"رندا" تبيع المكياج في المترو: بصرف على ابني المعاق

كتب: أماني إبراهيم

"رندا" تبيع المكياج في المترو: بصرف على ابني المعاق

"رندا" تبيع المكياج في المترو: بصرف على ابني المعاق

بوجهها الشاحب الذي يتبلله العرق، وبخطوات بسيطة تخطوها بسبب جسدها المرهق، تنادي بصوت هادئ مصحوب بخوف: "معايا مكياج للبنات للي عايز" بإحدى عربات السيدات بمترو الانفاق.

رندا سلامة، سيدة أربعينية يظهر على وجهها الحزن، ترتدي عباءة سمراء تخفي من ملامحها بقدر ما تخفي من عزة نفسها، تحمل في يدها اليمنى أدوات للمكياج لتبيعها وفي يدها اليسرى تمسك بيد ابنها الذي يفرق عنها في الطول بضع سنتيمترات، ينفر من ابنها بعش الموجودين بالعربة لكونه معاق، ووجوده في عربة السيدات دون ان يعلموا انه مريض او معاق: "فيه ناس كتير بتنفر مني بسبب ابني، وناس تاني بتشتري مني عشان تساعدني، بس انا مبخدش فلوس من حد من غير ما ابيعله، حتى لو كنت محتجاها".

توفي زوج "رندا" منذ 7 أعوام تاركاً لها أبن من ذوي الإحتياجات الخاصة ومصاب بالتوحد "يوسف" 12 عاماً،ومعاش 367 جنيه، الأمر الذي دفع "أم يوسف" للجوء لبيع المكياج في المترو كوسيلة لكسب الرزق، والصرف على ابنها المريض: "جوزي مات في حادثة وعندي ولد تعبان، عنده دلوقتي 12 سنة بس عقله كأنه 3 سنين، نفسي أشوفه زي باقي الناس بيتعلم و بيتكلم، والبنات ربنا يقدرني واسترهم".

تسكن أم يوسف في شقة بالإيجار بـ650 جنيه في الشهر، إلا أن أكبر همها هو أن توفر مال لعلاجها فهي مصابة ايضاً بفيروس سي: "كل حاجة دلوقتي غالية هجيب منين فلوس كهربا وماية وإيجار وعلاجي أنا وابني، المعاش مش مكفينا عيش حاف ومش هنزل أشحت".


مواضيع متعلقة