابط المخابرات الأمريكي اختار لنفسه اسم "جاك تيلور" وتحديدًا في يناير 1990، جاءه العميل الإسرائيلي ليروي القصة مقابل الحصول على فائدة على 100 ألف دولار سنويًا، ويعرض عليه موجزا مركزا لتقرير عن كيفية سرقة هذه الوثائق ثم العثور عليها واستردردها، وكيف كان "ريتشارد ويلش" الذي قُتل طرفًا في هذا الموضوع.
عرف الموساد، أن أحد موظفي قسم غرف حفظ الملفات حاول الهروب خارج البلاد، وكانت أول مهمة لديهم هي معرفة ما إذا كان هناك شيء من تلك الملفات مفقودًا، وعلموا أن الوثائق السرية جدًا التي سرقت في العام 1975 كان من الممكن أن تتسبب في نهاية إسرائيل لذا كان يجب العثور عليها، وتصفية كل وقع عيناه عليها.
وبالبحث عن الرجل المجهول واستجواب البدو في المنطقة من قبل جماعة جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شين بيت"، عُلم أن البدو جردوه من ملابسه وباعوا حقيبته الكبيرة بمحتوياتها فيما بعد لأحد العرب الذي كان مارًا في سيارة نقل بغية شراء جلود الأغنام والماعز من تلك المنطقة.
وفي 10 ديسمبر، علم الموساد من الراديو أن عربيا قُتل عند إحدى البوابات بين رفح وقطاع غزة، وقيل إنه رفض التوقف عندما طلب منه ذلك، وعلم الموساد حسب تقرير المخابرات العسكرية، أن عربة النقل لم تكن تحوي شيئا سوى جلود حيوانات غير مدبوغة، إلا أن ملابسه وعلى الأخص "البلوفر" الثقيل والحذاء الجيد كانت من النوع الذي لا يتوقع مثل ذلك العربي أن يرتديه، ولم يكد الموساد يصل للموقع حتى دفن الرجل.
وباستخراج جثته وجدوه مدفون بالبلوفر والحذاء غير موجود، وبدأت عملية البحث عن كل من يرتدي حذاء جيد وبعد يومين وجد الحذاء طريقه لمحطة شرطة غزة الرئيسية، وكتب على بطنه باللغة العربية: "ارتدوا هذا الحذاء إلى الجحيم يا أبناء الزنا"، وكان كعب الحذاء مجوفًا وتكاد تكون مقطوعة من مكانها وكانت فارغة، وعلم الموساد أنه يبحث عن "بكرة" أو بكرتين من ميكرو فيلم، ومن أحد المخبرين علم الجهاز أن هناك بحارًا يونانيًا اشترى بعض "الأفلام" من شخص عربي في أحد المقاهي المواجهة للبحر في حيفا.
كانت المعلومة متأخرة يومين، وانقسم الموساد فريقين واحد مهمته إيجاد وإرجاع "الأفلام"، والثاني تسريب معلومات تضليلية إذا فشل الفريق الأول وإثارة حملة تمويهية تقلل من أهمية الوثائق الأصلية وإضاعة أنها مزيفة، وبوصول الفريق الأول إلى اليونان بدأت عملية البحث في محلات التصوير الفوتوغرافي، وصلوا إلى مصور فوتوغرافي جاءه شخص وطلب تحميض وطبع وتكبير بكرتين لميكروفيلم أسود ـ أبيض حجم (8) ميليمتر.
وقال العجوز، إنها كانت للغة غير اليونانية واعتد أنها باللغة العبرية، كان قد غادر قبل بضع دقائق من حضور العميل، وبدأت العميلة الأخرى البحث عن "تاكي" السائق، وصديق الشخص الذي معه الميكروفيلم حسبما سمع المصوراتي العجوز، ووصلت الفتاة إلى "تاكي" وفتشت غرفته حتى وجدت فيلمًا دون الصورة، وبالحديث معه علمت أنه أرسله لابن عمه لترجمته، وأقنعته أن عمها عالم آثار يستطيع ترجمة الأوراق في ثوانٍ، وسلمهما سائق التاكسي الوثائق إلا أن "كوهين" أو عالم آثار أحس أن شيئًا غير صحيحٍ وبعد بحث بالأوراق تأكد أنها لم تُفتح على عكس الرواية التي تناقلتها الأيدي، وتأكد أن هناك أوراقًا أخرى غير موجودة وبعد ذلك علموا من السائق أن "تاكي" وجد عملا على ظهر سفينة سياحية، وقال لهم يحتفظوا بالأوراق حتى يعود تاكي خلال شهر أو اثنين وغادر.
بعد وضع خطة من قبل الموساد لمراقبة سائق التاكسي، والتخطيط لكل شيء حتى جاءت إلى السائق مكالمة تخبره بإنهاء الترجمة، ويتفقا على مكان وموعد التسليم، ووضع الموساد خطة للتعامل مع الهدف بالحصول على وثائق، وبعد سماع طلقات نارية متبادلة وإصابة العميل الإسرائيلي والذهاب به إلى المنزل وجدوا أن الحقيبة بها دولارات أمريكية أي أنهم أصابوا المشتري ومات وكان "ريتشارد ويلش" دبلوماسيا أمريكيا، ولم يصيبوا الحاصل على الوثائق، وعادوا إلى تل أبيب دون الحصول على الوثائق.
وأعلنت منظمة لا يعرفها أحد مسؤوليتها عن قتل "الشيطان التعيس"، وهو ما كان يتوقع الموساد حدوثه، و"تاكي" مات غرقًا دون تدخل إسرائيلي، أما سائق التاكسي فقُتل على يد أحد عملاء الموساد حيث وعده بتسليم الوثائق المفقودة مقابل مبلغ مالي كبير ثم بعد ذلك غيّر رأيه وحاول الهروب بالوثائق والمال. وقال العميل الإسرائيلي إنه يقال إن هناك نسخة أخرى باللغة الإنجليزية لهذه الوثائق.